في موقف أقل ما يقال عنه إنه تجرد من الإنسانية، وفِي أشد الأوقات حرارة، رصدت "سبق" مسنًا ممددًا على قارعة الطريق، ويتوسد الرصيف ويفترش الأسفلت الحار قرابة الساعة 2 ظهرًا بينما مركبات تمر بجواره وأشخاص راجلون دون أن يقدم له أحد منهم يد العون والمساعدة.
هذا ما وثقته "سبق" ظهر اليوم أثناء سيرها في شارع 64، وتحديدًا إشارة صقر قريش، عندما شاهدت مسنًا قد غطى الشعر الأبيض راْسه ووجهه وهو ملقى على طريق الخدمة، وممددًا على الأرض يستظل بسنتيمترات من عمود الإشارة، وممسكًا بعكازه ويرتدي ملابس داخلية، وقد أعيته أشعة الشمس الحارقة.
الموقف الذي لم يحرك ساكنًا في عددٍ من المركبات كانت تتوقف وتنظر إلى المسن وهو ممد على الأرض بجانب مطعم شهير للوجبات السريعة، ثم تتحرك دون أن تقدم له أي خدمة أو تستكشف أمره، حتى من يسير على قدميه، يتجاوزه بعد أن يرمقه بنظرة ويكمل سيره بعدها، كذلك المطعم لم يخل من أشخاص يشاهدون الموقف من داخله دون أي حراك لمساعدته.
"سبق" بدورها تقدمت للمسن الذي بدا عليه الإعياء الشديد، وبعد محاولات عديدة وافق على التحرك معها، ليتقدم أحد الأشخاص من الجنسية الباكستانية كان يراقب الموقف من بعيد، ويحمل المسن مع "سبق"، ويضعانه في الظل بجانب المطعم الشهير.
وبعدها التقط المسن أنفاسه، وعاد مرة أخرى ليشرد بذهنه.
وتم الاتصال بمركز العمليات الموحد 911، والهلال الأحمر، والذي بدوره وجه فرقة للتعامل مع المسن وتقديم الخدمة له.