حظر التجوُّل وجماح المراهقين..!!

حظر التجوُّل وجماح المراهقين..!!

ننعم في هذه البلاد الكريمة بهبات عظيمة، لا يعلم مداها إلا الله سبحانه تعالى. أجيال عديدة، ومَن هم من جيلنا تحديدًا، لم يتعرضوا سابقًا لظروف حظر التجوُّل إلا مَن كانت إقامته خارج هذا الوطن الطاهر..

نعمة الاستقرار والأمان لا تضاهيها هبة أبدًا؛ إذ إن "مَن أصبح آمنًا في سربه، معافَى في بدنه، يجدُ قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". (حديث صحيح).

لكن - بلا شك - يتفاوت مستوى الوعي النوعي، الشخصي والمجتمعي؛ فالإدراك والإحساس مرادفات عميقة لمفهوم الوعي؛ إذ يعد الوعي الشخصي والمجتمعي إحدى أهم ركائز الأمن الصحي والاقتصادي والسياسي وغيرها؛ فالوعي سلوك مكتسب، من أبعاده الاستجابة للمتغيرات الطارئة على الحياة الخاصة والعامة.

البعض –للأسف- لم يتربَّ على الالتزام بالأنظمة بصورة عامة؛ لذا أصبحنا نعاني من كبح جماح المراهقين، حتى البالغين، بعضهم بلغ الثلاثين وما زال يعتبر نفسه غير مكلف! بما أنه تعوَّد على السهر خارج البيت مع "الشلة"، والتجوُّل في الشوارع دون فائدة حقيقية.

أما جلسات الاستراحات فهي جائحة بذاتها؛ دخلت على مجتمعنا بالضرر الأسري البالغ؛ فقد تحوَّل معظمها لسكن بديل لأفراد الأسرة عن بيت العائلة.

الظروف الراهنة تتطلب انضباطًا شخصيًّا نابعًا من إدراك المسؤولية في حماية الأرواح -بإذن الله-؛ فضعف التزام بعض الأفراد بتعليمات الجهات المختصة بتجنب المخالطة في الأماكن العامة والمساكن صعَّد من آثار الإصابة بالفيروسات، كما مدَّ في عمر الحجر الصحي ونظام حظر التجوُّل؛ وهو ما قد يرجئ عودة الحياة لطبيعتها لأشهر طوال.

هناك مقاطع على "السوشيال ميديا" تُنبئ عن مستوى وعي كارثي لدى فئة قليلة، بعضها يصدر من باب العناد والتملل من الجلوس في البيت، وأخرى بدافع السعي لكسب لقمة العيش.

ساعتان للتجوال بقصد التبضع تنسفان جهود الدولة الوقائية والعلاجية في أشهر.

ثقافة التقارب الجسدي ظاهرة غير جيدة، وخصوصًا في أوضاع حساسة صحيًّا كهذه؛ لذلك أتمنى أن تدرس الحكومة زيادة العقوبات ضد المخالفين ما دامت تصب في مصلحة البلاد والعباد.

مبارك عليكم الشهر. وكل عام وأنتم بخير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org