"القائد المتحمس ٢٠١٩".. تمرين محدد سلفًا لكنه جاء في وقته ليرسل رسالة لإيران

يرتقي بالكفاءة القتالية.. ويرفع جاهزية تنفيذ المهام
"القائد المتحمس ٢٠١٩".. تمرين محدد سلفًا لكنه جاء في وقته ليرسل رسالة لإيران

لا تقاس قوة الجيوش بأعدادها أو عتادها فحسب؛ بل بكفاءتها القتالية أيضًا، التي تُعد مقياسًا لقدرتها على تنفيذ الخطط، التي تضعها الدول للدفاع عن نفسها ضد الأعداء الافتراضيين لها، ومن هنا تنبع أهمية تركيز الجيوش على التدريب الميداني كعنصر مهم في الارتقاء بكفاءتها القتالية وجاهزيتها للقيام بمهام الدفاع عن دولها، وتزداد أهمية التدريب الميداني للقوات العسكرية إذا كان من خلال تمارين ومناورات مشتركة مع جيوش أخرى؛ إذ يضاعف مكاسب القوات من التدريب من خلال الاحتكاك بقوات أجنبية، بما يتيحه ذلك من نقل للخبرات وقياس مستوى الأداء العسكري.

حرص القيادة

وضمن ذلك السياق؛ تندرج أهمية التدريب المشترك "القائد المتحمس ٢٠١٩" بين وحدات القوات البرية الملكية السعودية والقوات الأمريكية، الذي تنفّذ فعالياته حاليًا في مدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية، والذي يعبّر عن الحرص الدائم لقيادة المملكة على رفع الكفاءة القتالية للجيش السعودي؛ لينافس غيره من الجيوش في المنطقة والعالم، ويصبح قادرًا على حماية التراب الوطني السعودي.

وليس أدل على مكاسب تلك التمارين المشتركة؛ خصوصًا التي تجريها السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أقوى جيش في العالم، من النتائج العسكرية المتقدمة التي حققها الجيش السعودي مقارنة بنظرائه في المنطقة والعالم؛ فبحسب تصنيف مؤسسة "جلوبال فاير بور" المختصة بالشؤون العسكرية لعام 2019؛ جاء ترتيب الجيش السعودي في المرتبة الثانية عربيًّا بعد الجيش المصري والخامس والعشرين عالميًّا.

وتأكيدًا على كفاءة الجيش السعودي؛ فقد احتل المرتبة التاسعة عالميًّا في امتلاك الطائرات الهجومية بعدد 325 طائرة هجومية؛ وفقًا لتصنيف مؤسسة "غلوبال فاير باور" الذي أعلنته أوائل شهر يوليو الجاري؛ الأمر الذي يشير بوضوح إلى نجاح المسارات التدريبية والتسليحية للجيش السعودي وكفاءته القتالية العالية.

تعاون مرموق

وكما أشير سلفًا؛ فإن التمارين والمناورات المشتركة للجيش السعودي مع نظيره الأمريكي ومنها "القائد المتحمس ٢٠١٩"، تحظى بأهمية كبيرة عن تلك التي يجريها الجيش السعودي مع الجيوش الأخرى، للكفاءة العسكرية التي يتمتع بها الجيش الأمريكي، وقدرته على خوض المعارك في أي مكان في العالم بفضل الخبرات والعتاد الذي لا يتوفر لغيره من الجيوش؛ لذا فـ"القائد المتحمس ٢٠١٩" تجسيد للتعاون العسكري المرموق بين الرياض وواشنطن، وامتداد للشراكة الاستراتيجية بينهما.

وتزداد أهمية "القائد المتحمس ٢٠١٩" وغيره من التدريبات المشتركة، في الظروف التي تواجه فيها الدولتان مخاطر تواجه مصالحهما، مثل التوترات التي تثيرها إيران حاليًا في مياه الخليج العربي وتؤثر على حرية الملاحة وإمدادات النفط لدول العالم؛ مما فرض على الدولتين أن تكونا على أتم استعداد لمواجهة ما قد ينجم عن التهديدات الإيرانية من تداعيات.. ويندرج تحت هذا الإطار موافقة الملك سلمان على استقبال السعودية قوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك للدفاع عن أمن المنطقة؛ فذلك إجراء تُحَتّمه تحديات الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة حاليًا، ورغم أن "القائد المتحمس ٢٠١٩" مجدول ومحدد سلفًا؛ إلا أنه في مواكبته لتلك الظروف التي تمرّ بها المنطقة؛ يرسل برسالة مهمة ومحددة إلى إيران؛ مفادها أن السعودية وأمريكا جاهزتان عسكريًّا للتصدي لها إذا استدعى الأمر ذلك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org