"البرنامج الوطني الوقائي".. 5 ملايين طالب وطالبة في انتظاره!

"البرنامج الوطني الوقائي".. 5 ملايين طالب وطالبة في انتظاره!
بروفايل "سبق" | خاص: في إحدى المناسبات التي حضرها أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المساعد الدكتور فايز الشهري، كشف أن هناك "حملات توعية من آفة المخدرات استمت بالفشل وتم توجيهها للمجتمع بدون رؤية ثاقبة مما سبب حالات تعاطي لأشخاص لم يكونوا على علم بهذه الآفة".
 
مضيفاً: "العمل في بعض الأحيان يتحول إلى (سيرك) إعلامي من بعض الجهات، وبعض ممارسي التوعية غير المؤهلين وخاصة ممن سبق لهم الإدمان شاركوا في ذلك"، مشيراً إلى أن "اللجنة ستلاحقهم لمنعهم من نشر السلبيات كما تلاحق أجهزة مكافحة المخدرات المروجين".
 
البرنامج الوطني الوقائي:
اللجنة التي أنشئت لأهداف غاية في الأهمية يأتي في أولوية ما تسعى إليه (البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات)، وهو برنامج بدأ العمل عليه منذ خمس سنوات، وكان الداعي الرئيسي عندما أكدت الأبحاث والدراسات أن المتعاطين للمخدرات بدؤوا تعاطيهم للمرة الأولى في سن يراوح بين 13 و18 عاما.
 
ومن خلال تتبع ورصد لما نشر عن البرنامج خلال خمسة أعوام المعلومات شحيحة سوى القليل من المعلومات الجوهرية وتلك التي غير متواجدة ميدانيا. وخصوصا أن البرنامج حتى الآن بصدد إطلاق موقعه الإلكتروني قريبا بالرغم من إشارة مديره التنفيذي إلى ضخ 16 مليون ريال من الوزارة للجانب الإعلامي وتسليم ذلك لشركة خبيرة لم يذكرها.
 
الإطار العام:
لكن يمكن القول إن البرنامج في إطار المفهوم العام يستهدف طلاب ‏وطالبات التعليم العام بمناطق ومحافظات المملكة المختلفة، ويتم تنفيذه ‏بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية.
 
البرنامج بني على خطة إستراتيجية ‏يستمر تنفيذها ثلاث سنوات سعياً لاستدامته في المجتمع، ويشتمل في خطته ‏العامة على حملة إعلامية موسعة، كما أن الخطة الميدانية تركّز على إكساب وتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب ‏وأولياء أمورهم والتربويين بشكل عام.‏
 
يعتمد البرنامج تأهيل وتدريب المرشدين والمرشدات في التعليم لنقل التدريب بدورهم للطلاب والطالبات، وتتنقل مراحله الثلاث بين عدد من المناطق، ففي الأولى يستهدف قرابة نصف مليون طالب وطالبة في ‏مدارس في الرياض ومكة ‏وتبوك وجيزان بواقع (4561) دورة تدريبية.‏
 
وفي المرحلة الثانية في مناطق (الشرقية، القصيم، حائل، الحدود الشمالية، ‏الجوف).، وفي الثالثة يطبق في مناطق (عسير، نجران، المدينة المنورة، الباحة).‏
 
ووفقاً للمؤشرات وخطة التنفيذ النظرية حتى الآن يسعى البرنامج لتمكين 30 ألف مدرب ومدربة من العاملين في التعليم، أن يكون ما لا يقل عن 75% من التربويين قد ‏شاركوا في البرنامج، وأن ‏يكون 50% من أولياء الأمور قد استطاعوا مساعدة أبنائهم في تجاوز ‏مشكلاتهم.
 
بيوت خبرة عالمية و 30 ألف مدرب:
الورشة التحضيرية الرئيسية للبرنامج ضمت وعلى ‏ضوء الاتفاقية الموقعة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية شارك ‏فيها (150) مشاركاً من ممثلي الجهات والإدارات المعنية. وعملت على جوانب مثل إعداد دليل إجرائي وتنظيمي واعتماد سفراء للبرنامج، إضافة إلى دعوة القطاع الخاص.
 
وبرغم أنه في 23 مايو 2012 قالت وزارة التعليم إنها ستطلق البرنامج ليغطي 25 ألف مدرسة بدءاً من العام 2013م إلا أنه لا يوجد شيء ملموس حول التنفيذ، والورش ما زالت مستمرة حيث قال في أخرها قبل أسابيع وعقدت في تبوك، اًلمدير التنفيذي د. ناصر العريني أن الوزارة ستستعين بـ 5 بيوت خبرة لمكافحة المخدرات بين الطلاب.
 
وأيضا يبدو أن البرنامج في مأزق الاسم أيضا، فبداية انطلق باسم (حماية)، ومؤخراً رأت وزارة التعليم أن اسم (فطن) هو الأفضل!
 
البرنامج والإستراتيجية الوطنية:
تنص (الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية) المعتمدة من مجلس الوزراء على "إلزام الجهات الحكومية المعنية بوضع برامج توعوية وثقافية عن أضرار المخدرات والمؤثرات العقلية بصفة دورية، ويشمل ذلك القطاع الخاص.
 
وفي ما يخص وزارة التعليم نصت الإستراتيجية على "الحث على تخصيص مجال توعوي تثقيفي عن المخدرات والمؤثرات العقلية في مطبوعاتها الخاصة، وعمل دورات منتظمة توعوية على أن تكون تلك الدورات منظمة وفق برنامج موحد ومقنن.
 
بالإضافة لوضع مفردات في المناهج يشار فيها صراحة لمخاطر المخدرات مثل: (النيكوتين)، (الإمفتامينات)، (الحشيش)، (الكوكايين)... الخ. وأخيراً وضع مفردات عن العقوبات المطبقة في المملكة.
 
مقابل ذلك تبدو اللجنة الرئيسية متقدمة كثيراً. فيؤكد عبد الإله الشريف مساعد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، وأمين عام اللجنة الوطنية، على جهود المملكة الرائدة وعلى سبيل المثال: عقد الندوة الإقليمية لمكافحة المخدرات بمشاركة عدد من دول العالم كل ثلاث سنوات، وبناء مذكرات التعاون مع الكثير من الجهات، وإنتاج الرسائل التلفزيونية للأسر، وتوعية المبتعثين، والاستمرار في بناء الشراكات.
 
112 دراسة علمية!
الآمال معقودة على انطلاقة البرنامج الوطني الوقائي قريبا، فكل السبل كما تقول الوزارة مهيأة له، لكن التأخير مقلق للجهة الأم.
 
يقول "الشريف": "دور الجامعات ضعيف في التوعية، ولا يوجد لديها برامج علمية واضحة، نحن لا نحتاج إلى محاضرات ومعارض. وزارة التربية والتعليم تأخرت في تنفيذ برنامج وطني للتوعية".
 
حول الإشكالية يقول مدير البرنامج الوطني الوقائي بوزارة التعليم، ناصر العريني مدافعاً: "منذ عام 1410هـ بدأت الوزارة برامجها التوعوية، والتي حولناها إلى وقاية من المخدرات. تأخر البرنامج لا يعني تأخر الأدوار، الأدوار قائمة وانتشار المخدرات بين الأبناء بسبب وجود 5 مليون طالب وطالبة. الوزارة في مرحلة تنفيذ البرنامج الجديد بعد الدراسة الوافية. البرنامج أعد وفق إستراتيجية محكمة، 112 دراسة علمية تمت الاستفادة منها في هذا الجانب. لدينا برامج مسكنة وتعمل داخل المدرسة والبرنامج الموجود".
 
إلا أن الكثير من الوقائع تؤكد أن البرنامج ما زال يحبو في أروقة الوزارة والورش التحضيرية.
 
رؤى دولية:
ضمن تقرير لمؤسّسة نيدا- NIDA المؤسّسة القوميّة للوقاية من المخدرات ترى المؤسسة أن برامج الوقاية خصوصا للأطفال وطلاب وطالبات المدارس يمكن التخطيط لبرامج التدخّل والوقاية منذ روضة الأطفال، وتكون موجّهة لتحسين التحصيل المدرسي والتعليم الاجتماعي العاطفي. ويجب زيادتها في المرحلة الثانويّة وخصوصا مهارات مقاومة الوقوع في فخّ المخدّرات.
 
وعلى خط البرامج الجماعية للمجتمع ترى المؤسسة أن إستراتيجيّة الوقاية في المجتمع أن تكون بشكل رسائل متعاقبة وموجّهة للمجتمع ككلّ في أيّ إطار. كما يجب أن تكون برامج الوقاية طويلة الأمد وأن تشمل تدخّلات متكرّرة. وبطرق تسمح بوجود تداخل فعّال في تعلّم موضوع تعاطي المخدّرات وتقوية المهارات المكتسبة.
 
إن اللجنة الوطنية بحق في حاجة لتجاوب سريع وفاعل من كل الجهات مع الإستراتيجية وإلى تكامل قوي في الأدوار، وخصوصا فيما يتعلق بالطلاب والطالبات فهم عماد الوطن، ما يعني أن وزارة التعليم من خلال البرنامج الوطني الوقائي عليها مسؤولية عظيمة، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة نحو البرنامج وتأخره كل هذا الوقت رغم التأكيد على احترام الجهود التي تعمل عليه. وضرورة الانتقال للتدريب الفاعل في الميدان خصوصا مع وجود خمسة بيوت خبرة عالمية و112 دراسة علمية وميزانية قوية كما أشير لذلك من مسؤولي البرنامج.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org