السعودية تؤكد التزامها بالتعاون الدولي لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة

"العمير": المملكة قدمت (600) مليون دولار لمكافحة كورونا ودعم "الصحة العالمية"
السعودية تؤكد التزامها بالتعاون الدولي لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة

أكدت المملكة العربية السعودية التزامها بالتعاون الدولي لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة وتعزيز الممارسات الجيدة بشأن استعادة الأصول المالية، مجددةً التشديد على أن برامج ومبادرات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تسهم في تعزيز الشفافية وتطوير السياسات والإجراءات وسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها الفساد.

وتفصيلاً، جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية خلال المناقشة العامة لبند "المسائل المتعلقة بسياسات الاقتصاد الكلي (17)" ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية (الثانية) في الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ألقتها افتراضيًا عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السكرتير ثالث ريم بنت فهد العمير.

وهنأت العمير، في بداية الكلمة، سفير النيبال أمريت بيهادور راي على ترؤسه أعمال اللجنة الثانية للدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدةً أن المملكة تؤيد البيان الذي أدلى به ممثل جمهورية غيانا بالنيابة عن مجموعة دول الـ77 والصين.

وقالت: يعيش العالم في ظروف استثنائية صعبة بسبب جائحة كوفيد-19 التي تشكل تحديًا كبيرًا لسبل العيش وللمضي قدمًا نحو مستقبل مشرق، حيث تسببت الجائحة في آثار إنسانية، صحية، اقتصادية، واجتماعية جسيمة تستوجب على المجتمع الدولي أن يتعاون في توفير جميع السبل والعمل لإيجاد حلول للتصدي لهذه الآثار والتخفيف منها.

وأفادت بأن للمملكة دورًا مهمًا في التعاون الدولي ودعم الدول، فمن خلال رئاستها لمجموعة دول العشرين لهذا العام، تمكنت المملكة من العمل على توحيد وتنسيق الجهود عالميًا، حيث بادرت بعقد قمة استثنائية للاستجابة العالمية لآثار الجائحة، وأثمرت نتائج هذه القمة الاستثنائية بشكل إيجابي في التخفيف من تلك الآثار، حيث قدمت المملكة مبلغ (500) مليون دولار لدعم الجهود الدولية لمكافحة الوباء، ومبلغ (100) مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعمها في الإجراءات التي تتخذها لمكافحة هذا الفيروس، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي امتدادًا لحرص المملكة على تسخير إمكاناتها ومواردها في خدمة القضايا الإنسانية، بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها والمجتمع الدولي.

وأضافت العمير: برنامج تحقيق التوازن المالي هو أحد البرامج الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030 حيث يهدف هذا البرنامج إلـــى تعزيـــز الإدارة المالية وإعادة هيكلة الوضع المالي للمملكة واستحداث آليات مختلفة لمراجعة الإيرادات، والنفقات، والمشروعات، وآلية اعتمادها.

وأشارت إلى أن المملكة بادرت في أخذ عدة خطوات لتعزيز وضعها المالي، ومنها سياسة الدين حيث سعت إلى تطوير نهج في إدارة الديون، والوصول إلى الأسواق الدوليـــة، وزيادة القدرة على الاقتراض دون تأثيرات سلبية على السـيولة المحلية، حيث تسعى هذه التدابير لتحقيق نمو الأهداف الاقتصادية المحددة في رؤية المملكة 2030.

ومضت في القول: تكمن أبرز التحديات الناتجة عن هذه الجائحة في المحافظة على نمو الاقتصاد العالمي والاستقرار المالي، حيث نشأت تقلبات في تدفقات رؤوس الأموال العالمية تفاقمت من جراء هذه الأزمة الصحية والاقتصادية غير المسبوقة، كما سببت انخفاضًا حادًا في الأنشطة الاستهلاكية والتجارية، وارتفاع مستويات الدين العام التي تشكل تحديات صعبة للبلدان النامية، لذا لابد أن تتضافر الجهود التي تساعد في استعادة تدفقات رأس المال وحشد تمويل قوي من أجل التنمية المستدامة، ودعم النمو الشامل للاقتصاد العالمي للتعافي من آثار الوباء.

وتابعت: لعلنا نستذكر إطلاق مبادرة مجموعة العشرين التاريخية لتعليق مدفوعات خدمة الدين التي ستتيح الدعم للدول ذات الدخل المنخفض لتمكينها من تسخير جميع الإمكانات لمكافحة الجائحة وتخفيف آثارها الاقتصادية، وتعزيز الاستقرار المالي العالمي.

ولفتت النظر إلى أن المملكة شرعت في سن الإصلاحات الاقتصادية المستمرة، التي أسهمت بتأسيس نظام مالي قوي ومرن في المملكة، حيث تمكنت من اتخاذ إجراءات قوية وحاسمة لضمان استيعاب الآثار الاقتصادية السلبية الناتجة عن الوباء، مبينةً أن هذه الإجراءات انعكست بشكل إيجابي في اتخاذ إجراءات استباقية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد في وقت مبكر، وتسخير كل الإمكانات المادية والبشرية لتوفير الرعاية الصحية المتكاملة مجانًا، وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية.

واستطردت في القول: تولي المملكة أهمية كبيرة لأهداف التنمية المستدامة، كما اتخذت خطوات فعّالة لتنفيذ خطة أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ المقرَّة من الأمم المتحدة بما ينسجم مع خطط التنمية الوطنية، من خلال البرامج والمبادرات والمشروعات المختلفة.

وأوضحت أن للمملكة العربية السعودية دورًا مهمًا ورئيسًا في دعم قطاع الأعمال وحركة التجارة العالمية، حيث إن الموقع الإستراتيجي للمملكة جعلها ملتقى لأهم طرق التجارة العالمية، إضافة إلى التسهيلات التجارية التي تقدمها لمختلف قطاعات الأعمال، والاستقرار الأمني الذي أسهم بشكل كبير في تعزيز ثقة المستثمرين في المملكة، مشيرةً إلى أنه من منطلق دورها التجاري الريادي، عملت المملكة على اتخاذ الإجراءات التي عززت من التوازن والاستقرار في أسواق النفط العالمية في ظل الأوقات الصعبة التي يشهدها العالم بسبب الوباء.

واختتمت كلمتها بالقول: تشدد المملكة العربية السعودية على أهمية الدور الكبير الذي تقوم به الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة وأهمية الجهود الدولية من أجل التعافي من آثار الجائحة والتعاون الدولي لتحقيق نمو اقتصادي عالمي شامل، كما تؤكد التزامها الكامل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني، والاستمرار في تعاونها مع شركائها في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 على كل المستويات، وستقدم بلادي جميع ما ستتطلبه هذه المرحلة من دعم بما يحقق التعافي الشامل والانتعاش الاقتصادي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org