"حادي بادي سيدي محمد البغدادي".. قصص ألعاب الماضي كما يرويها "أبو الجدائل"

يقول عن "المداقشة": لعبة بين اثنين يحمل كل منهما بيضة ويحاول كلاهما كسر بيضة الآخر
"حادي بادي سيدي محمد البغدادي".. قصص ألعاب الماضي كما يرويها "أبو الجدائل"

ألعاب وأهازيج كان يمارسها أطفال وشباب جدة في القرن الماضي يعتمد معظمها على الحركات والممارسات الرياضية لكنها اختفت واستُبدلت كما يروي الباحث والمهتم بتاريخ جدة خالد بن صلاح أبو الجدائل، بألعاب تقنية وإلكترونية وغيرها مما هو موجود الآن؛ مشيرًا إلى أن مع كل زمان طقوس للطفولة وألعابها وأهازيجها الخاصة بها.

وأضاف: "في الماضي كانت تجتمع كل فئة من فئات الطفولة والمراهقة مع أقرانها في وقت العصر والإجازات والمناسبات ومن ضمنها الأعياد وفي ليالي رمضان، لتمضي وقتًا للعب والتسلية وخصوصًا في زمن يفتقر فيه الطفل والمراهق إلى ما يمتلكه جيل اليوم، كما لا يتوفر لهم أي وسيلة اتصال مرئي أو كانت لا تزال محدودة الاستخدام".

وقال: "لو قمنا بإجراء مقارنة بين ألعاب طفولة مَن تعدى الستين من العمر اليوم؛ لوجدنا أنها تختلف تمامًا عن ألعاب طفولة الجيل الذي يليه؛ بل وعن جيل اليوم بالذات الذي تعددت واختلفت ألعابهم وخصوصًا الإلكترونية منها".

وبين "أبو الجدائل" أن هناك ألعابًا عديدة أغلبها تؤدى بصورة عدد زوجي أو جماعي من أشهرها قديمًا "الكبوش"، وهي عظام مفصل الأغنام تنظف وتستخدم في هذه اللعبة؛ حيث يتم وضع مجموعة منها يملكها أكثر من متبارٍ في خط مستقيم بجوار بعضها البعض داخل دائرة ترسم في موقع اللعب ويقف المتبارون على مسافة تزيد على المترين، ويبدأ أحدهم بضرب الكبوش التي تعود لمتباري آخر بكبش آخر ذا حجم أكبر يحمله في يده؛ فإذا تَمَكّن من إخراج أحد هذه الكبوش من داخل الدائرة فقد فاز به، ويستمر في اللعب، أما إذا لم يتمكن من إخراج أحد الكبوش يتنحى ويأتي متبارٍ آخر.

وتابع: "لعبة أخرى (يا العشرة) وهي عبارة عن كرة يضربها أحد اللاعبين في جدار بيت مثلًا ويقول (يا العشرة)، فيردد أقرانه من خلفه (رمشي على رمشه) فيقول مرة أخرى (يا العشرة) فيرددون من خلفه (خلي الحجر يمشي) وهكذا".

وأردف: "الكبت.. وهي لعبة جماعية تتكون من فريقين، لكل فريق جانب من الملعب يفصلهما خط. يقف أفراد الفريق في نصف الملعب الذي خُصص له، ويحاول أحد أفراد الفريق الأول أن يدخل نصف ملعب الفريق الآخر ويلمس أحد اللاعبين ويهرب حتى لا يمسكه؛ فإذا تمكن من إمساكه خرج ذلك اللاعب من اللعبة، ويستمر اللعب سجالًا بين الفريقين".

وزاد في سرد الألعاب وقال: "القال.. وكانت منتشرة في جدة، يلعبها المراهقون قبل زمن انتشار لعبة كرة القدم بعقود طويلة، ويستخدم اللاعبون نوع من العصي يقال له عصا الكولاي، وينقسم فئة المراهقون فيه إلى فريقين متساويي العدد، يلعب الفريقان بكرة صغيرة الحجم يقومون بصنعها من الجلد أو أي مادة أخرى، وهذه اللعبة قد تكون قريبة من لعبة الهوكي".

واستطرد: "لعبة أخرى كان يمارسها أبناء جدة القديمة هي (حادي بادي سيدي محمد البغدادي شالوا وحطه كله في هاذي)، وهو نوع من ألعاب التخمين في كف أي يد مقفلة وضع خاتم أو بعض النقود، وأخرى (يا أبونا جانا الديب يا بزورتي لا تخافوا)؛ حيث يقف أكبر الأطفال باعتباره الأب في المقدمة ويليه مَن يصغره سنًّا باعتبارهم الأبناء، ويرددون خلفه (يا أبونا جانا الديب) فيقول لهم (يا بزورتي لا تخافوا)".

واستكمل "أبو الجدائل": "مملكة وقرش، وهي أن يختار أحد الطرفين اللذيْن يمارسان هذه اللعبة أحد أوجه العملة المعدنية، ويتم رمي العملة في الهواء، ثم يتم التقاطها وتغطيتها بكف اليد، ويتم تخمين على أي وجه من الوجهين أصبح وضع العملة".

وواصل: "هكذا تتوالى الألعاب القديمة؛ حيث هناك لعبة المراجيح والشباري والعيقلية واللوح أو المداد، وهي ألعاب تُنصب في أيام العيد في بعض المواقع في جدة التاريخية في محلة المظلوم ويُعرف الموقع بـ(كدوة عواد)، وفي محلة اليمن في برحة العيدروس، وفي محلة الشام، وهذه الألعاب خاصة بأيام العيد، قبل بناء المدن أو المراكز الترفيهية".

واختتم "أبو الجدائل" بلعبة المداقشة، وتكون بين اثنين يحمل كل طرف بيضة في يده ويحاول أحد الأطراف أن يكسر بيضة الآخر، ومن يتمكن من كسر بيضة الطرف الآخر يكون هو الفائز، وهناك ألعاب أخرى وغيرها من ألعاب وأهازيج الطفولة الجميلة في الماضي الجميل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org