"افعل ولا حرج".. رسائل أول وآخر حجة للنبي في الإسلام وخُطبة الوداع

يبلورها "طاهر" ويقول: جهود عظيمة توليها السعودية للحجاج في عام استثنائي
"افعل ولا حرج".. رسائل أول وآخر حجة للنبي في الإسلام وخُطبة الوداع

حجة الوداع هي أول وآخر حجة في الإسلام حجها النبي ﷺ، وذلك بعد أن فتحت مكة المكرمة في العام الثامن الهجري، وتطهّرت من شوائب الشرك وأرجاس الشيطان، وفيها خطب النبي ﷺ خطبة الوداع التي تضمنت قيمًا دينية وأخلاقية عدة، علم فيها أمة الإسلام أمردينهم، وأوصاهم بتبليغ الشرع فيها إلى من غاب عنها.

يقول المهندس حسان طاهر المهتم بتاريخ المدينة المنورة: "لقد كانت خُطبة الوداع بمثابة الرسالة المُوجَّهة إلى البشرية جمعاء، بأجيالها المتتابعة، وأجناسها المختلفة، حيث أرسى فيها النبي ﷺ دعائم الحقّ والعدالة، ودعا إلى التسامح والمحبّة، ورسَّخ فيها معانٍ خالدةٍ لم تتغيّر بتغيُّر الأزمان، فكانت خطبته جامعةً لوجوه الخير، وفضائل الأعمال .

وبين "طاهر"، أن النبي ﷺ قد ودع أمته في هذه الخطبة البليغة بعد أن بين لهم أداء الأمانة التي أوكله الله بها، وأبلغهم الرسالة التي حملها، فكانت كلمات خطبة الوداع كلمات حقٍّ مبين صدرت من نبيٍّ مُرسَلٍ كريم مُبلِّغٍ للوحي من ربّ رحيم .

ويتابع قائلاً: "جاءت خطبة الوداع حافلةً بالأحكام الشَّرعية، خاصَّةً فيما ما يتعلَّق بفقه الحجِّ، وبالوصايا والأحكام، لذلك اهتمَّ العلماء بهذه الخطبة واستنبطوا منها الكثير من أحكام المناسك، وغيرها ممَّا تحفِل به كتبُ الفقه، فيما خصَّص بعضُهم المؤلفات المستقلَّة في هذه الحجة العظيمة".

ويضيف "طاهر" أن من أهم ملامح هذه الحجة كانت مظاهر التيسير في الحج، فقد رفعَ الإسلام الحَرَج والمَشقّة عن الناس في العبادات، وظهر ذلك في ما يسّره الله لعباده الحُجّاج أثناء أدائهم مناسكَ الحَجّ، وجعل لهم في أمرهم سعة؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ ".. ما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا آخر إلا قال: "افعل ولا حرج"، وهذا مما امتن الله به على أمته المحمدية برسالة خاتم الأنبياء، فكان رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلنَاكَ إلَاّ رَحْمَةً للعَالَمِين}.

ويختم طاهر حديثة، بقوله: "مما نراه اليوم من جهود عظيمة توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة حجاج بيت الله الحرام وبخاصة حج هذا العام الاستثنائي في ظل ظروف أزمة كورونا العالمية التي نمر بها بما يحقق مراتب هذا التيسير، لهو أمر يوجب علينا رفع أكف الضراعة شكرًا وحمدًا لله عز وجل وسؤاله التوفيق والسداد لولاة الأمر في كل ما يسخرونه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن، سائلين العلي القدير أن يبلغ الجميع مقاصدهم ويتقبل حجتهم ويجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان خير الجزاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org