"لزوم نبلغ الشيخ بالسالفة"..!

"لزوم نبلغ الشيخ بالسالفة"..!

انتشرت في حوارات ومشاهد الكوميديا السعودية والخليجية عبارة: "لزوم نبلغ الشيخ بالسالفة"؛ وذلك عندما يصل الحوار بين أشخاص لنقطة يعجز فيها الطرفان عن الوصول لرأي سديد، أو تفسير منطقي لما يحدث؛ فيوكلان أمرهما لكبيرهما بشكل ساخر؛ لعله يجد لهما أي تبرير. وفي عالمنا الرياضي تم طرح العديد من القضايا والأطروحات هذه الأيام التي لم يجد لها الشارع الرياضي تأويلاً.. بداية بأسباب تذبذب المستويات الفنية لأندية دوري المحترفين باستثناء الهلال في الصدارة، والاتحاد في المؤخرة.. وبات الأخير لغزًا محيرًا لعشاقه ومحبيه، بل حتى لمن لا ينتمون إليه.

هناك من ذهب لإلقاء اللوم على اللاعبين، وأنهم لم يستشعروا قيمة قميص العميد وتاريخه، فيما ذهب البعض إلى أنها "لعنة"، أصابت الفريق، وأنه النحس وسوء الطالع وعدم التوفيق، وأن الحظ بات يمد لسانه في وجه كل ما هو أصفر وأسود.. فيما ذهب آخرون لوجود مؤامرة تحاك ضد الاتحاد، وذهبت ظنونهم هنا وهناك، حتى استشرت نظرية المؤامرة بداخلهم، وبات البعض متيقنًا بأن الخطة لن تنتهي إلا بالهبوط الأكيد لدوري المظاليم. فيما تساءل بعض من بحثوا عن الحلول: لماذا لا يتم منح الفرصة للاعبين الشباب أمثال الحارس المتألق أمين بخاري الذي شارك مع المنتخب السعودي للشباب، إضافة لمنح الفرصة لظهيرَي منتخب الشباب أيضًا حازم الزهراني وسعود عبدالحميد، واللاعب الصاعد مهند الشنقيطي، واللاعب عون السلوي، والمهاجم عمر الجدعاني، وعبدالمجيد الزهراني مهاجم شباب الاتحاد، ومحمد فوساري مهاجم منتخب الناشئين، والمميز إبراهيم العطاس جناح ناشئي الاتحاد، مع لاعبي الخبرة المحليين بالفريق، كأحد الحلول العاجلة قبل الفترة الشتوية؛ لعل وعسى يخرج الفريق من دوامة الخسائر؟

على النقيض يهاجم عشاق النصر اتحاد القدم باستمرار؛ فما بين وجود نظرية المؤامرة تحكيميًّا، وترصُّد تقنية الفيديو VAR ، وإطلاق الاتهام بتعمد تجاهل الاحتجاج الأخير ضد مشاركة لاعب مواليد الوحدة (علي النمر).. فقد تعايش البعض مع هذا الرأي بوجود خطة مُحكمة لإقصاء الفريق عن المنافسة لصالح الغريم التقليدي (الهلال). ولجمهور الأهلي والشباب والاتفاق والهلال أيضًا مطالب أخرى، لا تتجاوز القضايا ذاتها (التحكيم، قرارات الانضباط، جدولة المباريات وغيرها من القضايا).. فلن يمدح السوق إلا من ربح فيه كما يُقال.. ولكن ما إن يقع الضرر حتى ترتفع الأصوات بوجود نظرية المؤامرة.

هجمة.. مرتدة!!

الحقيقة المؤكدة أن هناك حاجة ماسة للوعي الإعلامي رياضيًّا، وتثقيف المتابعين لثقافة تقبُّل الرأي والرأي الآخر، والخروج عن فكرة سوء الظن التي باتت مسيطرة على عقول الغالبية بشكل كبير.. نعلم يقينًا أن الجميع يبحث عن إجابة للكثير من التساؤلات والقرارات الغامضة التي أحدثت الكثير من اللغط الجماهيري، وباتت الإجابات وكأنها أحاجي وألغاز محيرة، يعجز الكثير عن تفسيرها بشكل منطقي.. ويبقى السؤال: "ما الذي يحدث؟ ولِمَ كل هذا اللغط؟ وهل نحتاج لتدخُّل المسؤولين دائمًا وأبدًا؟.. ولماذا نعجز عن حل قضايانا والوصول لتفسيرات ومبررات مقنعة دون تدخُّل من أحد؟ وهل لوائح اتحاد القدم والمسابقات والاحتراف والانضباط والتحكيم والمنشطات وغيرها فيها من الكمال ما يمنع من حدوث هذا اللغط؟ أم أننا نحتاج لتعديل وتطوير جذري لهذه اللوائح؟ أم أن ثقافة التشكيك باتت جزءًا من ثقافتنا في الحوار، وبات لزامًا علينا في كل مرة: (أن نبلِّغ الشيخ بالسالفة)!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org