عدم المبالغة في متابعة الأخبار والالتزام بالتعليمات.. نصائح للسيطرة على القلق من كورونا

"المقهوي" نصح بأعمال تدخل الراحة للنفس مثل ممارسة الرياضة والاستفادة من الوقت
عدم المبالغة في متابعة الأخبار والالتزام بالتعليمات.. نصائح للسيطرة على القلق من كورونا

ينصح استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور محمد سعد المقهوي، بالالتزام باتخاذ الإجراءات المناسبة والواقعية، وعدم المبالغة في متابعة الأخبار، والاعتماد على مصادر موثوقة، والقيام بأعمال تدخل الراحة والطمأنينة للنفس؛ مثل ممارسة الرياضة وتعلم كيفية الاستفادة من الوقت بشكل أفضل.

ويقول استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان لـ"سبق": في البداية علينا أن نسأل من أين يأتي الخوف؟ هل الخوف من نفس الفيروس أو من أشياء؟.

وأضاف: الأمر راجع إلى الصورة الذهنية الموجودة عند الناس واختلافها هي التي قد تجعل البعض يشعر بالقلق والبعض لا يشعر؛ فالبعض يرى أنه مجرد فيروس عادي يصيب الجهاز التنفسي وله أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا، مع شدة في الأعراض إلى حد ما، ويتميز بالانتشار السريع، ولكن لو قمت ببذل الأسباب واتبعت التعليمات والإرشادات الموصى بها من قبل الجهات المختصة، سيكون الأمر بسيطًا وسهلًا ولن يؤثر بشكل خطير.

ويرى البعض الآخر أنه فيروس خطير جدًّا ومميت وقد يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر الشديد؛ فنجد هؤلاء يعيشون حالة من القلق الشديد.

وتابع: السؤال المهم: كيف نتعامل مع هذا القلق وكيف نخفف من أعراضه؟ هناك بعض النصائح البسيطة لتخفيف حدة القلق والمحافظة على الهدوء علينا الالتزام بها؛ وهي:

امنح نفسك بعض الوقت للقلق لتبديد مخاوفك حتى تفرغ ما في قلبك من خوف، ثم عليك أن تشغل نفسك بالقيام بشيء آخر؛ فنحن نحتاج إلى قدر من القلق الطبيعي الذي يدفعنا للحذر واتباع الإرشادات والتعليمات؛ فعدم وجود مقدار بسيط من القلق قد يجعل الشخص يتعامل مع الأمر بنوع من الإهمال الذي قد يعرضه ويعرض حياة الآخرين للخطر.

مصادر المعلومات
من أسباب زيادة القلق الاستماع إلى الشائعات والمعلومات غير الصحيحة من بعض المصادر ووسائل التواصل الاجتماعي التي تفتقد للدقة والمصداقية، فمن الضروري الالتزام بالمصادر الموثوقة للمعلومات، وعدم الاستماع إلى أي شخص غير مختص أو أخذ المعلومات من غير الجهات المختصة؛ لذا احرص على الحصول على المعلومات من السلطات الصحية والخبراء العلميين فقط.

والتقليل من الوقت الذي تقضيه في قراءة أو مشاهدة الأشياء التي تزعجك، وحدد أوقاتًا معينة لقراءة الأخبار ومتابعة والأحداث اليومية التي تزيد من حدة المخاوف، مع البحث عن الأخبار المطمئنة والمبشرة، والتحلي بالعقلانية للاستمتاع بالحياة؛ فالانشغال لفترة طويلة في متابعة الأخبار وتحليلاتها يزيد من حالة القلق والتوتر، وكن حذراً في اختياراتك عندما تقرأ.

خطة استباقية
أحيانًا نقلق ونخاف من كثير من الأشياء التي لا تقع في الغالب، مع العلم أن مثل هذه الأمور لو وضعنا لها خطة استباقية سنتمكن من التعامل معها بشكل صحيح في حال وقوعها.

وعند النظر إلى واقعنا نجد أن جميع الجهات المختصة وجميع القطاعات في بلادنا وبدعم لا محدود من حكومتنا؛ قد استعدوا أفضل الاستعداد ووضعوا الكثير من الخطط والتجهيزات للتعامل مع أسوأ الاحتمالات في حال وقوعها لا قدر الله.

نمط حياة صحي
من المهم اتباع المبادئ التوجيهية من السلطات الصحية بشأن النظافة والعزل الاجتماعي؛ تجنباً لانتشار العدوى، وهذا يشمل عدة أمور؛ أهمها الالتزام بالنظافة الشخصية بشكل عام، ونظافة الأيدي بشكل خاص، وكذلك الالتزام بالغذاء الجيد وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وأخذ قسط كافٍ من الراحة؛ كل هذه الأمور من شأنها تحسين الحالة الصحية للشخص، وأيضًا تحسين الحالة النفسية، وبالتالي زيادة المناعة والمقاومة ضد الأمراض.

حاول القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة لتحرك جسدك؛ حيث ستساعدك الحركة على إفراز الاندورفين الذي يحسن المزاج ويخفف من هرمون التوتر الكورتيزون.

لكل منا طريقة وأسلوب في التعامل مع القلق؛ فلو فكرت في الأساليب والطرق التي استخدمتها سابقًا ستجد أن لديك بعض الأدوات المفيدة والفعالة التي ساعدتك في السابق على التعامل مع القلق بشكل صحيح، جربها الآن واستفد منها.

الإيمان بالقدر
عندما أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبه الله لي، وأن الضارّ والنافع هو الله، فهذا من أكثر الأمور التي تبثّ الطمأنينة في النفوس وتريح البال، إضافة إلى الدعاء وطلب العون من الله تعالى أن يحفظنا ومن نحب.

وأوضح الدكتور محمد المقهوي: إن كانت أعراض القلق شديدة ولا يمكن السيطرة عليها، هذا لا يمنع من الاستعانة بشخص متخصص، سواء كان طبيبًا نفسيًّا أو أخصائيًّا نفسيًّا؛ فالأمر ليس عيبًا أو نقصًا أو دلالة على ضعف كما يعتقد البعض، فكما ذكرنا في البداية أنه من الطبيعي أن نشعر بالقلق الذي قد يكون خارج سيطرتنا في بعض الأحيان، فلا بأس من طلب المساعدة من المختصين في هذا الأمر، وعدم الاستمرار في المعاناة التي يمكن التخلص منها باللجوء إلى الأشخاص المختصين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org