سيناتور أمريكي يتهم أطرافاً بالوقوف ضد تصنيف الإخوان في قائمة الإرهاب.. هل يقصد قطر؟

تنشط الإمارة الصغيرة عبر جماعات الضغط في أروقة المؤسسات الأمريكية
سيناتور أمريكي يتهم أطرافاً بالوقوف ضد تصنيف الإخوان في قائمة الإرهاب.. هل يقصد قطر؟

اتهم سيناتور أمريكي أطرافاً بالوقوف ضد تصنيف جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، مسمياً إياهم بالدولة العميقة.

وبحسب ما أوردته شبكة "CNN" فقد قال السيناتور تيد كروز، الذي قدم مشروع قرار للإدارة الأمريكية لضم جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب أثناء رده على سؤال خلال جلسة في معهد هودسن بأمريكا، الأسبوع الجاري: "الإخوان المسلمون بتصرفاتهم ونهجهم وعملياتهم هم منظمة إرهابية، وهم لا يخفون ذلك، لا يخفونه في وثائقهم التأسيسية، وعدد من حلفائنا بما فيهم مصر يصنفون الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لأنهم عاينوا ذلك بالدرجة الأولى، وعلى فكرة الإخوان المسلمون قتلوا مسلمين بأعداد أكبر بكثير من اليهود والمسيحيين".

مضيفاً: "هم منظمة إرهابية أظهرت استعداداً لقتل أي شخص لا يتماشى مع نظرتهم العالمية الجهادية، علينا بالتأكيد تصنيفهم.. إنها القوى ذاتها في الدولة العميقة، وزارة الخارجية ووزارة الخزانة التي تناقش وتقول لا تفعلوا ذلك، لا تصنفوا الإخوان المسلمين".

وتابع السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس: "من المهم تصنيف الإخوان المسلمين لأن قول الحقيقة له قوة يخشاها الطغاة والإرهابيون والقتلة".

هل يقصد قطر ورجالها؟

على الرغم من أن "كروز" لم يذكر قطر صراحة، إلا أن دائماً وأبداً ما تشير أصابع الاتهام نحو الإمارة الصغيرة كلما جاء ذكر الإخوان، فلديها تاريخ طويل وحافل بالدعم والحماية لجماعة الإخوان، وهو ما كشف عنه موقع "قطريليكس" في وقت سابق بإيراد معلومات حول التمويل القطري لأعضاء الجماعة في أوروبا، مؤكداً على أن حجم هذا التمويل يتخطى الـ350 مليون يورو.

كما تأوي قطر عدداً كبيراً من قيادات الجماعة الهاربة، وهو ما اختصرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في أحد تقاريرها بالقول: "قطر ظلت على مدار نصف قرن واحة صحراوية صغيرة للإخوان ولكثير من المتشددين الخبيثين حول العالم".

كيف يمكن أن تؤثر قطر في السياسة الأمريكية؟

قد يقفز إلى ذهن القارئ سؤال حول كيف يمكن أن تؤثر قطر في السياسة الأمريكية؟.. إجابة السؤال تكشفها تقارير أمريكية سابقة حول الاختراق القطري للكونجرس الأمريكي، واستخدام الدوحة جماعات الضغط للتأثير على السياسات الأمريكية، ونشاطها المتزايد في أروقة المؤسسات الأمريكية، واستخدام شخصيات قيادية وصاحبة تأثير، ومنها السيناتور السابق جيم موران، الذي عمل على تجنيد زملائه السابقين في الكونجرس للضغط على المملكة العربية السعودية، نيابة عن أحد عملائه وهي الحكومة القطرية.

كما نشر موقع "دايلي بيست" قبل شهر تقريباً تقريراً مطولاً عن تورط رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي الشخصي في علاقات مع جماعات ضغط و"لوبيات"، تعمل لصالح الدوحة في الولايات المتحدة.

كما إنه وفقاً لمراكز بحثية مرموقة أنفقت الدوحة منذ بداية عام 2017 نحو 24 مليون دولار على جماعات الضغط الأمريكية لمساعدتها في التأثير على صناع القرار في الولايات المتحدة، وتحسين صورتها الذهنية لدى السياسي ورجل الشارع الأمريكي.

ما مصلحة قطر؟

في حال أصدرت الولايات متحدة قراراً باعتبار جماعة الإخوان إرهابية، وأرفقته بعقوبات واضحة، سيجبر ذلك الدول الحلفاء التي تأوي عناصر إخوانية مثل قطر على طرد عناصرها خارج أرضها، إرضاءً لواشنطن، وتجنباً لغضب إدارة ترامب.

وبحسب طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديثه لموقع "مصراوي" حول تأثر قطر بقرار وضع الإخوان في قائمة الإرهاب الأمريكية، فإن: "القرار سيؤثر بلا شك على العلاقة بين الولايات المتحدة من جهة، وقطر وتركيا من جهة أخرى، لأنه سيحرج الدولتين المتعاونتين مع الجماعة، ويجعلهما بين اختيارين إما تنفيذ القرار الأمريكي، أو إيواء تنظيم إرهابي".

مضيفاً أنه في حال إصدار القرار فإن: "الإجراء سيترجم إلى إجراءات محددة وواضحة لن تستطيع الدوحة المراوغة منها".

بالتالي فإن قراراً مثل ذلك سيضع الدوحة في موقف حرج أمام قيادات وعناصر الجماعة التي تأويهم، وقد تضطر إلى تسليمهم، أو طردهم من البلاد حتى لا تقع تحت طائلة العقوبات الأمريكية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org