تفوح منها رائحة التاريخ.. شاهد جولة مندوب السعودية الأممي في "تراث شقراء وأشيقر"

زار متاحفها وأسواقها وقصر السبيعي والعيسى والجميح.. وقال: فترة مهمة من عمر الوطن
تفوح منها رائحة التاريخ.. شاهد جولة مندوب السعودية الأممي في "تراث شقراء وأشيقر"

تصوير: عبدالعزيز المهنا

قام مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، المهندس عبدالله المعلمي، بزيارة أشهر معالم البلدة التاريخية بمحافظة شقراء، وقرية أشيقر التراثية، واطلع على أهم معالم المنطقة الضاربة في التاريخ، وأكد أن قرى محافظة شقراء التاريخية أصبحت مَعلمًا سياحيًّا بارزًا، يشد الأنظار، ويستهوي الزوار.

رافق "المعلمي" خلال زيارته سلمان الحجار وباسل المعلمي، فيما كان في استقبالهم محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، ومدير مصفاة أرامكو بالرياض المهندس عبدالرحمن الفاضل، والدكتور عبداللطيف الحميد أستاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومدير مكتب هيئة السياحة في شقراء ثاقب الثاقب، ومدير مكتب وزارة المالية في شقراء المهندس علي السبيعي، ومعرف آل جوفان الدكتور فلاح الجوفان، وعدد من المهتمين بالسياحة والآثار.

وتفصيلاً، بدأت جولة "المعلمي" ومرافقيه بمركز أشيقر، وتجولوا في قريته التراثية، واطلعوا على أهم مرافقها من ممرات ومجالس تاريخية ومساجد وبيوت طينية، كما اطلعوا على دار التراث بأشيقر، وقصر المؤرخ العيسى، ثم توجهوا لقرية شقراء التاريخية، وبدؤوا بالمرور بقصر السبيعي التاريخي، والوقوف بفنائه الخارجي. واستمع الوفد إلى شرح مفصل عن القصر وتاريخه من مدير مكتب السياحة بالمحافظة ثاقب الثاقب الذي ذكر أن القصر بُني في عام 1327هـ، ويتكون من 32 غرفة، ويحتوي على مقتنيات تاريخية قديمة.

وقال "الثاقب": كان القصر مقرًّا لبيت المال في عهد الملك المؤسس، ومقرًّا رسميًّا في تلك الفترة التاريخية لاستقبال الملك عبد العزيز –رحمه الله– أثناء مروره بشقراء، أو عند ذهابه للأماكن المقدسة لأداء مناسك الحج. وكان البيت موقعًا لتجهيز الجيوش التي تمرُّ بشقراء أثناء مرحلة التوحيد، إضافة لاستقبال الوفود الرسمية.

ثم زار الوفد الديرة القديمة بشقراء، وتجولوا في ممراتها، وأهم مرافقها، وشاهدوا أهم الآبار التي تغذي مساجد وبيوت القرية بالماء، وزاروا قصر الجميح التاريخي، وكان في استقبالهم عبدالعزيز البخيتي في مجلس القصر، وقدم لهم القهوة، وأطلعهم على مرافقه، ثم تناول الجميع الغداء في فناء القصر الداخلي.

بعد ذلك توجَّه الجميع لقصر العيسى التاريخي، وتجولوا في أركانه، واطلعوا على محتوياته، وأبدى الوفد إعجابه بالبيت، وخصوصًا مجلسه، وطريقة بنائه المختلفة عن النمط السائد؛ إذ استخدمت فيه العقود بدلاً من الأعمدة.

ويرجع تشييد قصر العيسى إلى عام ١٣٠٩هـ، وتم بناؤه على يد بنائين مهرة، لهم خبرة في هذا المجال، وذلك بإشراف من صاحب القصر أحد تجار وأعيان شقراء، الشيخ سعود بن محمد بن عيسى -رحمه الله-، الذي حرص على سعة مجلسه، وارتفاع سقفه، وإحكام بنائه. كما تجول الضيوف في سوق "المجلس" العريق الذي يضم عددًا من "الدكاكين"، وكان مقصدًا لتجار الجزيرة في حقبة مضت من تاريخ نجد.

بعدها تجول الوفد في دار التراث التي افتُتحت مؤخرًا في القرية التاريخية بالمحافظة. واستمع الجميع إلى شرح مفصل عن مرافق الدار من المشرف عليها الدكتور عبداللطيف الحميد.

وفي نهاية الزيارة توجه الوفد لمتحف شقراء التراثي، واطلعوا على أهم مقتنياته، وتعرفوا على أهم الآثار فيه بشرح من المشرف عبدالرحمن البطين، ثم زار الضيوف سوق حليوة بالبلدة التاريخية، وتجولوا في مرافقه، واطلعوا على أهم محتوياته بشرح من المشرف بندر الماطر.

وفي ختام الزيارة أكد المهندس عبدالله المعلمي أن القرى التاريخية تتميز بالجودة والجمال، وقال: نُفذت بيوت القرى ونوافذها وسقوفها وأبوابها، إضافة إلى الأعمال الفنية فيها من زخارف وألوان، باستخدام مواد من البيئة المحلية من طين وأخشاب وحجر.. وغيرها؛ وهو ما زاد الفخر بها أنها بُنيت على أيدي مواطنين معلمين مهرة.

وأضاف: تراث شقراء التاريخية وأشيقر التراثية، وبيوتهما وقصورهما، من الأماكن التي تسكن القلب بمجرد رؤيتها؛ فمنها يفوح شذى التاريخ المخلوط بصور ودلالات لا يمكن نسيانها، والفترة التاريخية التي عاصرتها تلك القرى وبيوتها وقصورها هي فترة مهمة في عمر الوطن لتأسيس الدولة السعودية، فهي تذكر الجميع بالجهود الكبيرة التي بُذلت في سبيل توحيد الكلمة وجمع شمل هذه البلاد تحت راية التوحيد في ظل قادة بلاد الحرمين الشريفين.

وتابع: أصبحت محافظة شقراء ومراكزها وجهة الزوار من داخل وخارج السعودية لمكانتها التاريخية، وبنيانها القديم؛ إذ أضحت قراها التراثية تقف بأسوارها وأبراجها الطينية شامخة، تبرز تاريخها العريق؛ لتصبح مَعلمًا سياحيًّا بارزًا، يشد الأنظار، ويستهوي الزوار.

وأثني "المعلمي" على اهتمام أهالي المحافظة بالتراث والاحتفاء بالضيوف، وقال: أتقدم لمحافظ شقراء عادل البواردي ولأهالي المحافظة ببالغ الشكر والتقدير على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، والاهتمام بالموروث الشعبي، والاعتناء بتاريخ المنطقة ومتاحفها وتراثها ومساجدها وقصورها العريقة.

من جانبه، رحب محافظ شقراء عادل بن عبد الله البواردي بالوفد الزائر، وأكد أن محافظة شقراء أصبحت في الآونة الأخيرة وجهة السياح بآثارها وتاريخها العريق، قائلاً: لا يكاد يمر أسبوع حتى نستقبل وفدًا من وفود السياح ومحبي الآثار والتاريخ.

وأكد "البواردي" أن المحافظة تعكف هذه الأيام على الإعداد لتنفيذ عدد من البرامج والفعاليات التي تهدف إلى جذب السياح على مدار العام، وتعزز صورة المحافظة بوصفها محافظة سياحية جاذبة، تمتلك عددًا كبيرًا من المقومات السياحية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org