في حائط صغير وبين شجرتين عملاقتين، يقف الفلاّح عبد الكريم بن ناصر العبيداء، بجناح بيت منطقة حائل، وبجواره طاولة بيضاء، وفي يده سكين والأخرى برتقالة كان قد قطفها للتو .. يصطف الناس مذهولين من مشهد حبات البرتقال التي تتمايل فوق رؤوسهم، وفي مكان صحراوي غير ملائم لهذا النوع من الفاكهة.
يقترب الزوار من "العبيداء" شيئًا فشيئًا عبر طابور طويل تدور في أذهان أصحابه استفهامات كثيرة، فيبادرهم "الفلاح" بقطعة صغيرة للتذوق قبل أن تتدفق الأسئلة.
عن "برتقال حائل"، يقول الفلاح الشيخ عبدالكريم لـ"سبق": الشجرة موجودة بحائل من مئات السنين، وهي قديمة ولا يُعرف من أين مصدرها، ولكن نحن نفتخر بأنها من حائل، ولها ميزة أنها تتكاثر بالبذور وهذه صفة نادرة، كما أنها مقاومة للصقيع في حائل؛ حيثُ تصل درجة الحرارة تحت درجة الصفر أحيانًا، والميزة الثالثة أنها معمرة عاشت في بعض المنازل والأسواق أكثر من 100 سنة، وتتميز بطولها الذي يصل إلى سبعة أمتار والعرض إلى سبعة أمتار، وهذا الحجم أعطاها كثرة الإنتاج، إضافة إلى جمال الشكل والخضرة.
وعن جذور شجرة "برتقال حائل" قال الشيخ "العبيداء" تضاربت الأقوال حول أصلها فهناك من يقول من العراق، وآخرون من "حيفا" فلسطين، بينما نحن نفتخر بأنها من حائل.
ويشير صاحب "البرتقالة" أن أول محصول لا يتحقق إلا بعد تسع سنوات من غرسها حيث تبقى هذه المدة عجافًا من الانتظار، ثم بعد ذلك يبدأ قطف الثمار وتنتج الشجرة الواحدة 4 آلاف حبة ، وتستمر بإنتاج كثيف لتسع سنوات أخرى، وإذا وصل عمرها 20 عامًا يبدأ يقل الإنتاج.
وتمنى الشيخ عبدالكريم العبيداء أن يكون هناك اهتمام من قِبل فرع الزراعة بحائل بهذه الفاكهة قبل انقراضها لأن الأهالي ابتعدوا عن زراعتها، وطالب بتكوين اتحاد لمزارعي "برتقالة حائل"، كما طالب أمانة المنطقة بإقامة مهرجان سنوي أسوة بمهرجانات الفواكه في المملكة.
