في أول خطبه بعد تعيينه.. "بليلة" من منبر الحرم: العالم مُفتقر لله.. انظروا الأنبياء

قال: من الحقائق الكبرى التي لا تحجُبها الأهواء ولا تُغَيّرها الآراء.. أشرفها وأكرمها
في أول خطبه بعد تعيينه.. "بليلة" من منبر الحرم: العالم مُفتقر لله.. انظروا الأنبياء

ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام، الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، أول خطبة له اليوم الجمعة، من منبر الحرم المكي الشريف، بعد أن صدرت الموافقة الكريمة على تعيينه خطيبًا للمسجد الحرام.

وقال من منبر المسجد الحرام: إن من الحقائق الكبرى التي لا تحجبها الأهواء ولا تُغَيّرها الآراء: أن هذا العالم علويه وسفليه، إنسه وجنه، وجميع خلقه، مُفتقر إلى الله غاية الافتقار، مضطر إليه أبلغ الاضطرار، لا غنى له عنه طرفة عين، ولا قيام له من دونه.

وأضاف: "غير أن هذا الافتقار وإن تعددت أنواعه، واختلفت أحواله؛ فإن هناك نوعًا هو أشرفها وأكرمها وأعلاها وأغلاها، وهو نوع يتسامى عن زخرف الحياة وملذاتها، إنه الافتقار إلى الله تعالى أن يغفر الذنوب، ويستر العيوب، ويطهّر القلوب، ويأذن بالتوبة، ويفتح لها المغاليق".

وتابع: "وقد كان السعي إلى هذا المطلب هو دأب المرسلين، الذي أقضّ منهم المضاجع، وأقامهم بين يدي ربهم، لا يفتأون يسألونه تعالى المغفرة والرحمة، بقلوب ملتهبة، وأنفس مبتهلة، وأعين خاشعة".

وزاد: "فهذا آدم -عليه السلام- وقد قرع سن الندم بما زلت القدم، يناجي ربه: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}".

وقال "بليلة": "وهذا نوح -عليه السلام- وقد دعته شفقة الأبوة إلى الرجاء في نجاة ابنه الذي كتب الله عز وجل هلاكه؛ فعاتبه ربه سبحانه بقوله: {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}، فسلم لأمر ربه تبارك وتعالى مستغفرًا تائبًا: {قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}".

وأضاف: "وهذا خليل الرحمن، الأمة القانت، الحليم الأواه المنيب، إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- يلهج بهذا المطلب، ويجعل له حظًّا من دعائه راجيًا خائفًا {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}".

وتابع: وهذا الهمّ -أيضًا- برّح بالنبي الكريم عيسى عليه السلام، في شأن قومه؛ فقال معرّضًا برحمة الله تعالى {إن تُعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.

وقال: "أما سيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للعالمين: محمد بن عبدالله، عليه صلوات الله ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون؛ فكان أرغب الناس إلى ربه، وأخوفهم من مقامه، وأشدهم رهبًا من غضبه وعقابه، وأليم عذابه، وقد ألهمه سبحانه الاستغفار والتوبة إليه؛ فكان ذلك يجري منه مجرى النفس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org