الخميس 12 أغسطس.. السماء على موعد مع زخة شهب "البرشاويات"

عودة: هذا العام مناسب جدًّا لرؤيتها لعدم وجود إضاءة القمر وقت الذروة
الخميس 12 أغسطس.. السماء على موعد مع زخة شهب "البرشاويات"

يستعد علماء وهواة الفلك لرصد زخة الشهب الأكثر شعبية في السنة، وتسمى زخة شهب البرشاويات، نسبةً إلى المجموعة النجمية "برشاوس"، والمذنب المسبب لهذه الزخة الشهابية اسمه "سويفت تتل"، وهو يدور حول الشمس مرةً واحدة كل 130 سنة.

وأوضح مدير مركز الفلك الدولي، عضو منظمة الشهب الدولية، المهندس محمد شوكت عودة، أن الشهب التابعة لهذه الزخة تبدأ بالسقوط نحو الأرض أثناء مرورها في الحزام الغباري للمذنب، وهو يحدث كل سنة خلال الفترة الممتدة من 17 يوليو وحتى 24 أغسطس، ويزداد عدد الشهب عندما تعبر الأرض أكثف منطقة في هذا الحزام الغباري، وهذه الفترة تكون كل سنة ما بين 11 و13 أغسطس.

وأضاف "عودة": تعتبر هذه السنة مناسبة جدًّا بالنسبة لمنطقتنا لرؤية شهب البرشاويات نظرًا لعدم وجود إضاءة القمر وقت الذروة، ولأن موعد الذروة مناسب للمنطقة العربية لحدوثه ليلًا قبيل الفجر.

وقال: في هذه السنة تشير التوقعات الفلكية إلى أن الذروة التقليدية لزخة شهب البرشاويات ستحدث ليلة الخميس على الجمعة 12- 13 أغسطس؛ مما بين الساعة 07 و10 مساء بتوقيت غرينتش، وعادةً يرى في الساعة وقت الذروة ما بين 50 إلى 75 شهابًا برشاويًّا إن تم الرصد من مكان مظلم ومناسب، أما في حالة الرصد من الأماكن المضيئة داخل المدن أو الرصد في وقت بعيد عن ذروة الزخة؛ فقد لا يرى الراصد أكثر من بضعة شهب فقط في أفضل الأحوال.

وأضاف "عودة": تشرق مجموعة برشاوس في هذه الفترة في حدود الساعة العاشرة مساءً، وهذا يعني أن شهب البرشاويات تبدأ بالظهور في حدود الساعة العاشرة مساءً؛ ولكن عددها يكون قليلًا جدًّا في هذا الوقت، وبمرور الوقت ستبدأ عدد الشهب بالازدياد لتصبح ملحوظة أكثر بعد منتصف الليل، وستزداد أكثر مع الاقتراب من موعد الفجر، ليكون الوقت قبل الفجر هو الأكثر مشاهدة للشهب بشكل عام.

وبناء على ما ذكر فعلى المهتمين برؤية هذه الشهب الرصد من مكان مظلم بعيد عن إضاءة المدن ابتداءً من منتصف ليلة الخميس على الجمعة، ليكون أكبر عدد من الشهب مع طلوع الفجر.

وأشار الفلكي "عودة" في حديثه لـ"سبق"، إلى أن نقطة الإشعاع لهذه الزخة تقع في جهة الشمال الشرقي بالقرب من مجموعة برشاوس، ونقطة الإشعاع هي نقطة وهمية تبدو جميع الشهب منطلقة منها، وعلى الرغم من أن الشهب تبدو منطلقة من هذه النقطة؛ فإن الشهب يمكن رؤيتها في أي مكان في السماء، ويفضل عادة النظر بعيدًا حوالى 45 درجة عن نقطة الإشعاع، و45 درجة بعيدًا عن الأفق.

وبيّن أن الشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزءًا منه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية. ومن النادر أن يزيد قُطر الشهاب عن قُطر حبة التراب؛ حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1ملم إلى 1سم فقط. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة.

ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100كم تقريبًا عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالى 100 مليون يوميًّا، معظمها لا يرى بالعين المجردة.

وأكد "عودة" أن الشهب لا تشكل أي خطر على سطح الأرض إطلاقًا؛ حتى وإن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض؛ إلا أن هناك خطرًا حقيقيًّا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض؛ حيث قد تصل سرعة الشهاب إلى 72كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت). واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان، بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة، وبالتالي إيقافه عن العمل. فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات أولومبوس أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993؛ بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org