مؤسس هواوي: الساسة الأمريكان وقعوا في خطأ التقليل من شأن الشركة

أكد أن تأثير الحظر سيكون محدوداً لريادتهم العالمية بمجال تكنولوجيا الجيل الخامس
مؤسس هواوي: الساسة الأمريكان وقعوا في خطأ التقليل من شأن الشركة

عبدالملك سرور- سبق: علق "رن تزنفيه" مؤسس شركة هواوي، على قرار الحكومة الأمريكية بحظر العمل مع الشركة ومنع الشركات الأمريكية من التعامل معها، موضحاً أن الشركة توقعت حصول معظم هذه السيناريوهات واستعدت لمثل هذه التحديات، لكن لربما كان الجديد في الأمر التسارع الكبير في وتيرة الأحداث ومستجداتها على أكثر من صعيد.

وتفصيلاً، جاء ذلك في آخر لقاء له مع مجموعة من الإعلاميين الصينيين لتسليط الضوء على موقف الشركة في مواجهة الأحداث المتسارعة التي تواجهها على خلفية القرار الأمريكي، وما تبع ذلك من إعلان عدد من الشركات الأمريكية الكبرى كشركة جوجل وقف أعمالها مع هواوي.

وقال "تزنفيه" إن ما يجري حالياً خارج السيطرة كونه مدفوعاً تماماً بدوافع الساسة الأمريكان، وأنه لا ينبغي لأحد بما فيهم الإعلام لوم الشركات الأمريكية التي أعلنت عن وقف تعاملاتها مع هواوي باعتبار ذلك كان لزاماً عليهم امتثالاً للأمر التنفيذي، وأن من تقع عليه اللائمة بالفعل هم السياسيون الأمريكان الذين يتبنون هذا الموقف، ولكن قد يكونون قد وقعوا في خطأ التقليل من شأن هواوي، فالشركة كانت تعلم تماماً أنها ستصل إلى مفارق الطرق هذه مع الحكومة الأمريكية، وقد خططت مسبقاً لتكون جاهزة للتعامل مع مثل هذه الأحداث.

وانتهز "تزنفيه" الفرصة ليشكر الشركات الأمريكية على ما قدمته من دعم في مسيرة تطوير أعمال هواوي على مدى 30 عاماً، وقال إنه من باب الاعتراف بالجميل بأن هناك العديد من الشركات الأمريكية التي كان لها الفضل بوصول هواوي لما هي عليه من الريادة العالمية، بما فيهم الشركات الاستشارية كشركة آي بي إم وأكسنتشر والشركات التي تزود هواوي بالمكونات الهامة من أمريكا وفي مقدمتها شركات الرقاقات.

ومع تأكيده على عدم التقليل من تأثير قرارات الحكومة الأمريكية وارتداداتها - إن تأكدت وثبتت - على بعض أعمال الشركة كمنتجات المستهلك، قال رن تزنفيه إنه يثق تماماً بقدرات الشركة وريادتها في مجالات عدة لن تتأثر بشكل سلبي كبير، وإن التأثير سيكون محدوداً لدرجة كبيرة على أعمال هواوي في مجالات جديدة وحيوية كتكنولوجيا الجيل الخامس التي تتربع هواوي اليوم على عرش ريادتها عالمياً، ولديها ثقة بأن منافسي الشركة لن يمكنهم اللحاق بركب ريادة الشركة لهذا المجال خلال العامين أو الثلاثة القادمين.

وأشار إلى أنه حتى لو ثبت حظر توريد الشركات الأمريكية لهواوي، فلن تعاني الشركة من نقص حاد في التوريدات باعتبار أن لديها البدائل، فالشركة تعتبر اليوم على قائمة المصنعين العالميين لأكثر المكونات تطوراً وأهمية، وتمتلك كافة القدرات في هذا المجال، بما في ذلك إنتاج رقاقات تفوقت بها فعلياً العديد من الشركات. لكن في حال استطاعت الشركات الأمريكية الحصول على رخصة الحكومة الأمريكية لمتابعة التوريد لهواوي، فسيسر الشركة متابعة علاقاتها الطويلة الأمد مع شركائها من الشركات الأمريكية والشراء منهم مجدداً.

وأضاف: قد يكون أمر الحصول على رخصة الحكومة الأمريكية ليس بالأمر الذي يمكن تحقيقه بسرعة، لذا فإننا نعمل حالياً على تطبيق خطط أعمال المرحلة المؤقتة التي يمكنها التعامل مع الوضع الراهن.

وتؤكد هواوي أن علاقاتها مع الشركات الأمريكية علاقة وطيدة وإستراتيجية طويل الأمد، لن يدمرها بالتأكيد قطعة ورقية تتمثل بأمر تنفيذي للرئيس ترامب.

وفي إشارة واضحة لثقة هواوي من تفوقها على الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس وريادتها العالمية لهذه التقنية، قال رن تزنفيه إنه لا يعلم تماماً ما في مخيلة الساسة الأمريكان الذين يقودون الحملة ضد هواوي، لكنه يعتقد بأنه لا يجب على شركة هواوي أن تكون مستهدفة من قبل الحكومة الأمريكية لمجرد نجاحها في التفوق على الولايات المتحدة في تقنية الجيل الخامس، أو لاعتبارات صراعات تجارية بين الصين وأمريكا، فالأحرى أن يتعاون الجميع وأن تكون الحكومة الأمريكية منفتحة على الحوار والنقاشات البناءة المبنية على حقائق علمية وتكنولوجية، لا مجرد إدعاءات لا يمكن إثباتها بأي دليل.

وعن رؤيته لارتدادات قرارات الحكومة والشركات الأمريكية على باقي الأسواق، قال رن تزنفيه بأنه لا يعتقد بأن الدول الأوربية ستمشي على خطا الحكومة الأمريكية في التشكيك غير المبرر والمثبت بهواوي أو حظر أعمالها، مؤكداً بأن شفافية هواوي وانفتاحها ليس لها حدود، وقد عبرت عن ذلك مراراً وتكراراً من خلال كافة مدرائها، وأنه إن كان لدى أي حكومة أو عميل وجهة نظر أو مقترح بخصوص أي شكوك حيال أعمال الشركة، فالشركة ستكون سعيدة جداً بالوقوف عند مثل هذه الأمور للتحقق منها ومناقشتها بشكل علمي ومنطقي، خارج نطاق أي من المحفزات أو الدوافع السياسية.


ومن أهم الأمور التي أكد عليها رن تزنفيه خلال حديثه مع الإعلاميين في التعبير عن موقف الشركة القوي واستعدادها لأية مفاجآت وثقتها بالمستقبل، هو الخلفية القوية للشركة وما بنته على مدار سنوات طويلة في مجال البحث والتطوير، فقد اعتبر هذا المجال من المقومات الكبيرة ونقاط القوة التي تستند لها الشركة بالنظر للاستثمارات الكبيرة التي تضخها في البحوث الأساسية والمتخصصة، وهي بذور جيدة تذرع في بيئة خصبة أثبتت جدارتها مرات عديدة وأتت أكلها بشكل جيد، كما هو الحال في تكنولوجيا الجيل الخامس.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org