لماذا يتحول العزاء إلى فرح؟

لماذا يتحول العزاء إلى فرح؟

يقام العزاء لمواساة أهل الميت والوقوف إلى جانبهم لتخفيف مصابهم وتحفيزهم على الصبر والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة؛ فقد انقطع عمله ولا ينفعه بعد مماته إلا الدعاء.

لكن الملاحظ هذه الأيام، أن البعض يقيم سرادق العزاء ويتجمع الأقارب والجيران وأهل الحي، فيمضون الوقت الطويل في استقبال المعزين ولمدة ثلاثة أيام تاركين أعمالهم وشؤون حياتهم؛ بينما يقوم فيها الأقارب بتقديم موائد الأكل والشرب؛ بل إنهم يتباهون بتقديم الأفضل والأحسن؛ ليس كرمًا؛ وإنما رغبة في إشادة الحاضرين؛ ومن هنا ينقلب الحزن إلى تبادل النكات والضحك، وتبادل الأحاديث الجانبية، دون مراعاة لمشاعر أهل الميت الذين ليس أمامهم إلا الصمت والاستسلام لكل ما يحدث أمامهم، وقد يستنكر البعض هذا السلوك فيقابل بالانتقاد.

إننا أمام عادات نهى عنها عدد من كبار العلماء؛ ومنهم الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهما الله تعالى- والشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- الذين يرى بعضهم أن يقام عزاء مبسط في المسجد يتم فيه مواساة أهل الميت لساعات معينة أو يكتفى بالعزاء في المقبرة بعد الدفن أو في الطريق، واعتبروا أن ما يتم القيام به حاليًا في العزاء بدعة يجب تركها؛ لما فيها من تبذير للأموال وإسراف في الولائم التي تقام بحجة إطعام أهل الميت.

لقد لفت انتباهي أن بعض مَن يقدمون الطعام في ليالي العزاء يتمسكون بالحضور للمشاركة في وجبة العشاء؛ وهذا فيه إخلال بالأجر الذي يتمنونه من هذا العمل؛ فهم كمن يريد إشعار الحضور بأن ذلك التكريم هو منهم؛ فأصبح العمل الذي قاموا به للرياء والسمعة قد يؤثمون على فعله، وكما نعلم فإن ذلك الكرم هو ديْن على أصحاب الميت يجب رده للمعاملة بالمثل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org