وحش خرج عن السيطرة.. شلل في فرنسا يهز "الإليزيه" والمطالبات: "ماكرون" يرحل!

10 مصابين من "السترات الصفراء" .. 500 معتقل والمدرعات في قوس النصر لأول مرة
وحش خرج عن السيطرة.. شلل في فرنسا يهز "الإليزيه" والمطالبات: "ماكرون" يرحل!

اندلعت صدامات بين قوات الأمن الفرنسية والمتظاهرين وسط العاصمة باريس، وجدد المتظاهرون المطالبة باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، فيما استخدمت عناصر الشرطة الفرنسية القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وسط حالة شلل في جميع وسائل النقل، وبلغ عدد الموقوفين 481 موقوفًا.‎

ووفقًا لـ"فرانس برس": أصيب 10 متظاهرين من "السترات الصفراء" بعد اشتباك مع الشرطة الفرنسية، اليوم السبت، كما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قرب القصر الرئاسي.

ووقعت "صدامات السبت" قرب جادة الشانزيليزيه وسط باريس بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية ومحتجين من حركة "السترات الصفراء"، الذين خرجوا في تظاهرات جديدة ضد "ماكرون"، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لإبعاد مئات المتظاهرين الذين احتشدوا حول منطقة التسوق الراقية وقوس النصر وسط العاصمة الفرنسية.

وارتفع عدد المعتقلين إلى أكثر من 500 شخص، بينهم أكثر من 200 قيد الحبس الاحتياطي، وفق ما نقلته "سكاي نيوز" التي أكدت تجدُّد الاشتباكات بين قوات الأمن الفرنسية والمتظاهرين في الشانزليزيه، موضحة أن قوات الأمن الفرنسية نشرت 14 سيارة مدرعة في باريس تحسُّبًا لمزيد من أعمال العنف، كما تنتشر لأول مرة مدرعات في منطقة قوس النصر.

وتعالت هتافات من المحتجين تطالب الرئيس "ماكرون" بالاستقالة، واصفين إياه بـ"الدكتاتور"، وأعلنت السلطات الفرنسية التعبئة العامة لهذا اليوم من حركة الاحتجاج على السياسة الضريبية والاجتماعية للرئيس إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء إدوار فيليب.

وتم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء فرنسا؛ لتفادي تكرار حوادث الأسبوع الماضي من مواجهات تحت "قوس النصر" وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب. ووصف المدير العام للدرك الوطني "ريشار ليزوري"، التدابير التي اعتمدت السبت، بأنها "غير مسبوقة"، فيما قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير: "كل شيء يوحي بأن عناصر متشددين سيحاولون التحرك".

من جانبها أكدت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن ستكون أكثر قدرة على الحركة للتجاوب "بشكل أكثر فاعلية مع استراتيجية المشاغبين القاضية بالتفرق والتحرك"؛ لأن "كل المؤشرات تفيد بأن عناصر راديكاليين سيحاولون التعبئة".

وأوصت الحكومة سفاراتِ عدد من الدول رعاياها بالتزام الحذر عند تنقلهم داخل العاصمة أو أرجاء سفرهم، وطلبت سفارة الولايات المتحدة من الرعايا الأميركيين "تجنب التجمعات"، بينما طلبت الحكومة البلجيكية من مواطني بلدها "إرجاء سفرهم إلى فرنسا".

وتكرر السلطات التنفيذية أنها في حالة تأهب قصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلي بالروح الجمهورية، من دون أن تخفي قلقها حيال مخاطر تفاقم الوضع، وقال "كاستانير": "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه"، في إشارة إلى حركة "السترات الصفراء" التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديداً بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لكن باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات، وآخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية.

وفي مسعى منه للتخفيف من غضب المحتجين، التقى "فيليب"، مساء الجمعة، وفداً في مقرّه بقصر ماتينيون، وقال بنجامان كوشي، أحد أعضاء الوفد: إن رئيس الحكومة "يعي خطورة الوضع"، وذكر عضو آخر في الوفد كريستوف شالينسون أن رئيس الوزراء "استمع ووعد برفع المطالب إلى رئيس الجمهورية".

وأضاف: الآن نحن ننتظر "ماكرون"، ونأمل أن يتحدث الرئيس إلى الشعب الفرنسي كأب، بحب واحترام، وأن يتخذ قرارات قوية"، وقال "ماكرون"، الذي التزم الصمت طيلة هذا الأسبوع: إنه لن يدلي بموقف بشأن هذه الأزمة إلا مطلع الأسبوع المقبل.

وتم إغلاق برج إيفل ومتحفي اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، السبت، بينما ألغي عدد من مباريات كرة القدم، وقام أصحاب المتاجر بحماية واجهات محلاتهم، وفُرضت قيود على حركة السير وأُغلق عدد من محطات المترو، بينما تم تحويل مسار العديد من الحافلات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org