"المعاكسات" وقانون التشهير

"المعاكسات" وقانون التشهير

أعجبني تحرُّك شرطة الرياض بالقبض على الوافدَين الاثنين اللذين قاما بالتحرش بفتيات سعوديات في مقهى بالعاصمة. وهذا يدل على أن استتباب الأمن ـ ولله الحمد ـ نعمة كبيرة، نشعر بها، ويلمسها المواطن والمقيم؛ إذ تقوم الجهات الأمنية بالضرب على يد كل مخالف بشكل سريع. والأجمل في الموضوع أن التحرك بناء على فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بمعنى أن كل مواطن أو مقيم يستطيع أن يسهم بدور مهم في نشر السلم الاجتماعي إذا لاحظ ما يشير إلى بعض المخالفات غير الأخلاقية، وضرورة نشرها؛ ليتعظ الجميع، ويعلم من يريد التحرش بالنساء في الأسواق والمطاعم والمقاهي أن هناك عينًا تراقبه - إذا كان لا يخاف الله - من خلال تصوير الجوال، وهو لا يعلم أين هي هذه العين؛ ليصبح المسيء في خوف ووجل.. فمن أَمِن العقوبة أساء الأدب.

مع إطلاق التأشيرة السياحية من الضرورة الضرب بقوة على يد من تسول له نفسه التحرش بالفتيات. ويزداد الأمر خطورة إذا صدر من الوافد؛ لأنه يسيء إلى سمعة البلد، وربما يعتقد الكثير من السائحات في حال تحرش بها أحد أن الجميع سعوديون، وتُنقل هذه الصورة معها إلى بلدها. ولا أخفيكم سرًّا أن بعض الوافدين لدينا أتوا من بيئات متراخية في هذا الجانب؛ وتحتاج إلى الحزم في مثل هذه الأمور.

أود الحديث عن التحرش غير المباشر، وهو قيام بعض البائعين بالتحرش بالمتسوقات تحت ستار أنه بائع، ويحق له ما لا يحق لغيره، سواء موظفًا في كوفي أو مطعم، أو بائعًا في محل، وغيرهما. أتمنى تسجيل مثل هذه الحالات، وعرضها؛ ليأخذ المتحرش العقوبة الرادعة.

قامت حكومة دبي بتطبيق قانون التشهير بالمتحرشين، وهو قانون رادع بالتأكيد، سيخفف من تلك الممارسات غير الأخلاقية. أتمنى تطبيقه مع التحول الكبير والمهم الذي تشهده السعودية؛ ليعلم الجميع أن هناك قانونًا يحمي، وليست المرأة لقمة سهلة، يستطيع من يريد الوصول إليها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org