النظام الإيراني يدفن جثامين المتظاهرين دون علم ذويهم ويصعِّد العنف ويقطع الإنترنت

في اليوم الرابع للاحتجاجات على رفع أسعار البنزين.. و"النضال" تدعو العالم لتحمُّل مسؤولياته
النظام الإيراني يدفن جثامين المتظاهرين دون علم ذويهم ويصعِّد العنف ويقطع الإنترنت

تحوَّلت التظاهرات في الأحواز وعموم مناطق إيران في يومها الرابع إلى مواجهات دامية، سقط خلالها مئات المحتجين بين قتيل وجريح برصاص قوات أمن النظام الذي يصرُّ بدوره على قرار رفع أسعار مادة البنزين ثلاثة أضعاف سعرها السابق.

وأكدت مصادر محلية مطلعة أن سلطات النظام أعطت أجهزة الأمن، وعلى رأسها الحرس الثوري، الضوء الأخضر لقمع التظاهرات، وإن استدعى ذلك إطلاق الرصاص الحي على المحتجين كما حدث فعلاً في مناطق عدة بالأحواز وطهران وأصفهان وشيراز وغيرها؛ وأدى لسقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.

وذكرت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز نقلاً عن مصادرها أن عدد ضحايا الأحواز من جراء قمع سلطات النظام للاحتجاجات التي أعقبت قرار رفع أسعار البنزين بلغ 32 شهيدًا، وأكثر من 270 جريحًا، ونحو 2000 معتقل، غالبيتهم من مدن المحمرة وخور موسى وأرجان.

وأشارت الحركة في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر" إلى أن مظاهرات الأحوازيين في عموم المدن هي الأوسع والأكبر على الرغم من استخدام العنف المفرط من قِبل الحرس الثوري وقوات الأمن، واستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.

ولفتت الحركة إلى أن وحدات خاصة من الحرس الثوري باتت تتولى مهمة حماية المنشآت الحيوية والاقتصادية والدوائر والبنوك في مدن أحوازية عدة، مثل العاصمة وعبادان والمحمرة وأبوشهر ومعشور.

ودانت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز قتل المتظاهرين، والاستخدام المفرط للقوة ضدهم من قِبل النظام الإيراني، وناشدت الدول العربية والمجتمع الدولي ضرورة حماية المتظاهرين السلميين في الأحواز وبقية مناطق الشعوب الثائرة في جغرافيا إيران.

وأفادت مصادر محلية بعد وقوفها ميدانيًّا بأن استخبارات الحرس الثوري أمرت بدفن جثامين المتظاهرين القتلى من مدينة أرجان دون معرفة ذويهم، مشيرة إلى أن سلطات النظام تخشى أن يتحول تشييع هؤلاء الضحايا إلى تظاهرات حاشدة ضد النظام الإيراني إذا سلَّمتهم لذويهم.

وبعد ليلة حافلة بالتطورات والتصعيد، تخللها قطع طرقات، وحرق مقار رسمية للنظام، شهد حي الخالدية المعروف بكيان بارس، وعدد من أحياء الأحواز العاصمة، مظاهرات حاشدة، هتف المتظاهرون فيها ضد مرشد النظام علي خامنئي منددين بإقدام قوات الأمن على قتل المتظاهرين.

وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين في خور موسى وعبادان والفلاحية ومعشور والمحمرة أحرقوا خلال التظاهرات أعلام إيران، بينما واصلت قوات الأمن والحرس الثوري إطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المتظاهرين، وسط أنباء عن سقوط المزيد من الضحايا.

وفي ميدان أزادي قرب شارع تاكستان بمدينة كرمانشاه اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الإيرانية ومتظاهرين أكراد، حاولوا التصدي لقنابل الغاز والرصاص الحي الذي أُطلق باتجاههم بشكل عشوائي.

وفي مدينة جوانرود أفادت المصادر بأن عناصر الحرس الثوري اعتلوا مبنى المحكمة، وأخذوا يطلقون الرصاص الحي نحو المتظاهرين؛ ما أدى لوقوع قتلى وإصابات.

كما تظاهر الآلاف في حي نظام بزشكي في مدينة تبريز الآذرية، بينما واصلت قوات الأمن إطلاق النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع نحو المتظاهرين؛ ما تسبب بإصابات بالغة في صفوف المحتجين.

واحتشد المئات في حي فرديس بمدينة كرج القريبة من طهران، بينما أحرق آخرون مقرًّا للباسيج في المدينة، مؤكدين رفضهم لنداءات السلطة بالتهدئة مقابل البحث عن حلول.

وفي العاصمة طهران أفادت مصادر محلية بأن متظاهرًا قُتل على يد قوات الأمن وسط أنباء عن سعي السلطات لدفع الناس لتهدئة الأوضاع حتى تتمكن من استعادة قواها، والتحضر للإجهاز على الانتفاضة بالكامل. مشيرة إلى أن النظام استقطب مرتزقة أفغانًا من فيلق "فاطميون" للمساهمة في فض الاحتجاجات بالقوة.

وفي شيراز أحرق متظاهرون غاضبون مقار النظام والمصارف في حي عفيف أباد، بينما أحرق متظاهرون في مدينة أصفهان صورة لخامنئي تعبيرًا عن رغبتهم في إسقاط النظام كله بعد أن أفرط باستخدام القوة ضدهم إثر احتجاجهم على رفع أسعار البنزين.

وأفادت المصادر في شيراز وأصفهان بأن مروحيات تابعة للحرس الثوري عمدت إلى إطلاق النار على المتظاهرين في المدينتين.

يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه قطع خدمة الإنترنت عن كامل الجغرافية الإيرانية؛ الأمر الذي يعيق وصول مقاطع الفيديو والمعلومات التفصيلية حول تلك الأحداث.

وبعد أربعة أيام متواصلة من الاحتجاجات التي تحولت إلى مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين طلب مرشد النظام علي خامنئي اليوم من الناس دعم قرار الرئاسات الثلاث بشأن رفع أسعار البنزين؛ الأمر الذي اعتبره المراقبون دليلاً على عدم إدراك النظام خطورة الأوضاع، وانفصال كبار مسؤوليه عن الواقع الذي يعانيه عامة الناس.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org