من "الطبابة" إلى الخبراء.. هنا أبرز قرارات "المؤسس" للعناية بصحة السعوديين

"منع الاتجار في المواد المخدرة" وتسجيل المتوفين من الحجاج وقسم الجراثيم بعضها
من "الطبابة" إلى الخبراء.. هنا أبرز قرارات "المؤسس" للعناية بصحة السعوديين

شكّلت القرارات والتوجيهات التي أصدرها الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- والمتعلقة بالعناية بصحة الإنسان دعامة أساسية في النهوض بالمجال الصحي، والتي تنوعت على مختلف الأصعدة بدءاً من خدمة الحجاج وصولاً إلى بناء المستشفيات وتأهيل الكوادر الصحية.

وعن أهم وأبرز القرارات المبكرة التي اتخذها الملك "المؤسس" -رحمه الله- وكيف تنوّعت ما بين اهتمامه الكبير بإنشاء المحاجر الصحية، تقول "دارة الملك عبدالعزيز": "رغم الظروف المالية والاقتصادية التي كان يمر بها، وعنايته البالغة بزوار بيت الله الحرام من الحجاج، تم التعاقد مع عدد من الخبراء الأوروبيين لإدارة أهم الأقسام الصحية، مثل، (الجراثيم) والذي أُنشئ قبل 96 عاماً في مدينة جدة".

وأضافت في حديثها عن عناية "المؤسس" بالجوانب الصحية: "كان يُدرك افتقار البلاد، وتحديداً منطقة مكة المكرمة لإطار تنظيمي للأوضاع الصحية، الأمر الذي دفعه لإصدار العديد من الأنظمة والتشريعات الخاصة بالشؤون الصحية ومجالاتها المختلفة، وشهدت المملكة نتيجة لذلك خلال المدة من 1346هـ - 1355هـ ظهور تنظيمات كثيرة تتعلّق بالتدابير الصحية من أجل تحسين النواحي الصحية في المنطقة".

وتابعت: "من أهم تلك الأنظمة، تسجيل المتوفين من الحجاج عام 1346هـ، والطبابة والصيادلة في مكة المكرمة عام 1347هـ، وشهد العام نفسه أيضاً أنظمة: الأطباء والمستخدمين بمديرية الصحة العامة والإسعاف والصيادلة وحكماء الأسنان والقوابل والموظفين والتطعيم ضد الجدري، وممارسة مهنة الحجامة، وفي عام 1349هـ أصدر مهنة الصيدلة والصيدليات العمومية وتجار العقاقير والأدوية، وتطعيم السِل".

وواصلت "الدارة" استعراضها أنظمة المؤسس الصحية مبينة أنه "أصدر في عام 1352هـ نظام الاحتياطات الصحية للوقاية من الأمراض المعدية، ومنع الاتجار بالمواد المخدرة في العام التالي، وأصدر في عام 1354هـ نظاماً لمُمارسة مهنة الصيدلة، وآخر لجمعية الإسعاف الخيري، وأخيراً نظام الصحة البحرية عام 1355هـ".

وأشارت إلى أن صدور هذه الأنظمة في سنوات متقاربة؛ تعكس وجود اهتمام ملحوظ لدى "المؤسس" –رحمه الله– بالجانب الصحي وتنظيمه إدارياً لتحقيق العديد من الأهداف المتعلقة بها في وقتٍ قصير، إضافة لشمولية تلك الأنظمة لعدد من الجوانب الصحية، مثل "مسائل التطعيم والوقاية والشؤون الإدارية والتنظيم الخاصة بالمهن الطبية وأنظمة الصحة عموماً".

وأكّدت "الدارة" أن "المؤسس" اهتم كثيراً بتأسيس محاجر صحية في بعض الموانئ السعودية مثل "ينبع" لتسهيل مرور الحجاج مباشرة إلى المدينة المنورة، وآخر في منطقة "الوجه" من أجل تخفيف حركة الملاحة على مينائي جدة وينبع، كما أمر بتأسيس مراكز صحية مساندة في كلاً من "ضباء ورابغ والليث والقنفذة وجازان" للإشراف على مسائل الحجر الصحي على ساحل البحر الأحمر.

ومن الجوانب الأخرى المتعلقة بتطوير الحجر الصحي في المملكة العربية السعودية في تلك الفترة، قالت "الدارة": "تم تأسيس قسم خاص بالجراثيم في المستشفى الحكومي في جدة؛ من أجل تدعيم وسائل الوقاية الصحية في المنطقة، وتولّى الإشراف على ذلك الدكتور الهولندي "فاندر هوخ" الذي تعاقدت معه للعمل في مستشفى باب مكة في جدة عام 1345هـ.

وأضافت: حرص "المؤسس" على تطوير مجال الحجر الصحي من خلال الاستعانة بالخبرة الصحية الأوروبية؛ من حيث الإشراف على مستشفيات جديدة تم إنشاؤها، أو تقديم الاستشارة المتخصصة والمتقدمة في الشؤون الصحية للدولة السعودية، من خلال تعاقدها مع عدد من الخبراء الأوروبيين في مجال الصحة، مثل الأطباء "الهولندي هوخ، والإنجليزي لونجينوتو، والدكتور مانيفون، والمفتش الصحي جينكز".

وختمت "الدارة" حديثها: تأتي هذه الإجراءات والقرارات المبكرة التي اتخذها الملك عبدالعزيز لمعالجة الوضع الصحي، وتركزت على منطقة الحجاج؛ نظراً للحاجة الماسة إلى الاهتمام بأوضاع الحجاج، رغم الظروف المالية والاقتصادية التي كان يمر بها في تلك الفترة المبكرة، ورغم اتساع نطاق الدولة السعودية، وحاجة بقية المناطق إلى اهتمام مماثل، وانطلاقاً من ذلك التركيز بسبب أهمية الحج فإنه لم يتم ربط إدارات الصحة في العاصمة بمديرية الصحة في مكة المكرمة إلا في عام 1351هـ، وذلك بعد أن تأسست القاعدة الخاصة بالنواحي الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org