"الحبيب" للشباب: تطوعوا بالمؤسسات الموثوقة بعيداً عن التوجهات السياسية

حذر من الحماس الذي يتجاوز الأنظمة.. وأكد أن سعادة الفرد تكمن ضمن أسس وأطر ممنهجة
"الحبيب" للشباب: تطوعوا بالمؤسسات الموثوقة بعيداً عن التوجهات السياسية

استعرض البروفيسور طارق الحبيب في معرض سلسلته الرمضانية اليومية "التطوع" بعض المحظورات التي يتعين على الشباب الانتباه منها قبل انخراطهم في أي عمل تطوعي.

وبدأ البروفيسور "الحبيب" متسائلاً: أين تنصح نفسك وتنصح غيرك في التطوع؟ هل في مؤسسات داخل وطنك أم خارجه؟! هل في مؤسسات اجتماعية أم خيرية أم دينية؟!

ثم أجاب: كلما كانت المؤسسة قريبة من مجتمعك وبالضرورة أن تكون مصرحة، فبعض المراهقين يقول إن الدول تضيّق على الأعمال الخيرية!! فأقول لهم: أبداً لم يكن كذلك؛ فالأعمال الخيرية التي تنفع الوطن والمواطن، الدول -مهما كانت سيئة في تقييمك- أيها المراهق، فهي تدعمها؛ لأنك تدعم ميزانياتها؛ لأنك تساعد فقراءها، وكل دول الدنيا تريد من يساعدها.

وأضاف: إن هذه افتراضات خاطئة في نفوس بعض المراهقين، أو ربما الشكاكين، أو الذين انشغلوا بالمؤامرة التي تُحاك علينا. نؤمن بأن هناك مؤامرات وليس مؤامرة، ولكن العمل التطوعي والخيري بعيد عن هذه الأمور إن قدمته لوطنك ومجتمعك.

وواصل: في كل مجتمع وفي كل وطن مؤسسات خيرية مضمونة اعمل تابعاً لها، لربما تقول أخاف على المال الذي أعطيه.. اعمل بجهدك وليس بمالك؛ حتى لا تعيد تلك المخاوف، فهناك من الأعمال التطوعية تحتاج الشباب أن يوزعوا أموالاً أو بطانيات أو غيرها على الفقراء في الشتاء، فيريدون من يساعد بالإيصال، ويضمنون أمانته وخلقه في الإيصال!! يريدون من يردّ على الهاتف لتلبية طلبات الناس وتساؤلاتهم!! هذه كلها أعمال خيرية، حتى ولو لم تكن في مجتمع مسلم، فالخير لا وطن ولا دين له، إذاً الإنسان يسعى ليعمل بكل جهده في كل مؤسسة، شرط ألا تكون تلك المؤسسة متحزبة لبعد سياسي تريد أن تخدم أغراضاً سياسية محددة، أو تخدم أهدافاً غير مُرضية داخل المجتمع أو خارجه.

وعاد "الحبيب" ليتساءل: كيف أحذر من التورط مع مثل هذه الأعمال التي لها تحيزات وتحزبات خاصة؟! مجيباً: يكون ذلك بأن تستشير من هم أكبر منك.. استشر أشخاصاً متعددين، من جهات مختلفة حتى يتجلى لك الأمر.

وتابع يقول: أيها الشاب وأيتها الشابة عندك من الحماس الكثير، ولكن التزامك بالأنظمة أهم من ذلك الحماس، فكم من حماس جرّ إلى مشكلات كبيرة لربما أضرت بتلك المؤسسة الخيرية الطيبة، سبب ذلك الضرر هو ذلك الحماس غير المسؤول، ذلك الحماس الانفعالي الذي يجعل شعور المراهق بتفرده جريئاً في اجتهادات غير محمودة العواقب.

وأضاف: في الوقت الراهن تم تنظيم الدول وأصبح هناك استراتيجيات معينة للعمل الخيري، لماذا؟ لأنها قد استُغلت في وقت من الزمن من جهات مختلفة متطرفة في بعدها الديني أو الاجتماعي أو مضادة لبعض الأوطان، فكان لزاماً أن تُوضع استراتيجية حتى تحقق النجاح على أرض الواقع ويحقق العمل الخيري مراده.

وختم بقوله: يريد أن يحيا الإنسان عزيزا ًكريماً أبيَّا وسعيداً، وراضياً في الوقت نفسه، وذلك لا يتحقق إلا إذا استطاع الإنسان أن يسير ضمن أسس وأطر ممنهجة، يجتمع فيها الحس الديني والوطني وتقاليد المجتمع المميزة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org