استحواذ "أرامكو" على جزء من "سابك" ينعش الاقتصاد الوطني

تصبح الرائدة في قطاع البتروكيماويات
استحواذ "أرامكو" على جزء من "سابك" ينعش الاقتصاد الوطني

تواصل شركة أرامكو السعودية تنفيذ استراتيجية التوسع والنمو بنجاح كبير، يحقق تطلعات الشركة وطموحاتها بأن تصبح أكبر شركة في العالم، ليس في مجال إنتاج الطاقة فحسب، وإنما في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والكيميائيات. ومن هنا جاءت مناقشات الشركة مع صندوق الاستثمارات العامة للاستحواذ على حصة استراتيجية في "سابك".

وتحمل صفقة الاستحواذ الكثير من الفوائد والمزايا للشركتين العملاقتين، اللتين لديهما الكثير من التطلعات والبرامج للنمو والتوسع المستقبلي. وينتظر أن تدعم الصفقة برامج شركة أرامكو ومخططاتها في أن تصبح الرائدة في قطاع البتروكيماويات.

وفي الوقت نفسه، ستكون هناك فوائد كثيرة، ستتمتع بها "سابك" من الصفقة المحتملة، فضلاً عن الإيجابيات التي ستنعكس على المشهد الاقتصادي للمملكة، وعلى رؤية 2030 الداعمة لقطاعي الطاقة والبتروكيماويات؛ باعتبارهما من أبرز القطاعات التي سيعتمد عليها اقتصاد البلاد.

برامج أرامكو السعودية

معروف عن أرامكو السعودية أنها تدرس كل خطوة تقدم عليها بعناية وتأنٍّ، وتضع في الاعتبار كل الاحتمالات والتحديات بجانب الفوائد والمزايا، وعندما تتأكد من مضمون الدراسة ونتائجها تعلن عما تنوي عليه، وهو ما يؤكد ـ مسبقًا ـ الجدوى من صفقة الاستحواذ على جزء من "سابك".

وتتمتع أرامكو السعودية بشهرة عالمية في مجال النفط والغاز نظرًا للمراكز العالمية التي تحتلها فيما يتعلق بالاحتياطيات والإنتاج والريادة في التكاليف والأرباح. وفي مجال الكيمياويات شرعت أرامكو السعودية في إقامة مشاريع عالمية. ومن بين الأمثلة على ذلك مؤخرًا مشروعا بترورابغ وصدارة (بوصفه أكبر مشروع للبتروكيميائيات في العالم).

وستسهم هذه الصفقة المحتملة في التناغم بين أعمال الشركتين، والإسراع بتحقيق خطط أرامكو السعودية الطموحة بزيادة طاقتها التكريرية والبتروكيميائية العالمية المتكاملة.

وسيعزز هذا الارتباط مع سابك استراتيجية أرامكو السعودية الخاصة بتحويل النفط الخام إلى كيميائيات، والارتقاء بتقنياتها في هذا المجال. وسيسهم توسع أرامكو السعودية في قطاع التكرير والكيميائيات في تخفيف أثر تقلبات أسعار النفط على عوائدها من التوسع في مصدر دخل غير قطاع المواصلات، ألا وهو قطاع البلاستيك.

يُضاف إلى ما سبق أن للصفقة تأثيرًا كبيرًا على تقييم أرامكو السعودية؛ ففي حال إتمامها ستؤدي إلى تعزيز الاتكال في الموارد البشرية المتنوعة، التي ستمكن الشركتين من تحقيق استراتيجيات النمو المستقبلية، مستفيدين من الانسجام بين قطاعات الأعمال التي تشمل التسويق والتقنية والبحوث والتطوير والخدمات المساندة.

ثمار تجنيها "سابك"

ستكون للصفقة أيضًا مزايا عدة لشركة سابك؛ فمعروف عن الشركة أنها تعد ثالث أو رابع أكبر شركة في مجال البتروكيميائيات في العالم، كما أنها تتمتع بشهرة عالمية بوصفها شركة رائدة في مجال تصنيع الكيميائيات المتنوعة، مثل المنتجات ذات الاستخدامات واسعة النطاق، كالمواد الكيميائية والسلع الأساسية وأنواع البلاستيك عالية الأداء، إلى جانب الأسمدة.

وتنتشر المجمعات التصنيعية العائدة لسابك في مختلف أنحاء السعودية، والشرق الأوسط، والأمريكتين، وأوروبا، وآسيا باسيفيك.

وتعمل سابك في أكثر من 50 دولة، ولديها مراكز ابتكارات في خمس مناطق جغرافية رئيسة (الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا، الشرق الأوسط، جنوب شرق آسيا وشمال شرق آسيا)؛ ولذلك تمتلك سابك نقاط قوة بارزة في قطاع الكيميائيات.

وفي الوقت الراهن توفر أرامكو السعودية لسابك داخل السعودية الوقود واللقيم، سواء أنواع اللقيم المشتقة من الغاز أو المنتجات المكررة، أو ما تحصل عليه من خلال إقامة مجمعات لتصنيع البتروكيميائيات بالقرب من مصافي أرامكو السعودية. من هنا يمكن تلخيص أبرز الفوائد التي ستحققها "سابك" من هذه الصفقة المحتملة: تعزيز الارتباط بين نقاط القوة التي تمتلكها سابك في مجال الكيميائيات وأرامكو السعودية في أعمال التنقيب والإنتاج وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق.

وستستفيد "سابك" كذلك من القدرة على دخول أسواق جديدة مستفيدة من وجود شركة أرامكو السعودية فيها، إضافة إلى التناغم بين أعمال التسويق والبحوث والتطوير والتقنية والخدمات المشتركة التي يوفرها مالك استراتيجي لسابك عوضًا عن مستثمر يبحث عن العائد المالي.

التكامل بين الشركتين

يتفق المحللون الاقتصاديون على أن لصفقة الاستحواذ آثارًا إيجابية كثيرة على المشهد الاقتصادي للمملكة، التي تسير على برامج وخطط رؤية 2030. ويتبنى صندوق الاستثمارات العامة تحقيق أعلى فائدة ممكنة من الصفقة المحتملة. ويهدف الصندوق إلى إيجاد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بالاستثمار في كيانات ناشئة، تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة، كما كانت "سابك" في بداياتها، التي أصبحت الآن كيانًا عالميًّا. وسيمكِّن نقل ملكية "سابك" من صندوق الاستثمارات العامة إلى أرامكو السعودية من تعزيز الاستراتيجيات والحوكمة، إضافة إلى تعزيز المحفظة الاستثمارية للصندوق. وسيكون للصفقة أثرها المحتمل على السعودية؛ إذ ستؤدي هذه الخطوة إلى زيادة تنويع الاقتصاد السعودي، كما سيكون لها فائدة اقتصادية ناتجة من زيادة التكامل بين عمليات شركتين بحجم سابك وأرامكو السعودية. وستساعد هذه الصفقة على نمو صناعات تحويلية جديدة، تسهم في زيادة الناتج المحلي، إلى جانب توفير الآلاف من الوظائف للشباب السعودي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org