المُزارع والنَّحال والدور المفقود!

المُزارع والنَّحال والدور المفقود!

يقول المختصون: إن العلاقة بين النحل والنباتات علاقة بقاء، وإذا انفك الارتباط بينهما انتهت حياة الاثنتين معًا، بل حياة غيرهما من الكائنات! ويؤكد ذلك الأبحاث التي ذكرت أن ٧٥ ٪‏‏ من المحاصيل الزراعية و٩٠ ٪‏ من الأزهار البرية في عالمنا تعتمد على الملقحات، وأشهرها النحل بأنواعه التي تُقدر بالآلاف! كما أن النحل يعتمد على الأزهار، سواء كانت برية أو في المَزارع!

بيئتنا السعودية صحراوية في مجملها؛ لذا فإن النَّحال السعودي يعاني بين فترة وأخرى من أوقات جفاف، تنعدم فيها الأزهار البرية التي توفر اللقاح والرحيق لنحله؛ فلا يكون أمامه إلا أحد خيارين، إما التغذية المكلفة وما يترتب عليها من تأثير سلبي على النحل، أو النزول بالقرب من المزارع التي يجد فيها ضالته، لكن من العقبات الكبرى التي قد تجعل من المزارع خيارًا سيئًا، بل كارثيًّا، هو استعمال المزارعين المبيدات الحشرية التي تقضي على الحشرات الضارة والنافعة دون تمييز!

كم تألمت وأنا أتابع مقطع فيديو لأحد النحالين الذين نزلوا بالقرب من إحدى مزارع البرسيم وهو يترحم على خلاياه التي تتجاوز الـ٨٠٠ بسبب رش المزرعة بمبيد حشري دون إشعاره؛ ما أدى إلى إبادتها بالكامل!

وزارة البيئة والمياه والزراعة التي أعلنت مؤخرًا مشروعًا لتنظيم الزراعة والري، وآخر لترقيم الإبل، هي وحدها القادرة على سَنّ الأنظمة الكفيلة بتحقيق الانسجام التام بين النَّحال والمُزارع كتحديد أوقات الرش بالمبيدات، ووجوب تنبيه النحالين المجاورين.. وبهذه الأنظمة نحافظ على النحل البلدي السعودي، ونضاعف الجدوى من الزراعة.. فهل ستقوم الوزارة بهذا الدور؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org