"يا ويل نجد من ربيع تهامة".. نظرية عامة أو كما يسمونها "مقولة" عاشت وترعرعت منذ الزمن القديم في الجزيرة العربية، وتعني أنه إذا كانت تهامة ربيعاً، فإن نجد لا تربع، والعكس كذلك، إلا أنَّ هذه السنة جاءت عكس هذه المقولة وشهدت تهامة ونجد ربيعاً في الوقت نفسه.
هذه النظرية العامة طرحت على طاولة النقاش عدة مرات، وجاءت بين المؤيد والمعارض؛ حيث ذكر العديد أنَّها جاءت من خبرة كبار السن في الجزيرة العربية، وعندما تشهد تهامة ربيعاً، فإنَّ نجد لا تحظى بالربيع في تلك السنة، إلا أن المعارضين قد كشفوا أنَّ هناك سنوات شهدت فيها تهامة ونجد ربيعاً، وهذه السنة تؤكد أن تهامة ونجد شهدت ربيعاً، كما ذكر البعض أنَّ المقصود بهذه المقولة أنَّ ربيع تهامة أجمل وأطول من ربيع نجد.
ويؤكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق لـ"سبق" أن هذه النظرية كلمة شائعة على ألسن العوام وتنطبق نوعاً ما، ولكن هذه السنة "انخرمت" هذه القاعدة، والسبب هو أن الربيع ينقسم إلى قسمين ربيع خاص وربيع عام، فالربيع العام معناه أن الربيع يكون على جميع أو جلّ مناطق السعودية، وهذه تكون نادرة لا تأتي إلا كل 15 عاماً وأحياناً تزيد أو تقل عن هذه المدة، ولكنه نادرة، أو تكون في دورة المطر المتوسطة وهي 21 عاماً، وتنطبق على الربيع العام، وهذه القاعدة تنسحب على الربيع الخاص، وهو الذي يكون في منطقة دون الأخرى.
وبيّن "الزعاق" أن مقولة "يا ويل نجد من ربيع تهامة" تعني أن تهامة إذا أمطرت فإنها تجذب نجد؛ لأن الأمطار تحدّها مرتفعات تهامة، ولا تسير إلى نجد، أما إذ كانت نجد ربيعاً فتهامة تكون عكس ذلك، وهذه المقولة تنطبق على السنوات التي تشهد الأمطار الخاصة وليست العامة.