"تصوير خالد زاروق"
مع دخول شهر أبريل تحتفي جزر فرسان بمهرجان صيد سمك الحريد، في طابع تقليدي متوارث، وفي تظاهرة عالمية فريدة، حيث يشارك فيه عديدٌ من الزوّار من داخل المملكة وخارجها.
اعرف جزر فرسان
صُنفت فرسان من أجمل مواقع الغوص وذلك لنقاء مياهها وصفائها؛ التي تمكنك من التمتع برؤية الأسماك، كما لو أنها تسبح في نهر صافٍ، وهي في القسم الجنوبي الشّرقي للبحر الأحمر، وعلى بُعد نحو 42 كيلو متراً عن ساحل مدينة جازان (جنوب غرب المملكة)؛ حيث مجموعة من الجزر (أكثر من 84 جزيرة)، بعضها مأهول والآخر خالٍ من السكان.
وتُعدّ جزيرة فرسان الكبرى أكبر جزر هذا الأرخبيل، وتضمّ مقرّ محافظة فرسان والإدارات الحكومية الأخرى، إضافة إلى عدد من الفنادق والشقق المفروشة والأسواق والمحال التجارية؛ حيث يعد ميناء فرسان نقطة الوصول الأولى لجميع الجزر.
الحريد ومهرجانه
تستقبل المحافظة آلاف الزائرين من داخل المملكة وخارجها للاستمتاع بلحظات الصيد والسباق المثيرة في الشاطئ؛ حيث تأتي أسماك الحريد الأليفة على شكل مجموعات وتستكين في ذلك الخليج الآمن؛ إذا تظهر بين شهرَي أبريل ومايو من كل عام، إذ يقيم الفرسانيون طقوساً احتفاليةً من الموروث الشعبي.
وفي طريقة صيد الحريد يجتمع الصيادون المهرة لصيده على مدار الأسبوع، وفي يوم الصيد الكبير تجمع الشجيرات حول الشبك الحديدي وتعطى إشارة الانطلاق لكل المشاركين بالانطلاق صوب البحر لصيد أسماك الحريد، كل حسب استطاعته.
كيفية الوصول إليها؟
ولا يحتاج الوصول إلى جزر فرسان تذاكر سفر باهظة الثمن؛ بل كل ما تحتاج إليه للوصول إلى مدينة جازان، التوجه لمينائها للانطلاق إلى فرسان على سطح عبّارة بحرية مجاناً، ولا يقف أمر الوصول لفرسان عند العبّارة البحرية، بل يمكنك التوجه إليها عبر قوارب صغيرة يمكن استئجارها بأسعار رمزية.
"العاصف" والقصار
وتبعد قرية القصار الأثرية عن مدينة فرسان نحو خمسة كيلو مترات جنوباً، ويعود تاريخها إلى ما يقارب 3000 سنة وفقاً للكتابات والنقوش الأثرية التي تم العثور عليها فيها.
وتمتاز بكونها مقصد أهالي فرسان في فصل الصيف؛ حيث اعتادوا قضاء ثلاثة أشهر في ربوعها خلال موسم "العاصف" وعادة ما تشهد هذه القرية الشهيرة بأشجار النخيل والأبنية الحجرية، احتفالات شعبية وتقليدية يقوم بها الأهالي خلال فترة وجودهم فيها.
التنزه في غابة القندل
وتقع غابة القندل في شمال جزيرة فرسان، وتزخر بأشجار القندل والشورى (المانجروف) وتتخللها الممرات والخلجان المائية، فيها استنشق الهواء الطلق والمنعش أثناء تنزّهك في هذه المساحة الخضراء الأشبه بلوحة زيتية.
غزلان فرسان
يُذكر أن الغزال كان منتشراً في جزيرتي السقيد، وقماح، الواقعتين في جبل منظر, وكان أيضاً في جزيرة زفاف، والآن انقرض من هذه الجزر بحكم الصيد الجائر وغير المرخص.
وتعمل الهيئة الوطنية لحماية المحميات، دوريات مراقبة وحماية، منها جولات بحرية لحماية الشعاب المرجانية والسلاحف البحرية والأسماك النادرة, وأيضاً جولات مراقبة راجلة على الأرض لحماية الغزلان والحيوانات الأخرى، وأيضاً حماية الطيور المنتشرة في المحمية.
وتقع محمية "جزر فرسان" في القسم الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، وتبعد نحو 42 كلم عن ساحل منطقة جازان، وتبلغ مساحتها نحو 600 كلم مربع، وتضم مجموعة "جزر فرسان" أكثر من 84 جزيرة؛ أكبرها جزيرة فرسان الكبير، والسقيد "فرسان الصغرى"، وقماح، وهي الجزر المأهولة بالسكان الذين يعمل أغلبيتهم في صيد الأسماك، وزراعة الدخن والذرة.
وتنتشر في جزر فرسان، حيوانات متعددة، أبرزها الظبي، كما يطلق عليها أهل الجزر، وهو من نوعية الغزلان، ويصنف باسم ظبي الإدمي الفرساني المتوطن في بعض جزر فرسان .
مبادرة تطوير فرسان
وكشفت السياحة عن مبادرتها لتطوير جزر فرسان بمنطقة جازان وتحويلها إلى وجهة سياحية مميزة كجزءٍ من برنامج التحول الوطني 2020 ، وأشارت إلى أن المبادرة تسعى لاستغلال ميزات جزر فرسان من حيث وفرة الشعاب المرجانية والشواطئ الخلّابة والتراث الحضاري الغني والخصائص الثقافية الفريدة والمياه النقية والموقع الجغرافي المميز ، إلى جانب وفرة غابات المانجروف والكائنات البحرية المتنوعة والحيوانات والطيور النادرة.
وبيّنت الهيئة أن المبادرة تضم عدداً من المنتجات السياحية من فنادق ومنتجعات بيئية ساحلية ومراكز وأنشطة بحرية ومواقع ترفيهية وخدمية ومواقع تراثية ، متوقعة أن تسهم المبادرة في تحقيق إيرادات سنوية تقدر بنحو 531 مليون ريال، ووصول نحو 375 ألف سائح سنوياً للجزيرة، وتوفير 1760 غرفة فندقية، وتوفير فرص عمل تقدر بنحو 6212 وظيفة مباشرة.
وتابعت: "هناك 286 جزيرة بمنطقة جازان، وهي ضمن المسارات السياحية التي يتم العمل على تطويرها بالمنطقة بالتعاون مع شركاء الهيئة في أمانة جازان ومجلس التنمية السياحية وإمارة المنطقة والزراعة والمياه، التي تعمل على تطويرها سياحة جازان في إطار مبادرات برنامج التحول الوطني، لإيجاد مناخ سياحي وبناء فرص استثمارية".
لا تفعل هذه الأمور هناك
وفي جزيرة فرسان، عليك ألا تسبح أو تغوص في غير الأماكن التي يُسمح فيها بممارسة هذه الهوايات، وتذكر دائماً أنّ هذه الجزيرة هي محمية طبيعية يجب المحافظة عليها، وحاول ألا تلحق الأذى بالشعاب المرجانية، فهي تستغرق وقتاً طويلاً للنمو، وابتعد عن الصيد العشوائي، واحم الحيوانات التي تعيش على الجزيرة، لا سيّما تلك المهددة بالانقراض، ولا تضف أي نقوش ورسومات على المعالم الأثرية، حفاظاً على هذا الإرث التاريخي.
