​"الحرس الثوري الإيراني".. تاريخ ملطخ بالدماء وصناعة الإرهاب

​"الحرس الثوري الإيراني".. تاريخ ملطخ بالدماء وصناعة الإرهاب
بروفايل "سبق" | محمد عطيف: تحت عنوان طريف "الباسيج الإيراني أولى من الحمار بالشهادة"، يصف الكاتب في صحيفة "الشرق" عباس الكعبي كيف استخدمت عناصر الحرس الثوري الإيراني الحمير في التأكد من خلو الطرق من الألغام قائلاً: "اعتمد الجيش الإيراني خطة للتخلص منها تمثلت في جلب أعداد كبيرة من الحمير وربطها ببعضها البعض، وتوجيهها باتجاه حقول الألغام وإطلاق النيران خلفها لتفر باتجاه الحقول، وتفتح الطريق أمام تقدّم الجيش الإيراني".
 
مضيفاً: "ومع ارتفاع أسعار الحمير سادت نكتة في المناطق المتاخمة مفادها "سعر الحمار أغلى من سعر الباسيجي!"، ثم سارع قادتهم لإحضار متطوعين يتم غسل أدمغتهم وإطعامهم شربات الشهادة والحبوب المنشطة، إلا أن أعداداً من الباسيج اعترضت على دفع الحمير لتفجير الألغام، وارتأوا أنهم أولى بتنفيذ مثل هذه العملية باعتبار أنهم أولى بنيل مرتبة الشهادة قياساً بالحمار!".
 
- نشأة التنظيم الأسود
يُعتبر تنظيم الحرس الثوري الإيراني أحد أهم التنظيمات الإرهابية في العالم، ويسمى "سباه باسدران انقلاب إسلامي"، هذا هو اسمه بالفارسي ويعني: حرس الثورة الإسلامية.
 
يعود تاريخ نشأة هذا التنظيم الأسود إلى أيام "الخميني"، حيث كان على الثورة أن تجنِّد العديد من الشباب الذين ينتظر منهم الحفاظ على "مكتسبات الثورة"، بعدما اتخذ الجيش الإيراني النظامي وقتها موقفاً محافظاً؛ حيث إنه لم يتدخل لحماية الشاه ولم يتدخل أيضاً للإطاحة بنظام "الخميني" مثلاً.
 
ومنذ البداية أنشئ هذا التنظيم كتنظيم عسكري منفصل. ولكن منذ الحرب مع كسب هذا التنظيم زخماً كبيراً. فقد كان يخضع مباشرة للمرشد الأعلى، ولا يخضع لأي قيادة أخرى. وقام بحملة تجنيد شملت حتى الأطفال.
 
- الباسيج "قوات التعبئة الشعبية":
تُعتبر قوات الباسيج (الحشد أو التعبئة) إحدى القوات التابعة للحرس الثوري، وهي عبارة عن قوات شعبية شبه عسكرية، تتكوّن من متطوعين ذكور وإناث، وتضم كذلك مجموعات من رجال الدين وتابعيهم.
 
 حددت مهام قوات الباسيج بالداخل الإيراني في المقام الأول، فيما فيلق القدس عماد الحرس الثوري يهتم بالخارج الإيراني، ليقوم بالتخطيط وتنفيذ كل العمليات العسكرية والمخابراتية وبأبشع الأساليب القذرة.
 
وتذكر المصادر أنه خلال العامين الماضيين قاد فيلق القدس 30 عملية عسكرية، منها المحاولة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في أمريكا.
 
ووفقاً لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، يتألف الحرس الثوري الإيراني من 350 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألفاً.
 
وبرغم أن العديد من التقارير تشير إلى تضخيم إعلامي لما يمتلكه هذا الجهاز الإرهابي، يُعتقد أن مصدرها امتلاكه لقوات برية وبحرية وجوية، وعتاداً عسكريّاً خاصّاً به يتضمن صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة.
 
- الإرهابي في زي البطل!
في هذا المجال يبرز قائد فيلق القدس الحالي اللواء قاسم سليماني، والذي تؤكد معظم التقارير دوره القذر في الأحداث السورية والعراقية، وتحريك ما يسمى بـ"حزب الله" الإرهابي، وكل المجموعات الشيعية في المنطقة.
 
وفيما يشار إلى أن "سليماني" وضع اسمه في العام 2011 ضمن قائمة الإرهاب، فهو يحظى فقط بإعجاب السياسيين في بلاده، وبات في الوقت الحالي مدعاة للفخر لدى ساسة إيران ورجل الأزمات.
 
يقول وزير الخارجية الكندي السابق جون بيرد: "سليماني وكيل الإرهاب في المنطقة المتخفي في زي بطل".
 
- الحرس الثوري ودعم الإرهاب
وفيما تشير التقارير إلى أن الأبحاث النووية تجرى تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني. فإن فيلق القدس يمثل رأس حربة لتصدير الثورة الإيرانية، ويمكن حصر المهام المسندة إليه في:
 
- تنفيذ العمليات الإرهابية الانتقامية ضد معارضي إيران.
 
- بناء تهديد بالقذائف الصاروخية تجاه الجبهات المعادية البعيدة (الكيان الصهيوني، السعودية، البحرين... إلخ).
 
- تعزيز القوة العسكرية والسياسية لإيران وحلفائها.
 
- إنشاء الخلايا الإرهابية النائمة في أنحاء العالم.
 
- مساعدة المنظمات، الميليشيات المسلحة والشخصيات السياسية لتنفيذ نشاطات إرهابية وتآمرية في دول ومناطق تسعى إيران فيها إلى زيادة تأثيرها.
 
- نشر أيديولوجيا الثورة الإسلامية في إيران، وتنفيذ المهام القذرة كالاغتيالات وتصفية معارضي النظام في أي مكان.
 
- تكوين الخلايا الجاسوسية في الشرق الأوسط وأنحاء العالم.
 
وهنا تبرز ملاحظة أنه لا توجد أية أهداف لهذا الفيلق الإرهابي نحو العدو المحتل للأراضي العربية المقدسة في فلسطين.
 
الخطير في هذا الجانب ما أكدته تقارير أن نشطاء فيلق القدس يوجد لهم تمثيل غير معلن في كل السفارات الإيرانية، حيث يغطون نشاطاتهم في إطار جمعيات الصدقات والمؤسسات الدينية والثقافية التي تديرها إيران في أنحاء العالم.
 
- "الإرهاب".. صناعة إيران الصفوية
في تاريخ صناعة الإرهاب تُعتبر إيران الأول بلا منازع، وخصوصاً من خلال الحرس الثوري.
 
ولساستها جنونهم الخاص. يقول رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني: "تصدير ثورتنا إلى بقية دول المنطقة.. كلها أمور تساعد على حفظ البلاد من الداخل".
 
لقد حرصت إيران كما هو ملاحظ على التدخل الدائم في شؤون جاراتها والعالم، منذ منتصف السبعينيات الميلادية. ومن أكبر أذرعتها الإرهابية ما يسمى بـ"حزب الله"؛ ليكون ذراعاً لها في تصدير التطرف المبنيّ على القتل والتدمير، الذي أصبح يُشكّل دولة داخل دولة بمساعدة إرهابيي إيران المصرة على أفكارها الدموية، وأن تصبح شرطي المنطقة، وتصدر أيديولوجية العنف للعالم لتحقق أهدافها الذهبية الدموية. وكذلك دعم الأقليّات الشيعية وجعلهم يتمردون على أوطانهم الأصلية من خلال العزف على وتر الطائفية.
 
- بؤس الشعب المطحون
إيران من الداخل الوضع بائس بكل المقاييس. يقول تقرير للزميلة "الرياض": "أبرز المشاكل تتمثل في تدني مستوى حقوق الإنسان، والمشاكل الاجتماعية، والأزمات الاقتصادية والدينية التي تواجهها. هناك غضب شعبي عام تجاه سياسة الحكومة في المنطقة، مما تسبب في تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إيران".
 
وبرغم ذلك توسعت الدولة الصفوية ومنذ 2010 من خلال هذا الحرس المشبوه في عمليات الإرهاب في المنطقة، ففي سوريا مثلاً كان للحرس الثوري دور بارز في أكثر من 15 تشكيلاً عسكرياً يقود معظمها ضباطه. هذا وفي ذات الوقت كانت تعمل مع عصابات الحوثيين في اليمن".
 
وبالرغم من إشارات لوجود علاقات مصالح بين إيران والولايات المتحدة تحت الطاولة إلا أن الأمريكيين يعرفون أصدقاءهم جيداً. يقول السيناتور توم کاتن: "إعطاء التنازلات للنظام الإيراني لا يغير سلوكيات النظام الإيراني. هذا النظام ما زال أكبر راعٍ للإرهاب في العالم".
 
- حروب بالنيابة
هذا فيما يؤكد منسق محاربة الإرهاب لدى الاتحاد الأوربي: "في حال التوصل إلى الاتفاق النووي مع النظام الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن هذا النظام، فمن المحتمل أن تندلع حروب بالنيابة في الشرق الأوسط. يجب التصدي له". ترى ماذا لدى الأمريكان في حال تم التوقيع على هذا الاتفاق فعلاً؟
 
هذه العقلية البربرية لا تتوقف؛ فالتقارير تؤكد وجود حراك لإيران الصفوية وصل لدول إفريقية، كما يمكن الاستشهاد في هذا الصدد بفضيحة الرشاوى المليارية لها في الأرجنتين ما بين عام 1994م ، وعام 1999م.
 
أما في اليمن فالهمجية الإيرانية وصناعة الإرهاب كانت حاضرة منذ بداية الثمانينيات في اليمن. وصولاً إلى ما أوصلت إليه البلد الشقيق من حال مأساوية يحاول الحلف العربي الآن بقيادة المملكة إنقاذ اليمن منه.
 
المؤكد هنا أن كل الأحداث والتطورات الدموية الجارية في العديد من بلدان المنطقة، والتي تحمل جميعها بصمات واضحة للنظام الإيراني، وتشير بكل دقة إلى دوره البشع خلفها، من خلال أدواته الإرهابية الحرس الثوري بتفريعاته ومنتجه مثل ما يسمى بـ"حزب الله" الإرهابي في لبنان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org