الرويلي لـ"سبق": "هلكوني" أصحاب الشهادات الوهمية يشترونها بـ٥٠ ألفًا و"يحتلون" الوظائف.. وهكذا أكشفهم

قال: للأسف أساتذة جامعات خليجية متورطون فيها ونسبتها كبيرة  ومفزعة
الرويلي لـ"سبق": "هلكوني" أصحاب الشهادات الوهمية يشترونها بـ٥٠ ألفًا و"يحتلون" الوظائف.. وهكذا أكشفهم

- "المزورون" يكثرون في القطاع الخاص ويشغلون مناصب مهمة وأغلبهم غير سعوديين

- وسم "هلكوني" لتوعية المجتمع .. وباب "الشرع" مفتوح لمن يريد محاكمتي

- ماليزيا أكبر "مغسلة شهادات".. واحذر من عمليات "غسيل شهادات" في جامعات عربية معترف بها

- كثير من أصحاب "الشهادات الوهمية" حصل عليها من تنزانيا وليبيريا للعمل في دول الخليج العربي

- شهادات الجامعات الوهمية تجارة كبيرة ولها مسوقون و"دكاكين" تسمى جامعات

- أغلب التخصصات "الوهمية" في الإدارة والجودة والمشروعات والموارد.. والمتقاعدون لا يزالون يستخدمونها

- وجود أصحاب هذه الشهادات الوهمية يضر بالإنتاج والمنافسة والتميز والفرص الوظيفية

أجرى الحوار/ شقران الرشيدي- سبق- الرياض: يقول عضو مجلس الشورى السابق، وصاحب وسم "هلكوني" الشهير المخصص لكشف أصحاب الشهادات والجامعات الوهمية، الدكتور موافق الرويلي "بدأت بالتغريد من خلال هذا وسم هلكوني منذ ٧ سنوات بعد قرار مجلس الشورى بقبول مشروع لمواجهة الشهادات الوهمية. "

ويؤكد في حواره مع "سبق" أنه من الصعب تحديد نسبة الشهادات الوهمية بدقة في المجتمع، ولكن يمكن القول إن هناك العديد من المؤشرات على وجود هذه الظاهرة في المجتمع الخليجي بشكل عام، ونسبتها كبيرة، ومقلقة ومفزعة.

ويوضح أن الشهادات الوهمية قد تكون بكالوريوس أو دبلوم أو درجات عليا كالماجستير أو الدكتوراه، وغالبًا ما يكون الغرض من الحصول على هذه الدرجات الوهمية ماديًا.

ويشير إلى أن أصحاب الشهادات الوهمية يكثرون في القطاع الخاص ويحتلون الوظائف والمناصب.

ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة، فإلى التفاصيل:

** لديك وسم مهم بعنوان "هلكوني" لكشف أصحاب الشهادات الوهمية.. متى بدأت هذه الفكرة وما أسبابها؟

"هلكوني" وسم أقوم بالتغريد أنا وغيري من خلاله عن أصحاب الشهادات المزورة، والجامعات الوهمية بالمستندات والأدلة بهدف التنوير، والتبصير، وتوعية المجتمع، والمنظمات بالشهادات الوهمية وأصحابها، والأضرار التي تحدث بسببها، وهذا هو المحور العام لـ "هلكوني".. وقد بدأت بالتغريد من خلال هذا الوسم بعد قرار مجلس الشورى بقبول مشروع لمواجهة الشهادات الوهمية.

** من خلال بحثك واطلاعك في هذا الموضوع، هل نسبة الشهادات الوهمية في المجتمع كبيرة؟

من الصعب تحديد نسبة الشهادات الوهمية بدقة، ولكن يمكن القول إن هناك العديد من المؤشرات على وجود هذه الظاهرة في المجتمع الخليجي بشكل عام، ويمكنني أن أشبهها بـ "قمة جبل الثلج" حيث تظهر لك القمة على أنها صغيرة، لكن الجزء الأكبر المتبقي يختفي تحت الماء. فالأعداد التي كشفت قليلة، ولكن قد تكون هناك أعداد كبيرة من الشهادات الوهمية لا نعرف عنها شيئًا. وتحديد نسبة هذه الشهادات يعتمد على طبيعة النظرة لها، فبالنسبة لي أرى أن نسبتها كبيرة، ومقلقة ومفزعة ويمكن تشبيهها بالفطر الذي ينبت بلا جذور ويتكاثر بشكل غريب، وقد لا تعلم مصدره، ومكانها الجغرافي، فكثير من أصحاب الشهادات الوهمية يعملون في دول الخليج العربي، وبعضهم حصل على شهاداتهم من دول مثل تنزانيا، وليبيريا، وقد لا يكون زار تلك البلاد بالأساس.

** ما طبيعة الاستفادة من الشهادات الوهمية لمن يحصل عليها ..هل هي استفادة مادية أو مهنية أم أنه مجرد الحصول على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراه؟

الشهادات الوهمية قد تكون بكالوريوس أو دبلوم أو درجات عليا كالماجستير أو الدكتوراه، وغالبًا ما يكون الغرض من الحصول على هذه الدرجات الوهمية ماديًا، وإذا كان الغرض من الحصول عليها مجرد التفاخر؛ فإن التفاخر له مظاهر كثيرة، وليس مجرد الحصول على شهادة وهمية. وعلى من يسعى لدفع 50 ألف ريال للحصول على درجة الدكتوراه أن يعرف أن الناس تعلم جيدًا من تعب، واجتهد ودرس وسافر للحصول على درجة علمية ومن حصل عليها بوسائل أخرى غير مشروعة. وأرى أن اعتبار الحصول على الشهادات الوهمية لمجرد "البرستيج" هو أمر مخالف للواقع فإنه مجرد تمييع للقضية. وأنظر شخصيًا للشهادات الوهمية على أنها تجارة كبيرة لها مسوقون ويقوم بها أشخاص محددون، وقد حدثت العديد من هذه الحالات في السعودية، والإمارات، والكويت، وعمان، وقطر، حيث يتم تشكيل لجان لمناقشة رسائل علمية هزيلة من جامعات، تسمى جامعات وهي دكاكين، وقد تورط أساتذة جامعات للأسف الشديد في هذه المسألة، ولكن في السعودية، ومع بداية قيامنا بالتغريد في هذا الموضوع، قام وزير التعليم السابق الدكتور محمد العنقري بالتعميم على جميع الجامعات السعودية بالحذر من التعامل مع هذه الجامعات.

** هل هذه الشهادات "المزورة" جريمة يعاقب عليها القانون أم أنها مجرد عمل غير لائق؟

الشهادات المزورة جريمة بنص قوانين التزوير، حيث يتم التزوير في محرر رسمي، وتوجد شهادات وهمية قد تكون صحيحة ولكنها تم الحصول عليها من جامعات ومؤسسات وهمية، والقوانين والأنظمة المعمول بها في دول الخليج العربي تعد التزوير في العملات أو الشهادات جريمة تعاقب عليها لكنها لا تعاقب الحاصلين على شهادات وهمية. ولكن بالنسبة لي وغيري فإني أعتبر الحصول على هذه الشهادات الوهمية جريمة. وللأسف فإن هناك من يحصل على شهادة من جامعة وهمية ثم يقوم بعملية "غسيل" لهذه الشهادة من خلال جامعة عربية معترف بها. فكما أن هناك غسيل أموال فإن هناك غسيلاً للشهادات، حيث يحصل أحد الأفراد على شهادة ماجستير من جامعة وهمية ثم يقوم بتقديمها لجامعة معترف بها للحصول على درجة الدكتوراه، وعادة ما يتم غسيل الشهادات الوهمية من خلال دولة كماليزيا، حيث أعتبر ماليزيا أكبر "مغسلة" للشهادات الوهمية.

** ما أهم مصادرك لكشف هذه الشهادات الوهمية والمزورة؟

أنا لا أتتبع أحدًا، ولكني أقوم بالبحث من خلال شبكة الإنترنت عن هذه الشهادات الوهمية وأماكن الحصول عليها، كما أن هناك العديد من الأشخاص من دول الخليج العربي يغردون على هذا الوسم بكشف الشهادات الوهمية وأصحابها.

** هل يتركز الحاصلون على الشهادات الوهمية في الجامعات أم في أجهزة الدولة؟ وما أهم تخصصاتهم؟

أي شخص يعمل بالأجهزة الحكومية الخليجية عمومًا، والسعودية على وجه الخصوص، وقد حصل على شهادته من الخارج فإن عليه معادلة الشهادة التي حصل عليها، ولكن هناك الكثير ممن حصل على شهادات وهمية ووضعوها في سيرتهم الذاتية وفي مسوغات تعيينهم ولكنهم في القطاع الخاص أما في الأجهزة الحكومية فهناك بعض الحالات لموظفين وأساتذة جامعات نشروا في سيرهم الذاتية فقط عن الحصول على شهادات جامعية قاموا بشطب ذلك بعد ظهور وسم هلكوني، وأغلب التخصصات في الإدارة، والجودة، وإدارة المشروعات، والموارد البشرية والمالية، وهناك بعض المتقاعدين الذين لا يزالون يستخدمون هذه الشهادات. لكن المشكلة الكبيرة في القطاع الخاص الذي يكثر فيه الحاصلون على شهادات وهمية ويشغلون مناصب مهمة، وأغلبهم غير سعوديين، وإن كان هناك بعض السعوديين الذين حصلوا على شهادات وهمية. وعلى الرغم من أن بعض الشركات تقول إن ما يهمها هو الإنتاج وليس الشهادات؛ إلا أن وجود أصحاب هذه الشهادات الوهمية يضر بالإنتاج أيضًا وبالمنافسة والتميز، والفرص الوظيفية، فعندما يوجد مدير حاصل على شهادة وهمية وموظف يعمل تحت إدارته حاصل على شهادة حقيقية.. فكيف سيكون شكل التعامل والعمل بينهما؟

** ما ردك على من يطالبون بمحاكمتك لكشفك أصحاب الشهادات الوهمية؟

أنا أقوم بالتغريد في هذا الموضوع منذ أكثر من ٧ سنوات، ولا أقوم بالتغريد عن شخص إلا بوثيقة، وهذه الوثيقة لم أحصل عليها من مكتبه ولا من بيته وإنما هي وثيقة منشورة في وسائل التواصل الاجتماعي، وعادة صاحبها هو من قام بنشرها، وأقول لمن يريد محاكمتي أن باب الشرع مفتوح. ويرى بعضهم أن ما أقوم به هو تشهير بالأشخاص، وأقول لهم إن الحاصلين على شهادات وهمية هم من يسعون للشهرة والمال لقيامهم بنشر وثائق هي عبارة عن شهادات وهمية، ولذا فأنا أقوم بالمقابل بالنشر عنهم، وكشف شهاداتهم الوهمية.

** هل ترى أن الصحافة السعودية سلطت الضوء على موضوع الشهادات الوهمية؟

عدد المقالات الصحفية التي كتبت عن الشهادات الوهمية التي قمت بجمعها في كتاب بعنوان "هلكوني" أكثر من 450 مادة هذا بخلاف المقابلات والتحقيقات الصحفية واللقاءات التلفزيونية، وهذه تعد نقلة نوعية في الكتابة الصحفية والصحافة السعودية والخليجية لم تقصر في هذا الموضوع، فلا يوجد كاتب صحفي شهير في السعودية والخليج إلا وكتب في موضوع الشهادات الوهمية.

** هناك من أساتذة الجامعات من يتهمون بالسرقات العلمية في بحوثهم وأعمالهم العلمية المنشورة، ألا يستحق ذلك حملة مثل "هلكوني"؟

هناك حملة كانت موجودة بالفعل لمواجهة هذا الأمر، وكانت الدكتورة سحر الخشرمي تغرد عن هذا الأمر تحت وسم "سرقوني" ولكنها توقفت.. وهذه القضية مهمة وينبغي الاهتمام بها والنشر عنها باستمرار.

** برأيك ما أهم مشروع حكومي في المملكة؟

التعليم العام هو أهم مشروع حكومي في تاريخ المملكة.. فهو تعليم مجاني ومتميز وأسهم في تخريج أجيال كثيرة من المتعلمين الذين شغلوا مناصب متميزة في المجتمع. ونقل المجتمع نقلة نوعية في مدة تعد في تاريخ الأمم قصيرة، إلى جانب الخدمة الصحية المجانية في المملكة، فقد تم من خلالها القضاء على الكثير من الأمراض وتقديم الرعاية الصحية المتميزة للمواطنين.

** نشاهد في بعض برلمانات الدول "مضاربات" ومشاحنات، ولكن في مجلس الشورى لدينا أداء حكيم ونقاش هادئ.. ما السبب برأيك؟

هذا يرجع إلى أن أعضاء مجلس الشورى لدينا هم منتقون بدقة من القيادات الحكومية وأساتذة الجامعات، والقطاع الخاص، ويعملون للمصلحة العامة، وليس لديهم "أجندات" ومصالح خاصة، وكذلك ليس لدينا أحزاب متصارعة، كل حزب يعمل برؤية مختلفة.

** هل أنت راضٍ عن أداء مجلس الشورى؟ وما ردك على ما يردده بعضهم من أن أداء المجلس وقراراته لا يناسب تطلعات المواطنين والمجتمع؟

قضية الرضا من الصعب تحديدها، ولكن هناك في مجلس الشورى من يعمل بجد ويقترح أنظمة جديدة أو تعديلات على أنظمة حالية وتوصيات نوعية على تقارير الجهات الحكومية.. ومجلس الشورى يعمل وفق نظام يحدد آليات عمله كما أنه يستقبل الشكاوى والمقترحات من المواطنين. وأرى أن المجلس يعمل ويصدر توصيات جيدة وملائمة تخدم تطلعات المواطنين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org