"الجعيد": قمم مكة توحِّد المواقف لاستقرار المنطقة.. وإرهاب إيران قتل 1.3 مليون عربي

أكد أن طهران تسببت في أزمات وحروب عديدة منذ انقلاب ثورة الخميني
"الجعيد": قمم مكة توحِّد المواقف لاستقرار المنطقة.. وإرهاب إيران قتل 1.3 مليون عربي

قال الدكتور بندر الجعيد، أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، لـ"سبق" إن أنظار العالم اتجهت إلى القمم الثلاث في مكة المكرمة التي تُعقد في ظل ظروف جيوسياسية واقتصادية حساسة في المنطقة العربية، مع استشعار المجتمع الدولي المخاطر والتهديدات التي تفرضها السياسيات الإيرانية.

وتفصيلاً، أوضح الدكتور "الجعيد" أن انعقاد القمم الدولية الثلاث في العاصمة المقدسة ليس أمرًا جديدًا على السياسة والدبلوماسية السعودية؛ فخلال العقود الماضية استضافت المملكة العربية السعودية العديد من القمم السياسية والدولية والإقليمية لمناقشة بعض القضايا والأزمات الإقليمية والدولية، بدءًا من القضية الفلسطينية، ومؤتمر الطائف للمصالحة اللبنانية، ومؤتمر المصالحة الأفغانية، وقمة الرياض العربية، وقمة القدس العربية في الظهران، وغيرها العديد من القمم الدولية.

وأضاف: ليس الأمس ببعيد؛ إذ استضافت العاصمة الرياض خلال مايو 2018 القمة الإسلامية - الأمريكية والعربية - الأمريكية التي تمخضت عن توصيات وإعلان الرياض، وواجهت الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية والعالم، وخلالها تم إطلاق المركز الدولي لمكافحة الإرهاب "اعتدال".

وتابع: قمم مكة الثلاث هي قمم توحيد المواقف، ومواجهة التهديدات الإيرانية التي تهدد السلم والأمن في المنطقة العربية والخليج على وجه الخصوص؛ إذ لا تنحصر المخاطر الإيرانية في التأثيرات السلبية على التجارة الدولية وخطوط الملاحة العالمية وأمن الطاقة الأممي، ولكن تمدد التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة إلى محاولة السيطرة على القرار والأرض والمياه في المنطقة العربية. ولا يمكن حصر التهديدات الإيرانية فيما حدث مؤخرًا من استهداف لخطوط الملاحة البحرية الدولية، واستهداف جماعة الحوثي الإرهابية خطوط الطاقة في المملكة العربية السعودية، بل إن الخطر والتهديد الحقيقي للمنطقة العربية هو طبيعة العقيدة السياسية للنظام الثوري الإيراني القائم على قاعدة توسعية في تصدير مبادئ الثورة الإيرانية إلى دول المنطقة العربية، وخصوصًا دول الخليج؛ وذلك من أجل السيطرة على الأرض والقرار.

واسترجع الدكتور "الجعيد" تاريخ التدخلات الإيرانية في المنطقة مؤكدًا أنه منذ انقلاب ثورة الخميني على السلطة الإيرانية الشرعية في عام 1979م وجد النظام الإيراني نفسه وحيدًا وضعيفًا في منطقة متجانسة لغويًّا ودينيًّا وتاريخيًّا. ومن أجل توسيع نفوذه في المنطقة استخدم النظام الإيراني جميع السبل. وللأسف لم تخرج ممارسات ملالي طهران عن الحروب، وإثارة النزاعات الأهلية وحالات عدم الاستقرار، وتهديد الأمن الإقليمي العربي.

وواصل: بدأت هذه المحاولات من خلال المواجهة العسكرية المباشرة مع الدول العربية في حرب الخليج الأولى، وتم بعد ذلك تكوين أذرع متطرفة في دول المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والجماعات الإرهابية في العراق وجماعة الحوثي الإرهابية ومليشيات (فاطميون) وفيلق القدس، وغيرها الكثير.

وتطرق "الجعيد" إلى تعطيل التنمية العربية، وقال إن معظم الاستراتيجيات التوسعية الإيرانية أعاقت التنمية في العالم العربي، وأججت الصراع الطائفي والحروب الأهلية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وخلال العقود الماضية كان هدف الأذرع الإيرانية زعزعة الاستقرار والأمن القومي العربي.

وأكمل: وفقًا للعديد من المنظمات الدولية والإقليمية التي تابعت الأزمات التي افتعلتها إيران في المنطقة العربية، توصلت لأرقام مخيفة لضحايا هذه الحروب والأزمات التي افتعلتها إيران في العالم العربي بعدد ضحايا يصل إلى أكثر من 1.3 مليون قتيل عربي، وأكثر من 800 ألف جريح، وأكثر من ثلاثة ملايين مشرد، وأكثر من ثمانية ملايين لاجئ عربي. وكل ذلك بسبب الممارسات الإيرانية في المنطقة.

واستطرد: كان للتدخلات الإيرانية في العالم العربي العديد من الانعكاسات السلبية من خلال محاولة إسقاط وتعطيل العمل الحكومي المؤسسي في اليمن والعراق ولبنان. ونستذكر الأعمال الإرهابية التخريبية في مملكة البحرين في عام 2011م، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، واستيلاء جماعة الحوثي الإرهابية على السلطة الشرعية في اليمن. وتمددت المحاولات الإيرانية لتقويض مؤسسات العمل العربي المشترك، مثل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.. ولكن يقظة الدول العربية الإقليمية، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، غيَّرت قواعد اللعبة في المنطقة العربية.

وأوضح: لسنوات كانت الردود العربية على المشاريع الإيرانية هي محاولة ترميم الدمار والخراب الذي تخلفه إيران، ولكن بتصميم حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ومع إطلاق التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب وعاصفة الحزم لإعادة الشريعة لليمن الشقيق، تغيَّرت الجهود العربية من ردة الفعل إلى المبادرة من أجل تحجيم المخاطر الإيرانية من أجل سلامة ووحدة الوطن العربي.

ومع زيادة الجهود العربية لمواجهة مشروع الملالي في العالم العربي بدأ المجتمع الدولي في إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة، والمطالبة بعدم تدخُّل إيران في شؤون المنطقة العربية، مع الضغط الدولي والاصطفاف العربي خلف المشروع السعودي للنهوض بالدول العربية المنهكة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا بالتدخلات الإيرانية.

وعن القمتين الخليجية والعربية قال: انعقدت يوم الأمس في واقع يختلف عن أي وقت سابق؛ إذ بلغت الآثار السلبية للأجندة الإيرانية في المنطقة مستوى غير مسبوق من تهديد للسلم والأمن الإقليمي، وهجمات على خطوط إمداد الطاقة العالمية، واستمرار تمويل المجموعات الإرهابية في المنطقة العربية ودعمها لوجستيًّا. وأكبر مثال دعم جماعة الحوثي الإرهابية بالصواريخ أرض – أرض، والطائرات المسيَّرة بدون طيار.

وأبان أن القمتين وجَّهتا رسائل للمجتمع الدولي من خلال التشديد على إصرار الدول العربية على استقرار المنطقة، وخصوصًا الخليج العربي، مع ضمان استقرار أسواق الطاقة بما يضمن استمرار نمو الاقتصاد الدولي.

وكذلك إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة من خلال دعم الجماعات الإرهابية في اليمن ولبنان والعراق وسوريا والبحرين، وإدانة العمليات التخريبية في المياه الإقليمية الإماراتية واستهداف خطوط الطاقة في السعودية.

ووجهت القمتان الدعوة لإيران لضرورة التعايش السلمي في المنطقة، وحذرت الدول الخليجية والعربية من خطر المساس بأمن المنطقة، وأن الدول العربية لن تتسامح مع أي تهديد.

وأشاد الجعيد بتوحيد الموقف العربي، ووحدة الصف العربي في مواجهة التهديدات لمستقبل الوطن العربي، وقال: متأكد من دعم جميع المواطنين والمقيمين في الوطن العربي لوحدة الموقف وحماية القرار العربي، ولكن ماذا عن الشعب الإيراني وهو يشاهد جميع الأدلة والبراهين تقدم لإدانة الممارسات الإيرانية في المنطقة، ودعم المليشيات الإرهابية ماديًّا في حين يعاني الاقتصاد الإيراني والشعب الإيراني مأزقًا اقتصاديًّا، وانخفاضًا في جودة الحياة، وارتفاعًا في معدل البطالة وهجرة العقول والشباب، ويتم تغييب جميع هذه الحقائق عن الداخل الإيراني؟ هل سوف يتحرك الشارع الإيراني؟

وختم بالقول: نجاح التنظيم، نجاح القمم الثلاث في العاصمة المقدسة في العشر الأواخر من رمضان، هو نجاح آخر لكل الجهات العاملة في إنجاح موسم العمرة لهذا العام، ونجاح حقيقي للمشروعات العملاقة التي أنجزتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في منطقة مكة المكرمة. إنه ليس بالأمر البسيط في ثلاثة أيام استضافة وفود رسمية لأكثر من خمسين دولة مع أكثر من مليوني معتمر وأكثر من 350 إعلاميًّا و59 قناة إعلامية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org