حادثتا "خيبري الشباب" وفندق أوراوا.. من المسؤول "النيابة" أم "الذوق العام"؟!

تسجيل المقاطع الساخرة يعكس صورة سلبية عن المملكة وأهلها
حادثتا "خيبري الشباب" وفندق أوراوا.. من المسؤول "النيابة" أم "الذوق العام"؟!

في الأسبوع الماضي استقبل "اليوتيوب" محتوى سيئاً لحادثتين؛ الأولى فيديو من القصيم والأخرى من الرياض وكلاهما يسيء لأشخاص في مكان عام، قصد أصحابها السخرية والتسلق، وهما اقتحام صريح للخصوصيات، وتصرفات مستفزة، لا تفسير لها إلا أنها تنم عن الجهل بالأنظمة والاعتقاد بمأمن العقوبة.

الحادثة الأولى وقعت عندما وصل فريق نادي الشباب لكرة القدم إلى القصيم استعداداً لخوض مباراة ضد شقيقه التعاون، وأثناء نزول اللاعب عبدالملك الخيبري من الحافلة، ودخوله الفندق مرّ من وسط جمهور حاضر، وقام أحدهم في هذه الأثناء بتشغيل كاميرا هاتفه مستفزاً اللاعب بقوله "هذا مدري وش يلعب"!!، وظهرت ردة الفعل من اللاعب قاسية، حيث خطف الجوال بسرعة ورماه بعيداً، ودخل المشجع في شجار مع "الخيبري".

وانقسمت الآراء حينها بين من يرى إيجابية تصرف اللاعب لأن المشجع أخطأ ويستحق العقوبة العاجلة أمام الملأ، وهناك من يلقي باللائمة على اللاعب كونه اعتاد تصرفات الحمقى من الجمهور وعليه الحلم والصبر.

وفي الرياض وتحديداً مقر إقامة فريق "أوراوا" الياباني استفز مشجع اللاعبين، وهو يطوف عليهم بكاميرا هاتفه ساخراً بهم، ويصفهم بأوصاف حيوانية، في حين شعر اللاعبون - وهم محترفون من دول مختلفة - أن المشجع يتهكم بهم ويستهزئ، وهذا التصرف يلغي كل جماليات الاستقبال في المطار وحسن الاستضافة، ويطمس معالم الصورة الذهنية لدى الضيوف عن المملكة وأهلها.

وهذان المقطعان ليسا ببعيد عن تسجيلات أخرى لشباب مع السياح الأجانب خلال الفترة القصيرة الماضية منذ السماح بالتأشيرة السياحية، وتصدير مثل هذه المقاطع الساخرة يعكس صورة سلبية لا تليق بأخلاق السعوديين والمقيمين في المملكة، وتترك انطباعاً سيئاً تهدم كل المكتسبات الوطنية من جغرافيا وتاريخ وعادات أصيلة كالكرم والبشاشة.

يشار إلى أن جمعية الذوق العام حذرت من تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم، وأوقعت مخالفة مالية مقدارها 1000 ريال للمرة الأولى، و2000 ريال في حال التكرار، فيما حذرت النيابة العامة تصوير الناس بصور لا تليق ومن ثم البدء بالتشهير بهم أو ابتزازهم أو التطفل على حياتهم الخاصة، وأيضاً السب والشتم عبر وسائل التقنية، وبيَنت أن عقوبة ذلك السجن والغرامة المالية.

ويبقى السؤال عن المسؤول في إيقاف مثل هذه التصرفات السيئة هل هي جمعية الذوق العام أم النيابة العامة، أم استنكار المجتمع تجاه هذه الثقافة كاف لردع هؤلاء الفضوليين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org