الإمَّعة والقدح من رؤوس الآخرين..!

الإمَّعة والقدح من رؤوس الآخرين..!

ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان أُفقك ضيقًا؟ وكما يُقال: إلى حتفي مشت قدمي! فيوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة".

المشكلة تكمن في رؤوس الإمَّعات، الذين حباهم الله موقعًا اجتماعيًّا، لكنهم لا يقدحون من رؤوسهم، وشورهم في رأس غيرهم. وقيل: "فلان لا يقدح من رأسه".

مثل هؤلاء قد يقعون في ظلم الناس، ويضع نفسه في موضع المستبد العاجز، الذي لا حول له ولا قوة، إلا بأعوانه أعداء العدل.

قال الشاعر:
"ومن يطع الواشين لم يتركوا له ** صديقًا وإن كان الحبيب المقرب".

ما أكثر ما غرس التحريش من بذور للشر! قال أبو الخطاب: "ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس". فالنمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة.

التحريش فيه نوع من الخداع. قال أهل اللغة: "ولا يكون استعماله إلا في الشر"؛ فتبدلت المحبة إلى بغضاء، والصفو لكدر.. فهذا ناشر البغضاء ومفرِّق الأحبة.

لا التماس للعذر لمثل هؤلاء؛ فموقعهم وما هم فيه من ضغوطات يجعلهم يهربون إلى الأمام. قال ويلم شكسبير: "قد يحارب الجبان إذا لم يستطع الفرار. فعندما يدخل الثأر من الباب تخرج العدالة من المدخنة".

الإسلام دين الوسطية والعدل؛ فهو يعدل في كل أمور الحياة. وقد حذرنا الرسول الكريم؛ إذ يقول: "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم". فإذكاء المشاحنات المفتعلة المبنية على أسس وهمية يؤدي إلى تفرقة المجتمع وتقسيمه؛ فهي تفرّق ولا تجمع، وتهدم ولا تبني، وهذا من أخطر أنواع التحريش.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org