من تجربة..

من تجربة..

ما زلتُ أتذكر في عام 2010م عندما قدَّم لي خطاب إنهاء عقد عمل بيننا، ولا أعلم ما السبب الحقيقي في ذلك حتى هذه اللحظة؟! لكن ما أعرفه يقينًا أنه بعد عامين فقط قام بنفسه بمسك يدي في "البر"، وقال بلهجته العامية: "أبغاك في علم وكلمة رأس، أبغاك ترجع ونعيد عقد العمل مرة أخرى". وأنا ما زلت ممسكًا بيده، ونسير سوية، لا أحد بجانبنا، كنت في لحظتها متبسمًا، وفي قلبي الكثير من الخواطر، لم أبُحْ بها إلى الآن. كنت - وما زلت - مؤمنًا بأنه عندما تنتهي علاقتك بأي عمل كان - صغيرًا أو كبيرًا - فلا تظن أنها نهاية الحياة والعالم. ستنتصر إذا كنتَ على حق ولو بعد حين.

الدكتور "إدوين إيرل كاتمول" من مؤسسي شركة بيكسار كان في بداية عمله موظفًا في أعظم شركات إنتاج أفلام الرسوم المتحركة في ذلك الوقت وإلى اليوم، هي (شركة والت ديزني -

‏ The Walt Disney Company)، وكان يخرج من عمله مؤمنًا بقدراته أنه يستطيع إنتاج أفلام الكرتون بطريقة جديدة، هي باستخدام الحاسب الآلي بدلاً من طريقة الرسم التقليدية. خرج من شركة والت ديزني، وأسس شركته مع آخرين، وبعد سنوات تأتي والت ديزني التي خرج منها، وتشتري شركة بيكسار، وتطبق الطريقة نفسها التي اقترحها عليهم قبل سنوات.

ما زلت أتذكر تلك القصاصة التي كُتب عليها "ستواجه دائمًا أوقاتًا عصيبة وأناسًا يوجهون النقد إليك. وحده إيمانك بنفسك - بعد الله سبحانه وتعالى - يمكن أن يكون عونًا لك في الأوقات الصعبة. لا تكمن السعادة في غياب المشاكل، وإنما في كيفية مواجهتها والتعامل معها. فقط كن مؤمنًا بنفسك وقدراتك بعد الله سبحانه وتعالى".

في عام 2003م قدَّمت على عمل جزئي في إحدى القنوات الفضائية مراسلاً ميدانيًّا لهم بعد وفاة صديقي المراسل السابق - رحمه الله رحمة واسعة - وبعد المقابلة أُخبرنا بأنه سيتم الرد علينا، لكن إلى هذه اللحظة لم يرد علينا حتى ولو بالاعتذار، لكن الجميل أن مدير فرع القناة بالمنطقة الغربية حدثني شخصيًّا في عام 2017م بأن مقر القناة تحت تصرفي في أي وقت وأي لحظة، كما رحب بي معهم ضمن فريق العمل. قلت في نفسي "الحمد لله الذي لم يخذلني لأني مؤمن بذلك".

اجتمعت مع صديق لي عام 2014م، واقترحت عليه تأسيس قسم إعلامي في الشركة التي يديرها، وتطوعت بالعمل بتأسيسها دون أي مقابل مادي. واجهت منه كمًّا هائلاً من التحطيم في تلك اللحظة. لكن القصة لم تنتهِ؛ فبعد شهر كامل فقط اتصل بي، وطلب الاجتماع معي.. فاتحني بموضوع تأسيس اللجنة الإعلامية في الشركة، وتعهد بدفع مكافأة مالية لي. ابتسمت وهممت بالرد عليه بكلماته التي ظن أنه سيحطمني بها قبل شهر، لكني اكتفيت بالابتسامة والموافقة؛ فهو توفيق من الله لي.

همست في نفسي وقلت: ‏جاك ما مؤسس "متجر علي بابا" ثروته ٢٣ مليار دولار تقريبًا. فلتعلم أنه رُفض مرات عدة من جهات عدة قبل ذلك، وفشل في اختبارات الكلية والمدرسة. لم ييأس، ولم يتوقف. هذه قصة نجاح في مجال، والقصص كثيرة. وأسعدني ما قالت من كلمات؛ فدائمًا تحتاج أنفسنا بين الحين والآخر إلى أمل يضخ فينا الحياة، ويرفع المعنويات حتى وإن كان بسيطًا، ولكنه يبعدنا قليلاً عن وحل السلبية. وزدت على كلامها: لنتذكر دائمًا أننا "نقدر" -بإذن الله -، وحينما توجد الإرادة نجد السبيل. وأيضًا كما قيل "سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمرّ من الصبر".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org