قادة الألفية

قادة الألفية

وُلدوا بين مطلع الثمانينيات ونهاية التسعينيات. سُمُّوا بجيل (Millennium) ، أو جيل الألفية في اللغة العربية. ولأن هذا الجيل قد نشأ في فترة الثورة الرقمية فهو يسمى أيضًا بالجيل الرقمي.

الجيل الرقمي أو جيل الألفية تأثر بالكثير من المتغيرات للحقبة الزمنية التي نشأ فيها، وربطه واختلاطه بجيلين مختلفين. في الحقيقة، هناك الكثير من الدراسات على مستوى العالم التي أسهبت في دراسة وتحليل السمات الشخصية لهذا الجيل، وخلصت إلى الكثير من النتائج الإيجابية والسلبية له. فكما ذكرت بعض الدراسات، فإن هذا الجيل قد تظهر عليه النرجسية والإفراط في الثقة وعدم الصبر. وفي اليد الأخرى تشير هذه الدراسات إلى أن هذا الجيل لا يرضى بالرتابة، ولديه شغف وحب، وقدرة على إحداث التغيير. وهذا - في اعتقادي - ما نريده اليوم.

على المستوى المحلي، ولدينا في السعودية، يحتل جيل الألفية الشريحة الأكبر على مستوى السكان، ويعتبر المحرك الأقوى للاقتصاد السعودي الذي يعول عليه كثيرًا لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وخلق التغيير الذي نطمح إليه، وتطمح إليه قيادة هذا البلد المعطاء، إذا - وفقط إذا - تم استغلال هذا المحرك بالشكل الأمثل.

في الحقيقة، هناك الكثير من الأمور التي يجب أخذها في الحسبان لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الطاقة، واستغلالها الاستغلال الأمثل. وهنا سأتحدث فقط عن الوظيفة الحكومية.

في اعتقادي، جيل الألفية في الوظيفة الحكومية لدينا ما زال تحت الظل، ويحتاج إلى الكثير من الأمور التي يقع في مقدمتها التمكين الفعلي، وليس مجرد شعارات. الأمر الآخر الوظيفة الحكومية لا يوجد بها نظام واضح للتعاقب القيادي؛ وبالتالي ما يحدث في الكثير من الجهات الحكومية هو تعيينات قيادية غير منظمة، ولا تخضع لمنهجية واضحة.

في اعتقادي أيضًا إن القيادات الشابة بحاجة لنظام قوي، يضمن إدارة المعرفة، ونقلها بشكل منظَّم للجيل الشاب من أجل الوصول السلس للأدوار القيادية.

من الأمور الأخرى التي تعتبر إشكالية - على الأقل حسب وجهة نظري - في الجهات الحكومية هو تمديد العقود، خاصة للمتقاعدين؛ فهذه الممارسة تحد من خلق فرص الشباب في الوصول للأدوار القيادية.

تبني التغيير وقيادته هو السلاح الأقوى الذي يملكه جيل الألفية متى ما توافر لهم التمكين المناسب.. فحب التغيير والطموح إلى الوصول للأفضل يكاد يكون الجين المشترك بين أبناء وبنات هذا الجيل. ولنا في القائد الشاب محمد بن سلمان خير مثال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org