لن تستمر حياتنا "أونلاين" إلى نهاية الجائحة.. هذه ضرورات عودة الدراسة الحضورية للصغار

ينسجم القرار مع استمرار الحضور لجميع المراحل الدراسية في معظم دول العالم
لن تستمر حياتنا "أونلاين" إلى نهاية الجائحة.. هذه ضرورات عودة الدراسة الحضورية للصغار

نحو أسبوع يفصلنا عن استئناف الدراسة الحضورية لطلاب وطالبات المرحلتَيْن الابتدائية ورياض الأطفال، وذلك لأول مرة منذ 9 مارس 2020؛ لتعود الحياة مرة أخرى إلى المدارس، ويعود الطلبة الصغار إلى حياتهم الدراسية والاجتماعية الطبيعية أسوة بأقرانهم في الصفوف الأعلى.

وينسجم قرار عودة الدراسة الحضورية مع استمرار التعليم الحضوري لجميع المراحل الدراسية في معظم دول العالم؛ إذ تستمر الدراسة في كل المراحل الدراسية وفقًا لقواعد وبروتوكولات وقائية.

هل هناك ضرورة لعودة الدراسة الحضورية للصغار؟
قد يتبادر لدى أذهان بعض أولياء الأمور السؤال حول ضرورة عودة أطفالهم للدراسة الحضورية في ظل الجائحة، وتحورات الفيروس المستمرة.. بداية، فإنه من الضروري لكل أفراد المجتمع بكباره وصغاره التكيُّف مع المتغيرات والتحديات التي فرضتها الجائحة على الجميع، ولاسيما مع ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا المستجد، منها متحور أوميكرون سريع الانتشار؛ وهو ما يشي باستمرارية الجائحة لفترات أطول من المتوقع، ويعني كذلك ضرورة التكيف مع ذلك الوضع وتقبُّله؛ إذ لا يمكن الاستمرار في التعليم عن بُعد إلى نهاية الجائحة التي لا يعلم إلا الله متى تنتهي.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال مدى حاجة هؤلاء الصغار إلى الاختلاط بأقرانهم من جديد؛ فقد يترك تعطيل الدراسة الحضورية تأثيرات شديدة على قدرة الأطفال على التعلم، كما قد يؤدي إلى شعور الأطفال بالتوتر والقلق من جراء خسارة التفاعل مع أقرانهم، وتعطيل الروتين اليومي، وذلك بحسب تقرير لمنظمة اليونيسيف حول استجابة المنظمة التي تُعنى بالطفولة لـ"كوفيد-19".

وما يدعو للاطمئنان أن وزارة التعليم أكدت متابعة سير العملية التعليمية للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال وفق النماذج التشغيلية، والالتزام بتطبيق البروتوكولات والإجراءات الصحية المعتمدة من هيئة الصحة العامة "وقاية"، كما أعلنت استعدادها لتأمين الاحتياجات والتجهيزات لاستقبال الطلاب والطالبات، وذلك من خلال توفير المعقمات، والكمامات، وإرشادات تطبيق الإجراءات الاحترازية، إلى جانب دور المعلمين والمعلمات وإدارة المدرسة في التهيئة النفسية للطلبة.

شوط مهم
وفي سياق الحديث عن عودة الدراسة الحضورية للصفوف الابتدائية ورياض الأطفال فإنه من المهم الإشارة إلى أن السعودية قطعت شوطًا مهمًّا في التغلب على الجائحة، وما فرضته من تحديات، وذلك بعد أن وصل عدد الجرعات المعطاة من لقاحات كورونا لنحو 53 مليون جرعة، ووصول المجتمع إلى نسبة تحصين جيدة.

كما انتهت السعودية منذ أيام قليلة من المرحلة الأولى من تطعيم الأطفال (من 5 إلى 11 عامًا) بلقاحات كورونا المأمونة، وهي المرحلة التي خُصصت للفئات الأعلى خطورة منهم، فيما بدأت المرحلة الثانية حسب الأولوية العمرية، وفي خلال أيام قليلة تبدأ مرحلة إتاحتها لجميع الأطفال من هذه الفئة العمرية.

ويمكن الإشارة هنا أيضًا إلى ما أظهره مؤشر "our world in data" العالمي بأن معدلات الإصابة بفيروس "كورونا" التي سجلتها المملكة العربية السعودية منخفضة مقارنة بالمعدلات التي تشهدها العديد من الدول في هذه الموجة من انتشار الفيروس، خاصة بالمتحور (أوميكرون) حول العالم؛ إذ تبيَّن نجاح السعودية وريادتها، وذلك بحسب ما أصدره من بيانات وإحصائيات للإصابات بفيروس كورونا المستجد والتحصين والتطعيم ضده حول العالم لشهر (يناير) الجاري.

كل تلك المؤشرات تجعل من عودة الصغار إلى مدارسهم، وحياتهم الطبيعية، أمرًا لا يدعو إلى القلق والخوف، بل هو أمر صحي لسلامتهم النفسية والعقلية بعد طول انقطاع عن الدراسة، وعن الاختلاط بزملائهم وأقرانهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org