الاحترافية أساس النجاح

الاحترافية أساس النجاح

الاحتراف هو المفتاح نحو النجاح؛ فكل مؤسسة أو منظمة أو مجتمع يريد النجاح والتطور عليه أن يبحث عن أدوات الاحتراف التي تساعده في صناعة النجاح الذي يسعى له.. هذا في شتى المجالات والأعمال والمشاريع. وكل شخص محترف هو معيار ومفتاح للنجاح.. فقد يكون هناك مَن يحمل درجة الدكتوراه ولكنه لا يملك الاحتراف الكامل في هذا الشأن أو في تلك الأعمال؛ فلا ينجح لأنه لم يحترف، ولكنه تعلَّم، ويملك العلم الذي يحتاج لأدوات الاحتراف لتحقيق ما يمكن تحقيقه.

في الرياضة نحن نفتقر للكثير من أدوات الاحتراف. وللأسف إن مفهوم الاحتراف عندما يطلق في الرياضة يتحدث عن اللاعب، وننسى الاحتراف الإداري والإبداعي والفكري والثقافي والمهني والإعلامي.. وكلها عناصر مهمة في اكتمال منظومة العمل؛ لكي تصل لعقول تعمل باحترافية عالية، التي تعني الأخلاق المهنية التي يتمتع بها هذا الشخص أو ذاك في أداء عمله وسلوكه، ويملك الحماس الكامل لتحقيق مستوى عالٍ من الاحترافية. كل ذلك هو من مسلَّمات العمل المحترف الذي لا بد أن يتمتع به كل شخص يحترف عملاً ما في أي مجال.

فعلى سبيل المثال: لماذا إعلامنا اليوم لا يتمتع بالاحترافية؟ لأننا في السنوات الأخيرة جعلنا من يملك حسابًا في منصات التواصل الاجتماعي، (يهرج) من خلالها، ولديه متابعون، صانعَ محتوى، وألبسناه صفة الإعلامي، وهو في الأساس لا يصنع إعلامًا، ولا يقدم عملاً محترفًا، ولم يعرف أدوات ومفاهيم صناعة الإعلام؛ لذا أصبح إعلامنا أقل تأثيرًا، وأقل احترافية، ويقدم أعمالاً لا تلقى الكثير من القبول. وإدارة الرأي العام لها فلسفتها الإعلامية، ومعيارها الثقافي والأخلاقي، ولا يجيدها إلا المحترفون.

وهناك تجارب عديدة.. واحترامًا للزملاء في هذه المهنة لن أضرب أمثلة، ولكن هناك شواهد، أعتقد أنها أثبتت لنا معنى وأهمية الاحتراف.

أيضًا في مجال الإدارة لا يمكن أن يكون رجل أعمال نجح في تجارته إداريًّا ناجحًا، أو لاعب كرة قدم، أو غيرهما من الشخصيات. نحن نحترمهم جميعًا، ولكن الأندية لدينا هي مؤسسات ليست رياضية فقط، بل هي أيضًا مؤسسات مجتمعية، وكيانات اقتصادية، تحقق الشهرة، وتقود الرأي العام، وتؤثر في المجتمع سلبًا وإيجابًا، وتتطلع للربح.. ومن يتولى قيادتها لا بد أن يملك أدوات الاحتراف الحقيقية في إدارة المؤسسات.

اليوم لا نشكك في أي شخص؛ فكلٌّ فيه خير.. ونحن عندما ننتقد ليس لكمالنا ونقص غيرنا؛ فليس منا ولا فينا شخص كامل، ولكن نسعى لوضع الأسس التي تساعدنا على صناعة النجاح، ونسهم مع المسؤول برأي ونصح ومشورة؛ لأننا نحمل أمانة القلم، وجميعنا في القارب ذاته، وجميعنا نصيب ونخطئ.

الكفاءة المهنية هي الأساس، يدعمها الكفاءة العلمية، وتصقلها التجارب الميدانية، وتجملها الثقافة الشخصية.. أربع قواعد، هي في نظري مهمة في عملية الاختيار لأي عمل.. عندها سنجد المنتج الذي نبحث عنه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org