إنها لغة الضاد.. رسالة مذيلة بالشعر: تناديكم بأعلى صوتها.. إن أبيتم ستبكون!

يوجهها مشرف تربوي حيث يقول: تُكسب محتضنها جمالاً أخاذاً وتكسيه وقاراً
إنها لغة الضاد.. رسالة مذيلة بالشعر: تناديكم بأعلى صوتها.. إن أبيتم ستبكون!

وجّه رئيس قسم اللغة العربية بإدارة التعليم بمحافظة الليث طارق بن موسى الزهراني، رسالةً إلى "معشر الشباب" في اليوم العالمي للغة العربية؛ مؤكداً أن اليوم العالمي للغة العربية يحمل هذا العام أجمل كلمة في الحياة؛ ألا وهي كلمة "الشباب".

وقال "الزهراني": "يا معشر الشباب، إن اليوم العالمي للغتكم العربية يحمل هذا العام أجمل كلمة في الحياة، وأحلى إيقاع لهمس حروفها، وأحسن ذبذبة لتمويج أصوات حروفها، وأطيب وألذ الكلمات الغنائية التي تجذب النفوس جميعها؛ لطيب حروفها وحلاوة ذبذباتها الموسيقية، إنها كلمة "الشباب"، نعم معشر الشباب، إنه الشباب الذي تَغَنّى به الأولون والآخرون؛ فهو روح العصر، ونماء الإنسانية، وصفاء الحياة، وقوة الإسلام، ومتانة التاريخ، وجوهر الحياة، وحضارة المستقبل، وسلم المجد؛ فإليه يتسابق المجد، ويتباهى الزمن، ويطيب المكان، ويعلو الحق، وتطيب الحياة في الأولى والآخرة".

وأضاف: "لقد أدركت اللغة العربية بحروفها الساحرة وكلماتها المثيرة، أن شبابكم وبلاغ أمركم هو مصدر عزة هذا الوطن المعطاء ومجده العظيم؛ فكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً بعزيمة قوية وإصرار على حماية وطنكم من وساوس الشياطين، وأبالسة الإنس، ونوايا المارقين، وفتنة المتربصين؛ فبكم يزداد الوطن شموخاً وعزاً، وبكم تزداد العربية نضجاً ونماء".

وأكد "الزهراني" على معشر الشباب الواعد قائلاً: "لغتكم العربية تُكسب من يحتضنها جمالاً أخاذاً، وتكسيه هيبة ووقاراً، وتزيده جاهاً وجمالاً، وتمده بطاقات هائلة تجعله يصمد في وجه الحياة إذا قسى الدهر عليه، وتعينكم في تفسير معاني الحياة، وتجمع لكم الأمر كله؛ فإن أبت نفوسكم ذلك توالت عليكم الحسرات، وتفتحت عليكم مصارع الهوان، وتسارعت إليكم تماسيح الذل، وسرت إليكم البأساء، وصبّحتكم الضراء، وعبست فيكم وجوه الليالي، وأفلت كواكبها، فلا أنتم ارتضيتم عزة لغتكم العربية وبلاغ أمرها؛ فتنقلبون إلى نعمائها وفضلها مسرورين، وبقيتم على حال لا تحمد، ومقام لا يشكر، ومنزلة لا تسر".

وتابع: "اللغة العربية تنادي معشر الشباب بأعلى صوتها، وأجمل إيقاعاتها، وأطرب تناغيمها الساحرة، أن أدوا حقها ليل نهار، بكرة وعشياً؛ بتعاهدها في تلاوة آيات الله، وبيان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ تفلحوا وذلك الفوز العظيم؛ فإن أبيتم إلا دون ذلك فستبكون وستبكي عليكم الأيام، ولات ساعة مندم، وكأن لسان حالكم كحال أبي العتاهية حينما قال:

بكيت على الشباب بدمع عيني

فلم يغن البكاء ولا النحيب

فيا أسفا أسفت على شباب

نعاه الشيب والرأس الخضيب

عَرِيتُ من الشباب وكان غضاً

كما يعرَى من الورق القضيب

فيا ليت الشباب يعود يوماً

فأخبره بما صنع المشيب

وختم "الزهراني" رسالته للشباب بقول الشاعر:

أهلاً وسهلاً بالمشيب مؤدباً

وعلى الشباب تحية وسلام

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org