المملكة عبر تاريخها.. توحِّد الصف وتحقن الدماء وترسم خارطة طريق للسلام

"سبق" ترصد عددًا من المبادرات السعودية الناجحة لنشر الأمن والأمان والاستقرار
المملكة عبر تاريخها.. توحِّد الصف وتحقن الدماء وترسم خارطة طريق للسلام

ترأست المملكة العربية السعودية على مدى تاريخها الطويل عددًا من المبادرات الناجحة لنشر السلام والأمن والاستقرار؛ ما يؤكد دورها المؤثر في خلق بيئة للتعايش، إلى أن أصبحت اليوم رائدة في نشر السلام للعالم. ونرصد في هذا التقرير عددًا من المبادرات التي احتضنتها المملكة العربية السعودية، وأسهمت في حقن الدماء، وأنهت سنوات من التنازع بين الشعب الواحد، ودعت إلى وحدة الصف، ورسمت على أرضها خارطة طريق للسلام.

اتفاق الطائف

دخلت جمهورية لبنان في عام 1975 م حربًا أهلية شرسة لأسباب طائفية، استمرت 15 عامًا. وفي عام 1989 م قامت المملكة العربية السعودية بمبادرة لوقف هذه الحرب، عُرفت باتفاق الطائف؛ وذلك لوقف التنازع بين اللبنانيين. وقد أسهم ذلك في إيقاف هذه الحرب قبل تفاقمها أكثر مما هي عليه. ولا يزال اللبنانيون يستذكرون هذه المبادرة بالثناء على مواقف المملكة العربية السعودية التي أنهت ـ بفضل الله ـ سنوات من الصراع والتناحر بين أبناء الشعب اللبناني.

الصومال

وفي الوقت الذي عانت فيه دولة الصومال حروبًا أهلية استضافت السعودية في جدة قيادات من الحكومة الصومالية عام 2007. وقد تحقق إنجاز تاريخي بالوصول إلى اتفاق مشرف، ينقذ الصومال الشقيق من المأساة التي عاناها عبر السنوات الطويلة الماضية. وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ في كلمته الشهيرة بالجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية الذي عُقد في جدة بحضور فخامة الرئيس الصومالي في تلك الفترة وكبار المسؤولين الصوماليين ومشايخ القبائل وممثلي الفصائل وكبار الشخصيات الصومالية: "قد عشنا معكم معاناتكم يومًا بيوم، وشهرًا بشهر، وسنة بسنة، باذلين كل جهد للوصول إلى حل منفردين ومع الإخوة والأصدقاء، حتى مَنّ الله علينا بفضله في هذا الشهر المبارك، ويسر الوصول إلى اتفاق يسدل الستار على صفحة دامية مؤلمة، ويفتح الطريق أمام المستقبل المشرق بإذن الله".

إعلان مكة المكرمة

حين عبث المفسدون في أرض أفغانستان باسم الإسلام، وبات الصراع يهدد بناء مستقبل بلادهم، استضافت المملكة العربية السعودية المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في جمهورية أفغانستان مشددين على إدانتهم لحالة الاقتتال في أفغانستان. ودعت المملكة العربية السعودية جميع أطراف النزاع إلى الامتثال لمبادئ ديننا الحنيف المنادي بنبذ العنف، والفُرقة، ووقف الاحتراب، وتحقيق الصلح، وإخماد نار الفتنة. وقد صدر بيان صادر عن العلماء، أُطلق عليه (إعلان مكة المكرمة)، يمثل اليوم خارطة طريق شرعية للوصول لحل سلمي في أفغانستان.

وقد تقدم ممثل جمهورية أفغانستان رئيس مجلس علماء أفغانستان، شيخ الحديث مولاي قيام الدين، في كلمته بالمؤتمر الذي عُقد في نهاية شهر شوال العام الماضي بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على اهتمامه الشخصي والكامل بهذا المؤتمر، وعقده في بلاد الحرمين. كما ثمَّن الجهود لهذا المؤتمر الذي سيكون أساسًا لحل القضية الأفغانية؛ كونه يستند إلى التعاليم الشرعية والسُّنة النبوية المطهرة.

القائمة تطول

ولم تتردد المملكة العربية السعودية يومًا ما في نشر السلام للعالم. وقد احتضنت على أرضها بكل الود مبادرات لتجمع الفرقاء في العالم الإسلامي إيمانًا منها بقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم...}. واستكمالاً لمبادرات السعودية فقد عقدت مبادرة خليجية على أرضها لعقد الصلح بين الفرقاء في اليمن للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، كما عقدت في مكة المكرمة اتفاق مكة بين حركتَي فتح وحماس لوقف الاقتتال الدائر بين الإخوة الفلسطينيين، وحقن الدماء في الأراضي الفلسطينية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org