لماذا اجتاحت السيول مخطط الراشدية 2 بمكة؟ تعرّف على الإجابة

دراسة أعدّها معهد خادم الحرمين بعد أمطار الشهر الماضي
لماذا اجتاحت السيول مخطط الراشدية 2 بمكة؟ تعرّف على الإجابة

أظهرت دراسة حديثة أعدّها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، بعد الأمطار والسيول الجارفة التي شهدها مخطط الراشدية 2 بمكة المكرمة الشهر الماضي، أن المخطط يفتقر لوجود وسائل الحماية من مخاطر السيول للمنشآت والمجمعات السكنية التي تقع أسفل الشعاب والروافد الصغيرة بالمنطقة، والتي تتجمع فيها مياه الأمطار المتساقطة من أعالي الجبال المحيطة بالمخطط.

وكشفت الزيارة الميدانية للموقع عدم وجود أية وسائل حماية للمنطقة من مخاطر السيول "سيول الحضر"، والمتكونة نتيجة تجمع مياه الأمطار الناتج عن عمليات سفلتة الطرق، والتي تقلل بشكل كبير من امتصاص التربة لمياه الأمطار، وبالتالي زيادة معدلات الجريان السطحي لها.

واعتبر المعهد أن سد وادي البجيدي صُمم بحيث يصل أقصى ارتفاع للمياه خلف السد إلى نحو أربعة إلى خمسة أمتار، قبل أن تبدأ فتحات التصريف الجانبية للسد في تصريف المياه باتجاه المجمعات السكنية بأسفله، إذ إن النمط العمراني للمنطقة لم يكن مخططاً ليأخذ في اعتباره تلافي المخاطر الناتجة عن المسارات الطبيعية للشعاب والأودية الصغيرة التي تقع حول أو تمرّ بداخل حدود المخطط، وهو ما جعل تجمع المياه في تلك الشعاب تؤدي إلى العديد من المشاكل بالمنشآت السكنية.

كما أظهرت الأعمال الميدانية بالمنطقة أيضاً أن العديد من منشآت البنية التحتية تقع داخل المسارات الطبيعية للأودية الصغيرة التي تصب في المسار الرئيسي لوادي البجيدي.

إلى هذا رصد المعهد، خلال الدارسة التي اطلعت عليها "سبق"، العديد من محولات الكهرباء وأعمدة الإنارة داخل المخطط تقع في وسط المجاري الرئيسة للسيول، والتي أدت سيول يوم الجمعة الموافق 17 من شهر صفر الماضي، إلى جرف بعض منها، مهدداً حياة الأفراد الموجودين بالقرب منها لمخاطر الموت صعقاً بالكهرباء.

وطالب المعهد الجهات المختصة بعمل الدراسات اللازمة لأخذ التدابير نحو نقل المحولات والأعمدة ووضعها في مناطق آمنة بعيدة عن المسارات الرئيسية للسيول بتلك المناطق، ووضع سبل الحماية اللازمة من مخاطر السيول المستقبلية.

وكان مخطط الراشدية 2 شرقي مكة المكرمة، قد شهد سيولاً جارفة لم يكن لها سابق على حد وصف المواطنين، حيث اجتاحت العديد من ممتلكات سكان الحي؛ إثر الأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة في تاريخ 17 صفر الماضي من العام الجاري، مما كشف عن البنية التحتية المعدومة، والتي تمثل الهاجس المؤرق للأهالي، في سبيل الحفاظ على الأرواح والممتلكات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org