"ترامب" و"نتانياهو" يتغازلان على جثة الجولان: هذا طوق النجاة متى ترد الهدية؟

"خان": قرار لن يؤسس لأي حل مستقبلي أو تعايش بين "إسرائيل" وجيرانها العرب
"ترامب" و"نتانياهو" يتغازلان على جثة الجولان: هذا طوق النجاة متى ترد الهدية؟

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، أمس الاثنين، علامات استفهام حول "الهدايا المتبادلة" والفوائد التي جناها كل من الطرف الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال "ترامب" في البيت الأبيض وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي: "لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة"؛ في حين وصف "نتانياهو" الاعتراف بـ"التاريخي"؛ مضيفًا أن "مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية".

وخاطب "نتانياهو" "ترامب" قائلًا: "يأتي إعلانكم في وقت أصبحت فيه الجولان أهم بالنسبة لأمننا أكثر من أي وقت سابق".

وبرر "ترامب" قراره بأنه يرمي "لتعزيز قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها"؛ مشيرًا إلى أن "إسرائيل سيطرت على الجولان عام 1967 للمحافظة على أمنها من التهديدات الخارجية.. اليوم، التحركات البغيضة لإيران وللجماعات الإرهابية في جنوب سوريا مثل حزب الله؛ تجعل من الجولان منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل".

ووفق ما نقلته "سكاي نيوز"، يمثل الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان "هدية ثمينة" من ترامب لنتانياهو، قد تشكّل "طوق نجاة" له في الانتخابات المقبلة في التاسع من أبريل القادم.

ويبدو أن إعلان ترامب سيمنح نتانياهو دفعة قوية؛ إذ كانت استطلاعات للرأي أجريت قبل القرار الأمريكي، قد كشفت تراجعًا في شعبية قائمة نتانياهو مقارنة بتلك الخاصة بمنافسه الأبرز بيني غانتس.

ونقل موقع "سكاي نيوز عربية"، عن الكاتب والباحث السياسي عبدالوهاب بدر خان، اعتباره أن إعلان ترامب "هدية لم يكن نتانياهو يتخيلها في حياته"؛ مضيفًا: "سيعزز الإعلان من وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي في الانتخابات القادمة؛ فهذا القرار يوازي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وبدوره أشار أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بواشنطن، إدموند غريب إلى "أن الإعلان الأمريكي حول السيادة الإسرائيلية على الجولان "يدعم بلا شك نتانياهو في انتخاباته، كما أنه في المقابل يفيد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2020".

وأضاف "غريب": "يواجه ترامب تحديًا في الانتخابات القادمة لوجود انقسام حول جدارته في الاستحقاق الرئاسي؛ ولكن قراره بدعم إسرائيل قد يرجّح كفته بفضل دعم المؤسسات اليهودية بأمريكا له في وجه شخصيات جمهورية وديمقراطية منافسة له في السباق الانتخابي".

ويعتبر إعلان السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل بمثابة "قبلة الحياة"، وواحدة من أعظم الهدايا التي نالها نتانياهو من أي رئيس أمريكي؛ حيث سيضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي إنجازًا جديدًا لدعم ملفه الانتخابي، إلى جانب نقل السفارة الأمريكية للقدس، والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم مع إيران.

ولا تعد خطوة ترامب مُلزمة للمجتمع الدولي الذي لا يعترف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان بعد احتلالها إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967.

وعن تداعيات القرار الأمريكي، قال بدر خان: "أساءت خطوة ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط وإمكانية التوصل لأي حل في المستقبل القريب لن يؤسس مثل هذا القرار لأي تعايش بين إسرائيل وجيرانها العرب".

ويرى مراقبون أن إعلان ترامب لن يغير من الوضع شيئًا؛ وذلك لعدم وجود مفاوضات بين إسرائيل وسوريا، كما أن أي محاولة للمساس بتمسك إسرائيل بالمرتفعات سيقابله "فيتو أمريكي"؛ إلا أن ما قام به يرسخ في أذهان الناخبين الأمريكيين شخصية ترامب بكونها تفي بوعودها ولا تخشى الخروج عن "السياسة الدولية التقليدية" والإجراءات والأعراف الخاصة بها.

وتنبع أهمية الجولان بالنسبة لإسرائيل من عوامل عديدة؛ إذ تمثل المنطقة من خلال مياه بحيرة طبريا، خزان مياه إسرائيل الاستراتيجي، وتعد المرتفعات موقعًا مميزًا لمراقبة التحركات السورية، كما أن تضاريسها تشكّل عازلًا طبيعيًّا ضد أي قوة دفع عسكرية قادمة من سوريا.

وحاليًا، يوجد في الجولان أكثر من 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها حوالى 20 ألف مستوطن، كما يوجد حوالى 20 ألف سوري في المنطقة، معظمهم من الطائفة الدرزية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org