رابطة العالم الإسلامي تشارك في المعرض المصاحب لملتقى "ريميني" الدولي

"العيسى": تفهم حتمية الاختلاف والتنوع يتطلب بناء الجسور لا الحوائط
رابطة العالم الإسلامي تشارك في المعرض المصاحب لملتقى "ريميني" الدولي

افتتح الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ جناح رابطة العالم الإسلامي، في المعرض المصاحب لملتقى ريميني للصداقة بين الشعوب في إيطاليا، لتصبح الرابطة أول مؤسسة إسلامية تشارك في المعرض الدولي الذي سجّل أكثر من مليون زائر.

وتضمّن جناح الرابطة صوراً وأفلاماً عن مشروعات الرابطة وهيئتها العالمية للإغاثة والرعاية الصحية كما عرضت الرابطة عدداً من الأفلام التسجيلية التي تروي قصصاً لأناس نجحت جهودها في إنهاء معاناتهم من الفقر أو المرض أو الأمّية.

وأكّد الجناح اهتمام الرابطة بالالتزام بقيم الإسلام الإنسانية في مد يد العون للمحتاجين بغض النظر عن أديانهم أو أعراقهم أو ثقافاتهم.

وتضمن الجناح نموذجاً لغرفة الحالات الطارئة لديها والمخصصة لمراقبة الكوارث حول العالم وضمان سرعة الاستجابة، مع تبيان درجة الخطر ومستوى التدخل المطلوب، وكل ذلك بتسخير التقنيات الحديثة من أجل خدمة الإنسانية وإنقاذ الأرواح والممتلكات.

واستقبل الجناح عدداً كبيراً من الوفود الدبلوماسية والأكاديمية والقيادات السياسية يتقدمهم رئيس البرلمان الأوروبي ورئيسة البرلمان الإيطالي، وأعداد غفيرة من الشباب الأوروبي عموماً والإيطالي خصوصاً، تعرفوا على رؤية ورسالة وأهداف الرابطة وعدد من مبادراتها وبرامجها حول العالم.

وألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محاضرةً في الملتقى كأول شخصية إسلامية تشارك في هذا المحفل الدولي، متحدثاً عن خطورة الإسلام السياسي ومحاولة بعض التنظيمات تحقيق أهدافها السياسية عبر استغلال الدين الإسلامي والسعي لمخاطبة عواطف الشباب وإثارتها، لخداعهم وتشجيعهم على ارتكاب أفعالٍ مؤذية تحت ستار الدفاع عن الإسلام وأهله.

وتطرق "العيسى"؛ في المحاضرة إلى سُبُل مكافحة الإرهاب والعنف، وأهمية تجفيف منابع التطرف، وذلك عبر مواجهة دعاة الإرهاب بالحُجج القوية التي من شأنها أن تفكك أطروحاتهم القائمة على التلاعب بتفاسير النصوص وإحداث التباس في أذهان بعض الشباب ممن لا يملكون القدر الكافي من التحصين العلمي والفكري.

وشدّد على أن مفاهيم الإسلام السياسي اختزلت الدين وأساءت إليه، موضحاً أن الإسلام دين ودنيا ولا يختزل في غايات سياسية كما فعلت جماعات العنف والإرهاب.

وأضاف: تاريخ أتباع الأديان عموماً لم يخل من هذا الخلل، وأن التاريخ الإنساني يشهدُ بأن التطرف والعنف والإرهاب "الديني" و"الإثني" و"الفكري" و"السياسي" لم تختص بها فئة دون غيرها.. وأقرب شاهد على ذلك أحداث: "كرايست تشيرتش" و"كولمبو" و"بنسلفانيا" و"كاليفورنيا".

وأكّد ضرورة الانتباه لما يجول في العالم الافتراضي من نقاشات، وذلك لأن المنصات الإلكترونية أضحت أحد المنابع التي يسعى المتشدّدون لتجنيد الشباب عبرها ودفعهم لارتكاب الجرائم باسم الإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين، كما هو نص القرآن الكريم.

ودار عديد من النقاشات وأجاب "العيسى"؛ عن التساؤلات، وبيّن أنه لا خيار للأمم والشعوب سوى تفهم حتمية الاختلاف والتنوع التي تتطلب بناء جسور الإخاء والمحبة والتعاون والتعايش لا حوائط العداوة والكراهية والعنصرية.

يُذكر أن الحوار شهد مشاركة عدد كبير من الأكاديميين والسياسيين والباحثين وجمع غفير من الشباب الأوروبي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org