خطوة بملايين الريالات

خطوة بملايين الريالات

إلغاء مجالس أعضاء الشرف وصِفة أو لقب (عضو الشرف) يعد من أهم القرارات التي اتخذتها هيئة الرياضة، التي ستكون كفيلة بتغيير وجه الأندية السعودية، ونقلها لمرحلة مختلفة، تتكيف مع المستقبل.

اليوم أستطيع أن أهنئ الجماهير الرياضية على مثل هذا القرار الذي سيجعل كل الأندية ترتمي في أحضان جماهيرها متى ما عرفت الجماهير أن دورها اليوم أصبح أكبر وأهم، بل هو محور العمل داخل الأندية من خلال الحصول على عضوية الجمعية العمومية. ويستطيع الجمهور اليوم بقوة النظام والقانون، وبشكل حضاري، التأثير والتغيير في ناديه وقتما أراد بدلاً من التجمعات عند بوابات الأندية. ويستطيع الجمهور أن يختار رئيس النادي، ويحاسبه على قراراته وإخفاقاته، ويُسائله عن ميزانية النادي، وحجب الثقة عنه، وغيرها الكثير والكثير..

يعني أن الكلمة اليوم هي للجمعية العمومية التي هي أساس العمل الصحيح، وأنها أصبحت متاحة لكل الجماهير، وبمقابل أعتبره رمزيًّا، لا يتجاوز الألف ريال. ووداعًا لمجالس أعضاء الشرف التي كانت مجرد أشخاص، وفي بعض الأندية كانت شخصًا واحدًا، يتحكم في النادي وقراراته. ونحن هنا نقول لكل أعضاء الشرف: ألف شكر لكم على ما قدمتموه في سنوات ماضية، وكان لكم دور رئيسي في بناء الأندية، ولكن المرحلة اليوم تختلف، ولا تتحمل أن نسير على الطريقة ذاتها.

كان مثل ذلك ممكنًا ومهمًّا وفاعلاً في سنوات خلت، ولكن اليوم لا بد أن نسير بشكل مختلف، ونجعل من الرياضة صناعة واحترافًا واقتصادًا واستثمارًا، وأن نخلق بيئة عمل مختلفة، تتكيف مع العالم من حولنا، وتتفق مع رؤية الوطن، وتسهم في التطور؛ فالأندية الرياضية لها قيمة اقتصادية واجتماعية كبيره متى ما بُنيت بالشكل الصحيح.

المهم اليوم أن نكمل العمل، ونطوره، ونسهل على الجمهور الحصول على عضوية الجمعية العمومية؛ فليس بالصحيح أن نشترط الحضور لمقر النادي ونحن نعلم أن الأندية جماهيرها في كل الوطن؛ فكان المفترض من هيئة الرياضية أن تستخدم التقنية في تسهيل إجراءات الحصول على العضوية والتصويت، وفتح المجال للجماهير كافة.

أعلم بأن القرار أتى في وقت ضيق، ونوجِد لهم العذر، ولكن لا بد أن تفرض هيئة الرياضة على كل الأندية العمل على إنشاء تطبيقات لكل نادٍ، يتم من خلالها السماح للجماهير كافة بدفع مبلغ العضوية، والتصويت أيضًا في اجتماعات الجمعية العمومية، ونقلها مباشرة على تلك التطبيقات، وتوفير التقنية الحديثة وتطويرها لهذا الهدف؛ لأن ذلك يعني مدخولات بملايين الريالات، وتعزيز دور الجماهير في صناعة القرار في ناديهم، وتفعيلاً أكبر لدورهم.. ولا نريد الطرق البدائية التي تزيد من فشل هذه الخطوة؛ لذا لا بد من العمل على إنجاح مستقبلنا من خلال توفير الإمكانيات والأدوات التي تسهم في صناعة العمل بشكل صحيح.

وسبق أن قلت إن فكرة مثل "ادعم ناديك" كانت رائعة، ولكن تطبيقها كان بدائيًّا وسيئًا؛ لذا اليوم أدعو ألا نقتل أفكارنا وأعمالنا وجهودنا من خلال التنفيذ السيئ؛ فاتخاذ أي قرار يحتاج لأدوات تنفيذ، تُسهم في نجاحه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org