"البلديات" تناقش "الإصحاح البيئي" عبر رصد آفات الصحة العامة

بمشاركة 170 خبيرًا ومختصًّا وبحضور ممثل منظمة الصحة العالمية
"البلديات" تناقش "الإصحاح البيئي" عبر رصد آفات الصحة العامة

نظمت وكالة الوزارة للشؤون البلدية اليوم الخميس 5 رجب 1439هـ، ورشة "الإصحاح البيئي ما بين رصد آفات الصحة العامة ومكافحتها في البيئات الحضرية" في فندق التنفيذيين بالرياض، تحت رعاية وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، وحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة الدكتور إبراهيم الزيق.

وقال وزير الشؤون البلدية والقروية، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وكيل الوزارة للشؤون البلدية الأستاذ إبراهيم بن محمد الجهيمي: نواجه في هذا العصر زيادة ملحوظة في ظهور الأوبئة والأمراض التي تكون الآفات عملًا أساسيًّا في نقلها وزيادة انتشارها؛ لذا تعمل الوزارة على تقليص حجم التأثيرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تنتج عن ظهور وانتشار هذه الأوبئة والقضاء عليها.

وأكد حرص الوزارة على حضور ومشاركة الأمانات والبلديات الفاعلة في هذه الورشة لارتباطها بالجهود الوقائية، وما تتضمنه من الاهتمام بمعالجة بؤر التكاثر التي تشكل المصدر الأساس لتزايد آفات الصحة العامة، سواء ما ينتج عنها من نقل للأمراض أم إزعاج للسكان.

وأشار إلى أهمية استخدام طرق المكافحة المناسبة والصديقة للبيئة والارتقاء بخطط المكافحة وتبادل الخبرات بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية؛ حفاظًا على الصحة العامة والإصحاح البيئي.

وأضاف: تتطلع الوزارة إلى زيادة التعاون مع المتخصصين في المراكز البحثية بالجامعات لتطوير وتوجيه أعمال المكافحة بما يحقق المحافظة على البيئة والإصحاح البيئي.

وأعرب "آل الشيخ" عن أمله في أن تحقق الورشة هدفها بإفادة العاملين في مجال الصحة العامة، سواء في الأمانات أم في البلديات، وأن تسهم في رفع قدراتهم للوقاية والحد من تكاثر وانتشار آفات الصحة العامة بمناطق المملكة.

من جانبه، قال وكيل الوزارة المساعد للشؤون البلدية الدكتور يحيى بن عبدالعزيز الحقيل: هذه الورشة تأتي في إطار سلسلة من الورش التخصصية؛ حيث تهدف إلى اطلاع المختصين في مجال الصحة العامة في الأمانات والبلديات على آخر المستجدات في أعمال الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة وعرض التجارب الدولية الناجحة والمتوافقة مع بيئة المملكة على ضوء الدراسات التي أجرتها بهذا الخصوص.

وأضاف: يأتي ذلك بغرض رفع كفاءة المختصين وقدراتهم العلمية والعملية بما ينعكس إيجابياً على مستوى الخدمات التي تقدمها الأمانات والبلديات؛ تماشياً مع رؤية 2030 الرامية إلى تطوير الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية ورفع كفاءة العاملين.

وأردف: وكالة الوزارة للشؤون البلدية أعدّت منظومة مشاريع لدراسة رصد وتصنيف آفات الصحة العامة بمناطق المملكة المختلفة، وتم تقسيم هذه الدراسة إلى مراحل تنفذ بطرح مشاريع تغطي مناطق المملكة الجغرافية، وإعطاء الأولوية في تنفيذها للمناطق الحرجة التي تعرضت وما زالت تتعرض لأوبئة.

وتابع: الوزارة تعكف حالياً على تنفيذ المرحلة الثالثة من الدراسة التي تغطي مناطق شرق وشمال المملكة، ومن ثم سوف تختتم الدراسة بتغطية مناطق "الرياض، القصيم" الأقل خطورة.

من جهته، قال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بالمملكة الدكتور إبراهيم الزيق: أهمية مثل هذه الورش المتعلقة بالبيئة والإصحاح، تنبع من أنها يشارك فيها الخبراء والأكاديميون والباحثون لمناقشة تأثيرات البيئة على صحة المجتمع.

وأضاف: أثبتت النسب والأرقام تأثير البيئة على صحة الإنسان؛ حيث إن البيئة تتسبب في 25% من أعداد الوفيات.

وشدد على أهمية مشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية في مشروع صد المخاطر البيئية بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية داخل المملكة.

وفي إطار الفعاليات العلمية المصاحبة، تناولت الورشة في جلستها الأولى أهمية الرصد والاستكشاف لآفات الصحة العامة، والطرق الحديثة والصديقة للبيئة في مكافحة آفات الصحة العامة، وذلك من خلال ورقة عمل قدمها الدكتور خالد الغامدي المحاضر بجامعة الملك عبدالعزيز.

وتناولت الجلسة الثانية خطة عمل المشروع والنتائج من خلال محاضرة قدمها الدكتور شوكت عبداللطيف المحاضر بجامعة القصيم.

واستعرضت الورشة التوصيات التي توصلت إليها الدراسات التي أجريت في ثلاث مناطق سعودية، وخلصت إلى ضرورة التركيز على أعمال الرصد والاستكشاف الحشري واعتبارها الأساس والمرجع لأعمال المكافحة.

وتضمنت التوصيات مكافحة الأطوار الأولية للبعوض التي تعيش بالماء، والممثلة نسبة 75% من دورة حياة البعوض، واستخدام الإدارة المتكاملة للآفات ipm، والتركيز على استخدام طرق المكافحة الصديقة للبيئة وتقليل المكافحة الكيميائية للمبيدات.

وشملت التوصيات أخذ موافقة الوزارة سنويًّا على مبيدات الصحة العامة قبل تأمينها واستبدالها من قبل الأمانات والبلديات، وتطبيق الشروط الصحية لمساكن العمال داخل العمران، والموجودة على موقع الوزارة الإلكتروني.

وتضمنت التوصيات مخاطبة فروع وزارة البيئة والمياه والزراعة للتأكيد عليها بالقيام بأعمال مكافحة آفات الصحة العامة في المزارع والسدود والأودية، وكذلك البحيرات ومحطات الصرف الصحي، بالإضافة إلى توحيد مبيدات الصحة العامة المستخدمة في مكافحة الآفات بكافة مناطق المملكة.

ومن بين التوصيات الواردة ضرورة وضع برامج توعوية للمجتمع داخل المدارس والجامعات والأسواق وغيرها؛ باعتبارها شريكًا مهمًّا في استحكام حلقة مكافحة آفات الصحة العامة وإنجاحها.

واشتملت التوصيات على أهمية إلزام الشركات المنفذة لمشاريع الصحة العامة باستخدام المصائد الكهربائية والأشرطة اللاصقة للمساعدة في تقليل كثافة الذباب في المدن والطرق الصديقة للبيئة.

وشارك في الورشة 170 خبيراً ومختصاً وأكاديمياً من عدة جهات تتقدمها: "وزارة الشؤون البلدية والقروية والبلديات التابعة لها، بالإضافة إلى وزارة الصحة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة العامة للغذاء والدواء، ومنظمة الصحة العالمية، وجامعة الملك عبدالعزيز".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org