طلاب "بوابة المستقبل": مدرستنا في جهازنا والمبادرة أنهت معاناتنا بسبب "أثقال الحقائب"

قالوا إنها حولت المدارس من بيئات ورقية تقليدية إلى بيئات تعليمية رقمية متطورة
طلاب "بوابة المستقبل": مدرستنا في جهازنا والمبادرة أنهت معاناتنا بسبب "أثقال الحقائب"

لم يعد "محمد العيسى"، الطالب بالصف الثالث متوسط بمدرسة العليا المتوسطة، يحمل هم ترتيب وتنظيم كتبه الدراسية كل مساء، أو حملها في حقيبته الثقيلة كل صباح، فسوف يختصر مشروع "بوابة المستقبل" الذي أطلقه وزير التعليم الاثنين الماضي مرحلته الأولى في مدرستهم ضمن 150 مدرسة في الشرقية والرياض وجدة، كل ذلك وأكثر في جهاز "لابتوب" صغير يسهل حمله إلى أي مكان.

وقال الطالب العيسى في حديث مشترك مع زملائه لـ"سبق" عن مشاعرهم وآرائهم حول تجربة "بوابة المستقبل": "ساعدتنا البوابة في التعلم والدراسة وكذلك الإحساس بالمسؤولية أمام والدينا اللذيْن يسمح لهما النظام بمشاركتنا في تفاصيل يومنا الدراسي وتحصيلنا العلمي وسلوكياتنا ودرجة انضباطنا المدرسي".

وأضاف الطالب "فيصل القاضي" بالصف الثالث متوسط بدوره: "البوابة سهلت علينا فهم الدروس واستيعابها من خلال التعلم التفاعلي والتي كانت صعبة مع الكتب والدفاتر مع الحمل الثقيل للحقائب المدرسية طبعًا"، مشيرًا إلى أنه في حال وجد صعوبة في فهم أي مسألة يلجأ للجهاز المحمول ويبحث عن حلها حيث توجد كل الكتب الدراسية في جهاز واحد ، مع توفر شرح الدروس وحل التمارين.

ولفت "القاضي" إلى أن البرنامج يتيح اتصالاً دائمًا ومباشرًا بولي أمر الطالب مع ولده، ويقول: "أكون على اتصال دائم بوالدي ويستطيع معرفة مستوياي الدراسي ومراقبة سلوكياتي في الصف والمدرسة فهو لا يحتاج بذلك إلى زيارة المدرسة والسؤال عني حيث توفر هذه التقنية عن بعد كل ذلك".

من جانب آخر، اعتبر الطالب عبدالرحمن الحسن بالصف الثالث متوسط أن مشروع "بوابة المستقبل" هي أفضل للأجيال القادمة من الطلاب والطالبات، فهم جيل التقنية والرؤية 2030، متمنيًا نجاح هذه التجربة.

وأضاف: "وجدت صعوبة في البداية في التعامل مع النظام والبوابة من خلال تحميل البرامج وطريقة حل التمارين وكتابة الإجابات والملاحظات، لكن بمساعدة المعلمين صارت أسهل ولله الحمد".

ووصف زميله "محمد" بدوره التجربة بالجميلة والممتعة والمفيدة في التعلم والدراسة وسرعة اكتساب المعرفة وسهولة الوصول إلى المعلومات، حيث "تتم الاستفادة من شرح دروس المعلم في المدرسة وخارجها ومن أي مكان بوساطة جهازي المحمول".

وأضاف أنه حتى في حالة غياب الطالب عن المدرسة لعذر ما، فلن يفوته شيء من شرح المعلمين وحل التمارين عبر البوابة، والتي تتيح لك التواصل مع المعلم حتى خارج أوقات الدراسة وفي المنزل للاستيضاح والفهم.

وأردف: "بكل يسر وسهولة أحصل على الواجبات المنزلية المطلوبة مني بعد الدخول برقم حسابي في "بوابة المستقبل"، وأقوم بحلها وإرسالها إلكترونيًا إلى المعلم لتصحيحها".

ولم يتردد طلال الحسن في وصف التجربة بالممتازة التي خلصتهم من عبء حمل الكتب وخشية ضياعها وفقدانها مع سهولة الوصول لشرح الدروس ومتابعة المعلمين!

وأكمل الطالب بالصف الثالث متوسط "نواف الجويسر": "نشعر بارتياح كبير من هم حمل الحقيبة المدرسية مقارنة بالسنة الماضية فكل الكتب الدراسية موجودة ومتوفرة في جهاز "اللابتوب"، ويستطيع الطالب أو الطالبة الاستفادة منها من أي مكان"، معربًا عن سعادته واستمتاعه بالدراسة والتعلم بعد أن سهلت التقنية في "بوابة المستقبل" كل شيء من كتب وواجبات وشرح الدروس.

وأوضح مسؤول "بوابة المستقبل" في متوسطة العليا "مبارك الحربي"، أن المشروع يمكّن المعلم من إنشاء فصل افتراضي في المساء بعد نهاية الدوام الدراسي، ويقوم بشرح الدروس لطلابه، فيما قال معلم الرياضيات بمتوسطة العليا "أحمد النجعي": "إن المشروع يساعد ولي أمر الطالب في متابعة سلوك ولده، وتحصيله الدراسي مباشرة؛ دون الحاجة إلى زيارة المدرسة".

وشرح "النجعي" لـ"سبق" طريقة التعامل مع "بوابة المستقبل" بالدخول للبوابة بالحساب الخاص، ويظهر للمعلم جدوله الدراسي والحصص ثم أيقونة الصفوف التي يدرسها، وتوجد أسفل كل فصل شريط أيقونات التفاعل النشط مع الدرس، وأهمها الواجبات وصفحة النقاش والاختبار، وتلك الأيقونة يكتبها المعلم ويجدها الطالب في صفحته، وتكون لنقاش الطلاب حول الدرس.

ودشنت وزارة التعليم، الأسبوع الماضي، برنامج "بوابة المستقبل" لتطبيق التحول الرقمي في جميع مدارس المملكة، وذلك تحت رعاية وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، والتي تنفذها وزارة التعليم بالتعاون مع شركة تطوير لتقنيات التعليم للتحول نحو التعلم الرقمي.

ويعد البرنامج أحد مبادرات الوزارة في مرحلة التحول الوطني 2020؛ لتحقيق رؤية المملكة 2030 بهدف التحول إلى بيئة تعليمية إلكترونية واستفادة الطلاب من التقنيات الحديثة، وتوجيههم للاستخدام الإيجابي للتقنية والتوسُّع في عمليات التعليم التي تمكن الطالب من اكتساب المهارات الشخصية؛ مما يجعله أكثر جاهزية للدراسة الجامعية وسوق العمل.


وتهدف "بوابة المستقبل" إلى التحول نحو بيئة رقمية تعزز الاستراتيجيات التربوية، وتدعم فرص التعليم الذاتي، لإيجاد بيئة تعليمية يكون محورها الطالب، وتطبيق أساليب تربوية حديثة توجه البيئة التعليمية نحو الاستخدام الإيجابي للتقنية.

ويأتي تطبيق برنامج "بوابة المستقبل" من خلال عدة مراحل؛ الأولى منها ستكون في عام 2017–2018، ويجري خلالها اختيار 150 مدرسة في ثلاث مناطق تعليمية والعمل لمدة عام دراسي كامل لتقييم التجربة ونجاحها، وقياس أثر التطبيق على المستوى المعرفي للطالب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org