لماذا يقود السيناتور "غراهام" حملة تحريض ضد المملكة؟.. علاقته بهذه الدولة يفسر كل شيء

بعد تحول مفاجئ في موقفه تجاه السعودية
لماذا يقود السيناتور "غراهام" حملة تحريض ضد المملكة؟.. علاقته بهذه الدولة يفسر كل شيء

على الرغم من قطع المملكة شوطاً كبيراً في سعيها لإغلاق ملف قضية المواطن جمال خاشقجي - رحمه الله –؛ بإعلان النيابة العامة نتائج التحقيق مع المتهمين بقتله، وتقديمها الجناة للعدالة قبل شهر تقريباً، إلا أنه لا يزال البعض يحاول سكب الزيت على النار، في محاولة للظفر ببعض المكاسب السياسية، خاصة في الدوائر السياسية الأمريكية، ومن بين هؤلاء السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يشغل منصب عضو مجلس الشيوخ رفيع المستوى عن ولاية ساوث كارولينا منذ عام 2005.

والمتابع لـ"غراهام" في الفترة الأخيرة سيجد أنه يقود حملة تحريض شعواء ضد المملكة في الكونجرس الأمريكي؛ سعياً خلف توقيع عقوبات أمريكية، أو إجبار الإدارة الأمريكية على اتخاذ موقف أكثر تشدداً مع حليفها الوثيق، غير عابئ بالضرر الذي قد يحدثه بالعلاقات القوية التي تربط البلدين منذ اللقاء التاريخي الذي جمع المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي "كوينسي" في البحيرات المرة بقناة السويس في مصر عام 1945م.

الغريب في الأمر هو التحول المفاجئ في قناعات "غراهام"، وموقفه الذي تغير 180 درجة تجاه المملكة، فالرجل عُرف بعلاقته الجيدة بالسعودية، وإطرائه لها في مناسبات عديدة، وموقفه الإيجابي من حرب استعادة الشرعية في اليمن، ودعمه لها لتقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وفي عام 2016 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (حفظه الله)، في مكتبه بقصر اليمامة، وفداً من الكونجرس الأمريكي برئاسة "غراهام"، وفي إطار تلك الزيارة التقى السيناتور الأمريكي أيضاً الأمير محمد بن سلمان الذي كان يشغل وقتها منصب ولي ولي العهد.

علاقته بقطر

لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فعلاقة "غراهام" المميزة بقطر تفسر كل شيء تقريباً، والتي تبلورت بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، لولاية ساوث كارولينا في فبراير 2018؛ لبحث فرص الاستثمار في الولاية، وإنعاش اقتصادها الذي لا يدخل ضمن قائمة أهم اقتصادات الولايات الأمريكية، وتوقيع مذكرة تفاهم تقوم بموجبه الدوحة ومدينة تشارلستون (ثاني أكبر مدن ولاية ساوث كارولينا) بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية.

وشملت الزيارة مقابلة جمعت رئيس جهاز قطر بالسيناتور بصفته عضو كونجرس رفيع المستوى عن الولاية، وأحد أهم الساسة على الساحة الأمريكية؛ للحديث عن الاستثمار في العقارات والبنية التحتية والقطاعات الأخرى، بحسب ما ذكرته الصحف ووسائل الإعلام، ثم توطدت العلاقة بالدوحة أكثر فأكثر بعد زيارة "غراهام" للسفارة القطرية بواشنطن ولقائه وزير الدفاع القطري في مطلع أغسطس الماضي؛ للحديث حول العلاقات العسكرية بين البلدين، بحسب التصريحات الرسمية، ومن بعدها تغيرت لهجة "غراهام" تجاه المملكة، وأصبحت أكثر حدة، وأصبح الرجل أحد أشد المعارضين والمحرضين ضد المملكة، ويتزعم مجموعة تحاول تعكير صفو العلاقات السعودية الأمريكية الاستراتيجية.

كراهيته لترامب

قد يكون هناك سبب آخر لحدة لهجة "غراهام" الذي يُعرف بمناصرته لإسرائيل علانية، ويعزف عن الزواج برغم تقدمه في العمر، وهو عداؤه للرئيس ترامب، واتخاذه موقفاً مسبقاً غير ودود منه، وذلك بعد فوز "ترامب" بترشيح الحزب الجمهوري للتقدم للرئاسة، وهو ما فشل فيه "غراهام" الذي انسحب من السباق مبكراً، فقال موجهاً انتقاداً لاذعاً للرئيس الحالي: "لن تقنعني أبداً بأن دونالد ترامب هو الحل للمشكلة التي نعانيها مع اللاتينيين، سوف يمزق الحزب، سوف يقسم المحافظين، وسوف نخسر أمام هيلاري كلينتون، وتكون هناك ولاية ثالثة لباراك أوباما".

ثم قال للصحفيين قُبيل أن يحوز ترامب على ثقة الحزب الجمهوري "إذا رشحتم ترامب وكروز، أعتقد أنكم سوف تحصلون على نفس النتيجة،" مضيفاً "لا يهم حقاً سواء كان الموت بإطلاق الرصاص أو التسمم. أنا لا أعتقد أن النتيجة ستكون مختلفة بشكل كبير".

وفي يوم فوز ترامب في ولاية إنديانا وحصوله فعلياً على ترشيح الحزب الجمهوري، كتب على "تويتر": "إذا رشحنا ترامب، سوف نهلك... وسوف نستحق ذلك".

بالتالي فإن الموقف المعتدل الذي اتخذه الرئيس الأمريكي الحالي من حادثة "خاشقجي"، ورفضه لمحاولات تسييس القضية، وعمله على المحافظة على العلاقات السعودية الأمريكية لم يعجب سيناتور "ساوث كارولينا". ذلك الموقف العدائي لـ"غراهام" استدعى رداً من الإعلامي الأمريكي جوردان ساشتيل، الذي وجه نقداً لاذعاً للسيناتور، قائلاً: "أنت وهيلاري كلينتون وأوباما حولتم ليبيا إلى جنّة لداعش والقاعدة، وصفقتم لتنظيم الإخوان وهو يدمر مصر، والآن تحاولون فعل ذات الشيء مع المملكة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org