"كاوست" و"سعودي فاكس" تحققان نجاحاً بارزاً في إنتاج اللقاحات بالمملكة

تمثل صناعة العلاجات أهمية إستراتيجية للسعودية التي يزورها الملايين سنوياً
"كاوست" و"سعودي فاكس" تحققان نجاحاً بارزاً في إنتاج اللقاحات بالمملكة

طورت الشركة السعودية المبتكرة سعودي فاكس (SaudiVax)، والمختبر الأساسي للعلوم البيولوجية في كاوست طريقة تحليلية تسمح بإنتاج لقاحات طبية قوية، وستواصلان التعاون في تطوير وإنتاج لقاحات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) وفيروس كورونا (كوفيد-19).

وتفصيلاً، يعمل المختبر الأساسي للعلوم البيولوجية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مع شركة سعودي فاكس (SaudiVax) - وهي شركة تقنية حيوية تقع في مدينة الأبحاث والتقنية داخل الحرم الجامعي- لتطوير وتصنيع اللقاحات وكذلك الأجسام المضادة العلاجية، حيث تعتبر صناعة اللقاحات والعلاجات المتقدمة ذات أهمية إستراتيجية للمملكة العربية السعودية التي يزورها ملايين الحجاج من جميع أنحاء العالم سنوياً.

وأوضحت الجامعة أن فكرة التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة ليست جديدة، ولكن مع الحاجة المتزايدة لإيجاد حلول عاجلة للتحديات العالمية المعقدة، وبالنظر إلى أن القليل من المنظمات لديها القدرة على تحقيق النتائج بمفردها، فقد أصبح الدخول في مثل هذه الشراكات أمراً مهماً وشائعاً أكثر من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، تلعب المختبرات الأساسية في كاوست، بما لديها من مرافق متقدمة وتقنيات وخبرات متطورة، دوراً رئيسياً في دعم هذه الشراكات الصناعية.

وتتكون مختبرات كاوست الأساسية من مختبرات متعددة التخصصات ومترابطة تقدم دعماً علمياً متفوقاً في مجال أبحاث الغذاء والمياه والطاقة والصحة والتقنية والبيئة، وهي الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية.

وأوضحت نيكول تشيونغ، مديرة المختبر الأساسي للعلوم البيولوجية في كاوست، أنه على عكس النماذج الجامعية التقليدية، فإن المختبرات الأساسية لا تعمل فقط لتلبية احتياجات أعضاء هيئة التدريس في كاوست فقط، بل تعمل مع الحكومة السعودية والشركات المحلية بما فيها الشركات الناشئة، وهي بذلك تعتبر مسرعات أو بوابات تمكن العلماء السعوديين من الوصول إلى بعض أحدث التقنيات والأجهزة والخبرات المتطورة.

وتسمح الشراكة مع مختبرات كاوست الأساسية لشركة سعودي فاكس بالبدء في تطوير لقاحات مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة للمملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحديداً اللقاحات المتعلقة بأمراض الجهاز التنفسي مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، والمعروفة باسم أنفلونزا الإبل، وفيروس كورونا (كوفيد-19) الحالي.

وأنتجت شركة "سعودي فاكس" العديد من براءات الاختراع الخاصة بها في مجال الأجسام المضادة الهجينة، والتي تضمن عدم وجود مضاعفات وحساسية عند استخدامها، كما عملت مع شركة سايتيفا (Cytiva) الرائدة عالمياً في مجال علوم الحياة لإنتاج المستحضرات الدوائية الحيوية في المنطقة، وهي الآن في طور الاستعداد لإنتاج لقاحات الأنفلونزا في عام 2022.

وبالإضافة لتطوير لقاح الإنفلونزا، تتعاون شركة "سعودي فاكس" لبحث وترخيص دواء وقائي جديد لمكافحة سلالة الفيروسات التاجية (SARS-CoV-2) في الشرق الأوسط، وهو مشروع لا يخلو من التحديات ويحتاج دعماً قوياً من مختبرات متطورة كتلك الموجودة في كاوست.

وفي هذا الصدد، يقول د. مازن حسنين، رئيس شركة سعودي فاكس: " يوجد طلب عالمي متزايد للقاحات والمستحضرات الطبية الحيوية للحماية من الأمراض المعدية ودعم الصحة العالمية، ولتحقيق ذلك في منطقتنا نحتاج لشراكات إستراتيجية واستثمارات في الاكتشاف وتطوير وتصنيع اللقاحات والعلاجات محلياً".

وأضاف: "إن تعاوننا الإستراتيجي مع المختبرات الأساسية في كاوست جاء بشكل طبيعي نظراً لعلاقاتنا المتميزة مع الجامعة، فضلاً عما تتمتع به كاوست من خبرات لا مثيل لها في المنطقة".

وتعمل الباحثة دليلة بنت صادق قائدة فريق المختبر الأساسي للعلوم البيولوجية جنباً إلى جنب مع شركة سعودي فاكس، حيث تساهم هي وفريقها في أبحاث اللقاحات التي تنتجها سعودي فاكس من خلال تطوير طريقة تحليلية محسّنة وقوية لإنتاج اللقاحات والأجسام المضادة، كما يتم تدريب علماء سعودي فاكس على استخدام مرافق المختبرات الأساسية في كاوست وتعريفهم بكيفية استخدامها لأداء المهام المختلفة.

جدير بالذكر أن هذه ليست الشراكة الأولى للمختبر الأساسي للعلوم البيولوجية في كاوست، بل سبق وعمل مع العديد من الشركات الناشئة في الحرم الجامعي لبحث أساليب جديدة في تطوير اللقاحات.

وتمتلك المختبرات الأساسية في كاوست رؤية طموحة لتوسيع دورها في الابتكار الإقليمي يتجاوز دورها الحالي كمنصة عالمية المستوى للبحث والابتكار الصيدلاني، يقول المدير التنفيذي المؤقت للمختبرات د. دانيال أسيفيدو فيليز: "هدفنا هو تقديم مساهمة أكبر للمجتمع العلمي في المنطقة من خلال دعم سعيهم لترجمة الاكتشافات البحثية الطبية إلى أدوية بيولوجية يمكن اختبارها في التجارب السريرية ثم تحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق، وهذا التعاون هو مثال رائع على الشراكة الناجحة بين الجامعة والقطاع الصناعي في معالجة التحديات العالمية، ونأمل أن نتمكن من إنشاء العديد من هذه الشراكات المثمرة في المستقبل القريب".

وأصبح مجال تطوير اللقاحات والأدوية البيولوجية والصيدلانية محوراً إستراتيجياً لكاوست بعد إطلاق مبادرة الصحة الذكية في وقت سابق من هذا العام، والتي ستدعم وتعزز برامج أبحاث الصحة الانتقالية من خلال التعاون بين علماء الجامعة وأطباء المملكة العربية السعودية، وتشير التقديرات حالياً إلى أن حجم سوق اللقاحات في المملكة يبلغ حوالي 400 مليون دولار سنوياً، بينما تمثل الأدوية البيولوجية مليار دولار بمعدل نمو سنوي تقريبي يبلغ 15 بالمائة، وهناك فرصة للوصول إلى سوق اللقاحات العالمي الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار وسوق الأدوية البيولوجية العالمي الذي تقدر قيمته بحوالي 300 مليار دولار.

وأكد د. مازن حسنين، في معرض تأمله للدور المحتمل لمختبرات كاوست وشركة سعودي فاكس في هذا السوق المستقبلي أن التعاون هو مفتاح النجاح، فنحن بحاجة إلى الجامعات ونقل التقنية لتحقيق أهدافنا المشتركة، وبصرف النظر عن مدى قوة أي كيان، فإن الافتقار إلى التكامل التعاوني يحد من القدرة على إحداث تأثير كبير".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org