فعاليات منتدى أسبار تتواصل بـ5 جلسات و3 محاضرات

تناقش الإبداع والابتكار في سياق اقتصاد المعرفة
فعاليات منتدى أسبار تتواصل بـ5 جلسات و3 محاضرات

انطلقت فعاليات اليوم الثاني لمنتدى أسبار الدولي بالرياض، بخمس جلسات وثلاث محاضرات عامة، وثلاث ورش عمل؛ شارك فيها عدد من المسؤولين، والمتحدثين المحليين والدوليين، الذين يمثلون مؤسسات رسمية وعلمية ذات تاريخ عريق في علوم الإبداع والابتكار القائم على اقتصاديات المعرفة.

وناقشت الجلسات موضوعات: "ابتكار الاقتصاد القائم على المعرفة"، و"اقتصاديات الابتكار: المنشآت وخلق الفرص"، و"الاندماج في الثورة الصناعية الرابعة"، و"الابتكار وممكنات الثورة الصناعية"، و"ممكنات منظومة الابتكار".

كما قدّم المتحدث العالمي رئيس منظمة ربيع سنغافورة فيليب يو، محاضرةً رئيسية حول رأس المال البشري في الاقتصاد الموجه بالابتكار؛ متحدثاً عن تجربة سنغافورة.

وأشار مدير المركز الإعلامي لمنتدى أسبار الدولي "وليد الحارثي"، إلى الإقبال الملحوظ من الحضور على المشاركة في جلسات وورش العمل، وحضور المحاضرات؛ حيث تجاوز عدد المسجلين في المنتدى أكثر من 2000 مشارك.

وفي مستهلّ الجلسة الافتتاحية المعنونة بالابتكار في الاقتصاد القائم على المعرفة والتي أدارها مساعد أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني "آمال المعلمي"؛ أكد محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، الدكتور عبدالعزيز الرويس، أن تهيئة المجتمع لمتطلبات التنمية تتطلب البناء والتمكين وتهيئة البنية التحتية؛ مدللاً على ما تبذله الهيئة من جهود في توفير متطلبات الجيل الخامس، وتنفيذ مشروع النطاق العريض، ونظام التعاملات الإلكترونية.

جاء ذلك ضِمن تناوله محور التقنيات المساعدة في عمليات الابتكار؛ موضحاً أهمية الجيل الخامس، والبيانات الكبرى، وأمن الفضاء السبراني، وآفاق المستقبل الرقمي في رؤية المملكة ٢٠٣٠، والمضيّ في تنفيذها من خلال مبادرات تُعنى بتطوير مختبرات الابتكار، وتحديث قوانين بروتوكولات الإنترنت، وزيادة الوعي بأهمية ريادة الأعمال وتعليم وتربية النشء، وإيجاد صندوق لدعم الشركات الناشئة.

وضِمن محور الحرية والابتكار شروط التكامل؛ أبرز المبعوث الخاص للديوان الملكي البحريني "سميرة رجب"، أهمية المعيار الإنساني في العملية الإبداعية، وأن الابتكار جزء من عملية الإبداع؛ معرجاً على التجربة الكورية التي اعتمدت على التعليم والعنصر البشري، مركّزة على حالة التعليم في المنطقة وحاجتها إلى النهوض في ظل التراجع السائد في مخرجاتها.

بدوره تناول محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سابقاً، الدكتور عبدالرحمن الجعفري، علاقةَ البحث والتطوير بالتقنية الاقتصادية؛ عارضاً نهج الدول المتقدمة في الإنفاق عليها وأثرها في حدوث التطور الاقتصادي.

ودعا إلى تدعيم وخلق البيئة البحثية التي تدعم البحوث الأساسية الهادفة للمعرفة العلمية المجردة والبحوث التطبيقية التي تتحول إلى منتجات؛ مشيراً إلى تردي مستوى الإنفاق على البحث العلمي لدى الدول العربية.

وشدد في الوقت نفسه على أهمية الابتكار في كافة مراحل التنمية، وعلى نوعية الابتكارات المطلوبة بحسب المرحلة.

وتَحَدّث المشرف العام على شؤون الابتكار والتصنيع بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الدكتور متعب بن عبدالعزيز متعب، عن دور المدينة في دعم الإبداع والابتكار في المملكة؛ مستشهداً بما دأبت عليه المدينة من إنشاء المبادرات وتحديد المسارات ذات الأهمية في التقنيات؛ حيث تصنف بحسب التنافسية العالية والإنفاق المحلي والطابع الأمني والدفاعي.

وبيّن أنها تقدم الدعم للأفراد عبر حاضنات ومسرعات تهتم بإثبات الفكرة بحثياً والبرهنة عليها، وإعداد الكيان القانوني، وخطة العمل والتوسع في المنتجات والاستمرارية.

وأكد أن الابتكار الصناعي يبحث مشاكل وصعوبات الصناعة في المملكة، وتسهيل العقبات أمامها، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات التقنية، ورفع قدرات المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ مشيراً إلى أن المدينة تستهدف إنشاء 800 شركة، أنشأت منها حتى الآن 180 شركة، بالإضافة إلى دعم نحو 150 منشأة متوسطة وصغيرة.

وعرض عضو مجلس الشورى السابق، الدكتور حامد الشراري، دورَ مجلس الشورى في الابتكار ومستقبل التنمية؛ موضحاً أنه تَمَثّل في ثلاثة مرتكزات اعتنت بتكامل الجامعات ومراكز الأبحاث مع القطاع الخاص، وتشكيل ريادة الأعمال، والعمل على قرارات الوزارات والجهات الحكومية، وتقديم مشاريع وتعديلات على المشاريع وإنفاذها.

وأشار إلى ما تَحَقّق من دعم للابتكار من خلال المادة 23 وتعديلات المجلس على نظام "نافذ"، وإضافة فقرات على نظام بنك التسليف والادخار؛ مؤملاً أن يكون المجلس قد أسهم في رفع الوعي التنموي، وأن يكتمل العمل الذي قدّمه للشورى بإقرار نظام قانون تنمية الابتكارات قريباً.

وافتتح الوزير الأسبق للشؤون الخارجية والتعاون بالمغرب، محمد بن عيسى، الجلسةَ الثانية التي تتمحور حول اقتصاديات الابتكار: المنشآت وخلق الفرص، بالقول: إن منتدى أسبار الدولي، أحد المراكز الطلائعية في منطقتنا، التي تُعنى بالأساليب الحديثة طوال العام، وتكوين الأطر وتنظيم التدابير لدعم الباحثين والمتدربين.

وأضاف أن التوجه نحو الثورة الرابعة؛ لا بد أن يكون من القاعدة وهي التعليم؛ داعياً إلى إحداث زلزال في البيئة التعليمية قبل اتساع المسافة التي تكبر كل يوم وتُبعدنا عن الاتجاه الابتكاري والإبداعي.

وفي محور السياسات الحكومية ومساعدة أو إعاقة الابتكار؛ أكد نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية، أحمد الحميدان، وجوب تهيئة البيئة الحاضنة للابتكار منذ نعومة الأظفار؛ على أن تنمى بالمراحل التعليمية.

ونفى "الحميدان" ما يقال عن إعاقة السياسات الحكومية للابتكار؛ ملقياً باللائمة على المبتكرين الذين لا يأتون بالأفكار الجديدة ولا يُحصّنونها بالبحث والتأكد من ابتكاريتها قبل تقديمها.

وقال: إن ما ينقصنا في البيئة التربوية، هو الاعتمادُ على الفكر التحليلي، وسرعة البديهة، وبذل الجهد خارج المنهج، والتفكير الإبداعي، والقدرة على الحوار والعصف الذهني.

وعرض محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، الدكتور غسان السليمان، دورَ الهيئة في الابتكار وخلق الوظائف؛ مبيناً أنها أطلقت برنامج "السعودية تبتكر"؛ على الرغم من حداثة عمرها.

ولفت إلى اتجاه الهيئة لاستلهام تجارب الدول؛ حيث زارت 18 دولة، واستخلصت بين تلك التجارب هدفها الرامي إلى التركيز على الشركات سريعة النمو.

وأوضح أن الهيئة ستقدم تأشيرات وتراخيص لـ21 جهة غير حكومية من الخارج؛ لتكون متواجدة بالمملكة من أجل نقل التقنية وتعزيز ثقافة الابتكار وخلق الوظائف والفرص.

وأضاف أن الهيئة يتمثل دورها في تحويل الفكر الإبداعي إلى مشروع تجاري، والحرص على تجاوز الشركات الناشئة مرحلة التأسيس إلى الاستدامة المالية.

وقدّم المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، الدكتور أحمد العسكر، ورقةً عن الابتكار في المجال الطبي ودور الأبحاث الطبية في الاقتصاد المعرفي؛ ركّز فيها على أن البحث والتطوير أساس الصناعة، وأن الاقتصاد المعرفي ينتج من تقديم تقنية جديدة غير مسبوقة، وما يتطلبه ذلك من بحث وابتكار؛ مما يجعلها في صميم الاستراتيجية الاقتصادية في الدول المتقدمة.

ولفت إلى أن معظم الأبحاث تُجرى في الجامعات ثم تنتقل للشركات لتطويرها؛ مبيناً حالة الاستثمار في الأبحاث السريرية التي يصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 300 مليون دولار سنوياً؛ قائلاً: لو شاركنا بـ1% من الحصة السوقية فيها؛ لحققنا الاستفادة لعشرة آلاف مريض من الأدوية المطورة وخلقنا 10 آلاف وظيفة مستحدثة.

وعرج "العسكر" على حاجة الأوساط البحثية إلى مراجعة بعض المفاهيم السائدة لبناء اقتصاد ابتكاري ومعرفي مستدام.

وعن دور الجامعات في تحفيز الابتكار وريادة الأعمال الابتكارية -جامعة البترول أنموذجاً- ذكر عميد معهد ريادة الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور وائل موسى، أن الجامعات تسارع الوقت من أجل تحديث نماذجها في ظل احتدام المنافسة عالمياً، واتجاهه نحو الابتكار والإبداع.

وقال إن التعليم الجامعي يقع عن غير قصد في إعاقة بعض الاتجاهات العملية؛ ممثلاً بطلاب كلية الهندسة وإدارة الأعمال، التي يحاولون فيها تهيئتهم لسوق العمل، ويسيطر عليهم حس البقاء في ظل التنافسية العالية؛ مشيراً إلى اتجاه جامعة البترول لبناء برنامج رواد 2030 الذي يستقطب طلاباً من كافة أنحاء المملكة في برنامج لتسريع الأعمال ويوفر 100 مقعد سنوياً.

واختتمت الجلسة الثانية، بورقة المشرف العام على معهد الملك سلمان لريادة الأعمال، الدكتور إبراهيم الحركان، تناوَلَ فيها أثر الابتكار في الخدمات الجديدة، وما قدمه المعهد من خدمات لطلاب جامعة الملك سعود من خلال برامج ريادة الأعمال، وتطوير ثقافة العمل الحر؛ من خلال مبادرة "اصنع وظيفتك"، و"كن مبتكراً"، و"كن رائداً"؛ مشيراً إلى تحقيق 1000 براءة اختراع وترخيص نحو 3 شركات حتى الآن.

معرض ابتكر وجائزة الابتكار:

إلى ذلك، واصل معرض "ابتكر" تحت شعار: "السعودية تبتكر"، الذي يقام بالشراكة مع هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة عرض ابتكارات رواد الأعمال المتنافسين على جائزة الابتكار المستحدثة لأول مرة في هذا العام، وخضعت المشاركات للتحكيم من قبل لجان علمية مختصة، لتتويج الفائزين في ختام فعاليات منتدى أسبار الدولي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org