3 جوازات ومقارنة بـ"سليماني".. حين رفع النقاب عن سر إيران وقُتل "زاده"!

استهدفت سيارته من قبل مهاجمين وانتهت قصة حياته.. أجهزة المخابرات تعلم أكثر!
3 جوازات ومقارنة بـ"سليماني".. حين رفع النقاب عن سر إيران وقُتل "زاده"!

أحيطت شخصية العالم محسن فخري زادة الذي اغتيل أمس الجمعة، بسرية تامة؛ وذلك رغم دوره المؤثر في برنامج إيران النووي؛ إذ كان ظهوره الإعلامي معدوماً، ونادراً ما اعترفت به وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إلا بكونه مجرد "أستاذ جامعي".

ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة الإيرانية لإبقاء اسم "زادة" مجهولًا، إلا أن أجهزة استخبارات بعض الدول كشفته، وصنّفته باعتباره أحد أعمدة هرم برنامج إيران النووي السري.

وأشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى تخفيف طهران خلال السنوات الأخيرة القيود التي كانت تفرضها على "زاده"؛ حيث ظهر في فعاليات رسمية مع المرشد الإيراني علي خامنئي؛ الأمر الذي قد يكون سرّع من سقوطه واغتياله في النهاية.

واعتبر الباحث في مؤسسة "كارنيغي" كريم سجادبور، أن محسن فخري زاده كان أكثر إنسان يعرف معلومات عن برنامج إيران النووي، مشيراً إلى أن اغتياله يمثل ضربة لإيران نظراً لمكانته العلمية ومركزه المهم.

من جانبه قارن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، بين أهمية اغتيال زاده والقائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ببغداد مطلع هذا العام، قائلًا: "كان الاثنان يتمتعان بذات المكانة والأهمية داخل إيران رغم لعبهما دورين مختلفين".

رجل الظل
ويعتقد خبراء أن "زاده"، الذي توفي عن عمر ناهز 60 عاماً، ترأس ما تعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وأجهزة المخابرات الأميركية أنه برنامج منسق للأسلحة النووية الذي جرى وقفه في 2003.

ووفق "واشنطن بوست": فقد أشرف "زاده" على مركز أبحاث الفيزياء المرتبط بالجيش الإيراني، وشارك في وضع الخطط والحصول على أجزاء من أول مصنع إيراني لتخصيب اليورانيوم.

ولم يجر محققو الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تحقيق مع "زاده" بعد توقف برنامج إيران النووي، إلا أن اسمه كان بين ثمانية إيرانيين خضعوا لقيود السفر والمالية الدولية بموجب قرار للأمم المتحدة تم تبنّيه في عام 2007 لصلاته بأبحاث "الصواريخ النووية والبالستية".

وبعد توقيف البرنامج الإيراني واصل "زاده" الإشراف على المنظمات المتصلة بأنشطة إيران النووية التي استمرت في توظيف العديد من العلماء؛ حيث ذكر تقرير صدر في يونيو 2020 عن وزارة الخارجية الأميركية أن العاملين السابقين في برنامج الأسلحة النووية ظلوا يعملون في مشاريع ذات أنشطة تقنية متعلقة بالتسليح تحت قيادة زاده في إطار ما يسمى بخطة "أماد".

ووفق "سكاي نيوز عربية": وصف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2011 "زاده" بأنه "المدير التنفيذي" لخطة "أماد" التي عملت على إعطاء بُعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني، وشخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية.

وتشير مصادر إلى أن "زاده" كان يمتلك ثلاثة جوازات سفر، وسافر كثيراً لدول من أجل الحصول على "أحدث المعلومات" المتعلقة بالطاقة النووية.

وكانت وزارة الدفاع الإيرانية قد أكدت، الجمعة، مقتل زاده، بعد وقت وجيز من استهدافه قرب العاصمة طهران.

وقالت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي: إن زاده، الذي تولّى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أُصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من قِبَل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه، مشيرة إلى أنه توفّي في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي إنعاشه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org