"الإرهاب الإيراني" .. تطابقٌ في وجهات نظر المملكة وأمريكا تبرزه زيارة ولي العهد لواشنطن

تأكيداً على أهمية التصدّي لخطر طهران في المنطقة
"الإرهاب الإيراني" .. تطابقٌ في وجهات نظر المملكة وأمريكا تبرزه زيارة ولي العهد لواشنطن

من المنتظر أن يحتل الملف الإيراني موقعاً بارزاً على مائدة مباحثات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ أثناء الزيارة المرتقبة لولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية، والمقررة مطلع الأسبوع المقبل.

تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان؛ بعد عامٍ من الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي ترامب؛ للرياض أبريل الماضي، وهو الرجل الذي أخذ على عاتقه تحسين العلاقات السعودية - الأمريكية، بعد أن شابها الفتور في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

تطابق وجهتَي النظر

تتطابق وجهتا النظر السعودية والأمريكية بشكلٍ كامل تقريباً حول ما يشكله النظام الإيراني في الشرق الأوسط والعالم من أخطار، وتشاطر إدارة ترامب السعودية وجهة نظرها بأن إيران تزعزع استقرار المنطقة عبر عدد من الوكلاء في دول منها لبنان وسوريا واليمن، وكثيراً ما حذّر "ترامب"؛ من خطر التمدُّد الإيراني، وضرورة التصدّي له، وهو ما تحذّر منه المملكة منذ سنوات طويلة.

ويقع على عاتق المملكة والولايات المتحدة الكثير للتصدّي للمشروع الإيراني لتفتيت المنطقة، وأجندتها التخريبية، وذلك بصفة المملكة إحدى القوى الإقليمية المؤثرة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة بصفتها أكبر قوة عالمية على الساحة، وهو ما يدركه جيداً سمو ولي العهد، ويتضح من توقيت الزيارة المهم في ظل رغبة الإدارة الأمريكية في الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة أوباما مع إيران في 2015م؛ لعدم التزامها ببنوده.

وعزّزت إقالة وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون"؛ فرص واشنطن في الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بحسب مراقبين سياسيين، ومنحت الإدارة الأمريكية 120 يوماً مهلة للقوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق لتعديل بنوده، وتشديدها، وحذّر "ترامب" أوروبا من عقد صفقات بيع للتكنولوجيا مع طهران، إذ إنه اعتبر أن المضي قدماً في هذا النهج يجعل من الصعب على أوروبا فعل شيء مع نظام الملالي فيما بعد.

الإرهاب الإيراني

والإرهاب الإيراني لا يتوقف عند حد التهديد بامتلاك قنبلة نووية قد تغيّر موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وتهدّد جيرانها بشكل صريح، ما قد ينتج عنه سباق تسليح نووي حامي الوطيس في المنطقة، وهو ما يشكّل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، ولكن تدعم طهران أيضاً عدداً من التنظيمات الإرهابية كـ "حزب الله" في لبنان، والميليشيا الحوثية في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، وكلها تنظيمات غير شرعية اختطفت هذه الدول، وتسعى إلى خرابها، وإحداث الفتنة الطائفية بين أبنائها، وتهديد جيرانهم.

والولايات المتحدة بدورها تدرك هذا الإرهاب الإيراني، وتقدّر موقف المملكة منه، ولم يترك الرئيس "ترامب" فرصة إلا وأشاد بالقيادة والسياسة السعودية في تصدّيها للمشروع الإيراني الطائفي، وسبق أن دعا الرئيس الأمريكي، في خطاب ألقاه في القمة العربية - الإسلامية - الأمريكية في الرياض، كل الدول إلى العمل معاً من أجل عزل إيران؛ لإذكائها النزاعات الطائفية والإرهاب، وتمويلها وتدريبها الإرهابيين والميليشيات المتطرفة الطائفية.

موقف واضح وصريح

بدوره، كان الموقف السعودي واضحاً وصريحاً من إيران منذ الوهلة الأولى، وبلوّره حديث ولي العهد المقتطف من مقابلة أجراها مع محطة CBSNالأمريكية؛ إذ شبّه المرشد الأعلى خامنئي؛ بالزعيم النازي أدولف هتلر؛ وقال: "آية الله خامنئي هو هتلر الجديد في الشرق الأوسط؛ لأنه يريد التمدُّد في المنطقة ونشر مشروعه وأفكاره على العالم، كما فعل هتلر بالضبط، والكثير من الدول الأوروبية لم تتنبّه لما سيفعله هتلر حتى فعل ما فعله في العالم، وأنا لا أريد أن يحدث هذا الأمر في الشرق الأوسط"، وهو موقفٌ واضحٌ بأن المملكة لن تترك إيران تتمدّد، وتفعل ما سبق وفعلته ألمانيا النازية من خرابٍ ودمارٍ، وزهق أرواح بالملايين في أوروبا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org