تمكّن فريق طبي متخصّص في مركز طب وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، بمجمع د. سليمان الحبيب الطبي بالعليا، وبفضل الله، من إنهاء معاناة امرأة "أربعينية" من ورم وتجمُّع سوائل في الدماغ بعملية دقيقة وناجحة عبر المجهر الجراحي.
وقال المدير الطبي للمستشفى د. على الشهري، إن المريضة أسعفت إلى طوارئ المستشفى بعد أن دهمها صداع مستمر، صاحبته "زغللة" في النظر، وفقدان لمجال الرؤية في الجهة اليسرى، وفور وصولها أجريت لها بعض الفحوصات الأولية، ثم خضعت لتصوير الدماغ بالأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، وبينت نتائجها وجود كتلة في الفص الخلفي للدماغ، مسبّبة ضغطاً على الأنسجة الطبيعية وتجمُّعاً للسوائل، وبعد التشخيص الدقيق للحالة تم تحويلها إلى العناية المركزة العصبية، وصرفت لها بعض العلاجات المخففة للأعراض.
وأضاف د. الشهري، أنه تمّ تشكيل فريق طبي متكامل، درس الحالة بتمعن في ضوء نتائج الفحوصات الدقيقة، ومن ثم وضع خطة علاجية متكاملة استهدفت إزالة الكتلة وسحب السوائل وتحرير الأنسجة الطبيعية، حيث خضعت المريضة لعملية أجريت بالمجهر الجراحي وعبر فتحة صغيرة في مؤخرة الرأس من الجهة اليمنى، وتمّ فيها استئصال الكتلة بشكل كامل، وسحب السوائل ورفع الضغط عن الأنسجة، ومضت العملية التي أجريت تحت التخدير العام، ولله الحمد، وفقاً للخطة العلاجية ودون أي مضاعفات، وهذا ما أكّدته صور أشعة الدماغ التي كشفت إزالة الكتلة واختفاء السوائل وعودة الأنسجة إلى وضعها الطبيعي.
وأوضح د. الشهري، أن المريضة بقيت في المستشفى محاطة بالعناية الطبية لمدة "3" أيام، قبل أن يسمح لها الطبيب المعالج بالمغادرة عقب تحسن حالتها الصحية، على أن تستكمل علاجها في العيادات الخارجية للأورام.
ونبّه إلى أن هذا النوع من الأورام التي تسمى بالأورام الدبقية، ينشأ في خلايا الدماغ ويحتاج إلى التدخل السريع، ذلك لأن التأخير من الممكن أن يتسبّب في عواقب ومضاعفات صحية وخيمة، تبدأ من التشنجات، ومن الممكن أن تصل إلى الوفاة، كما أن استئصالها يجب أن يتم في مستشفيات كبيرة ومجهزة بالأجهزة والمعدات اللازمة، وعلى يد فريق طبي جراحي متخصص وعالي الكفاءة.
الجدير بالذكر أن مركز جراحة المخ والأعصاب بمجمع د. سليمان الحبيب الطبي بالعليا، الذي تمّ تشغيله مطلع شهر مايو الماضي، يعد من أحدث المراكز بالشرق الأوسط، وتتوافر فيه الإمكانات كافة التي تمكّنه من تقديم رعاية متطورة ومتكاملة لمختلف أمراض المخ والأعصاب، حيث يضم أفضل الكفاءات الطبية في كل التخصصات الدقيقة، ومزوّد بأحدث الأجهزة والتقنيات.