طموح "الحارثي" نقله من "جندي" إلى "محاضر مليونير"

تعرَّف على قصة الشاب الذي استدانت والدته لتبني مستقبله
طموح "الحارثي" نقله من "جندي" إلى "محاضر مليونير"

غرّد مصلح النايش الحارثي؛ المدرّب في كلية التقنية بحائل ورئيس فريق تنظيم تيدكس "TEDx Hail College Of Technology"، بسلسلة تغريدات؛ تحدث فيها عن تحوله من جندي بالجيش السعودي، إلى محاضر في التعليم التقني، ومن شخص محدود الدخل إلى مليونير.

وقال "الحارثي"؛ في أولى تغريداته: قصتي من جندي الى محاضر ومن فقير إلى مليونير، بما أننا في بداية سنة دراسية، أحببت أن أطرح قصتي بين يديكم لعلها تكون محفزةً لكم لتحقيق طموحكم ومثالاً على أن الحلم مع العمل والجهد يتحقق ‫#بداية_العام_الدراسي.

وسرد "الحارثي"؛ قصة كفاحه منذ اليوم الأول لتلقيه خبر تعيينه جندياً بالجيش السعودي عام ١٤٢١ هـ عندما بشّرته أمه بذلك.

وأضاف، أنه وبقدر ما فرح بالوظيفة إلا أن السبيل التي توصله من الطائف إلى المنطقة الشرقية، صعبة قد تمنعه؛ لأن أسرته فقيرة إلى حد العوز، ولا تجد قيمة دجاجة في الغداء لأشهر، فكيف بمصروفات رحلة إلى الشرقية؟!

وأردف، أنه وفي خضم ذلك التفكير، وضعت والدته بيده ثلاثة آلاف ريال، وعند سؤاله لها من أين؟ سكتت ولم ترد، فعرف أنها سألت الناس لأجل وصوله إلى وظيفته، فاتجه إلى مقر عمله بالمنطقة الشرقية.

وتابع، أنه ومنذ اليوم الأول للعمل، شعر بمسؤوليته عن عائلته، وطمح لأن يحقق حُلمه، فرتب أموره المالية، وسعى لإكمال دراسته، وبدأها في المساء، حتى تخرج في الثانوية العامة في الدور الثاني، بعد أن رسب في اللغة الإنجليزية؛ ما اضطره إلى الاستعانة بمدرس خصوصي حتى ليلة اختبار الدور الثاني، فنجح بـ 85 %، لكنه صُدم بالجامعة تشترط منه موافقة جهة العمل للدراسة بها، في الوقت الذي يرفض عمله أن يكمل دراسته.

وأشار "الحارثي"؛ إلى أنه لم يجد خياراً أمامه إلا التقديم على الابتعاث أو البقاء دون إكمال دراسته، فعزم على التقديم على الابتعاث، لكنه صُدم بإلزامه بدفع مبالغ القروض التي اقترضها على راتبه، من أجل شراء سيارة له ومنزل لعائلته.

وقال: إنه وجد إعلاناً للجامعة العربية المفتوحة وكانت لا تشترط موافقة جهة العمل، إلا انها برسوم فصلية، فعزم على الدراسة بها.

وأضاف: قررت خوض التحدّي؛ لان الجامعة هي طوق النجاة الأخير والوحيد الذي أتمنى أن ينتشلني من حياة البؤس.

وأردف، أنه استدان لرسوم الفصل الأول، واعتزل المجتمع، واستأجر غرفة للدراسة طاولة دراسته فيها كانت عبارة عن قطعة كرتون، وفوجئ بأن الدراسة بالجامعة باللغة الإنجليزية، وهي المادة التي رسب فيها بالثانوية.

وتابع، أنه توكّل على الله، وكان شغوفاً بمتابعة أخبار المبتعثين، لرغبته في ذلك لكن ظروفه لم تساعده، فدرس وتخرج في الجامعة، ومع تخرجه كان قد سدّد جميع ما عليه من التزامات، وأصبح الطريق أمامه سهلاً للابتعاث.

وواجه "الحارثي"؛ اختياراً يتعلق بالاستقالة من العمل، وكان خياراً صعباً له ولعائلته، حيث لم ترغب والدته في ذلك، لكن أقنعها بأن ذلك أحد خياراته للوصول إلى هدفه، فوافقت واستقال من العمل، وحصل على حقوقه من عمله الذي قضى به تسع سنوات، فذهب للدراسة في أمريكا على حسابه وبما جمعه من خدمته.

ونظراً لأن أسعار المواد الغذائية هناك مرتفعة، فقد اقتصر في أكله على مدى الأشهر السبعة الأولى على البيض والشاي، حتى انضم إلى البعثة على حساب الدولة، فتعلم اللغة الإنجليزية، والتحق بالدراسة للماجستير، وعمل كمندوب بيع للمكياج بمساعدة أحد أصدقائه في جدة، لتصريف البضاعة، وتعامل معه أحد تجار المكياج في جدة بكميات كبيرة حتى جمع رصيداً من المال.

وعند تخرجه بتقدير ممتاز، عاد إلى السعودية، وبدأ بنشاط بيع المكياج، حتى قل الطلب على ذلك، فغيّر النشاط التجاري، لكنه لم يوفق.

وبعد الإعلان عن الحاجة إلى محاضرين في كليات التقنية، تمّ قبوله للتدريب في الكلية التقنية بحائل، وأسّس فيها "تنظيم تيدكس"، وأصبح يطمح لإكمال دراسته في الدكتوراه.

وحظيت قصة نجاح "الحارثي"؛ بإعجاب مرتادي "تويتر" الذين تفاعلوا معها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org