معلِّم وطالبه يتقاعدان عن التدريس في يوم واحد بالأفلاج.. قصة الجوال وصدفة المزاد

"أبو دجين" روى لـ"سبق" مواقف مؤثرة خلال مسيرة 28 عامًا بالميدان التربوي
معلِّم وطالبه يتقاعدان عن التدريس في يوم واحد بالأفلاج.. قصة الجوال وصدفة المزاد

بعد أعوام في خدمة الميدان التربوي قادت المصادفة أن يتقاعد معلم وطالبه عن التدريس بالمعهد العلمي في الأفلاج، وفي يوم واحد.

وفي التفاصيل، قال المعلم المتقاعد عبدالرحمن أبو دجين لـ "سبق": "التحقت بالتدريس عام 1405 معلمًا بالمعهد العلمي في الأفلاج، وكان مرضي الحبشان أحد الطلاب الذين درَّست لهم في الصف الثالث الثانوي، ثم تشرفت بمزاملته معلمًا في المعهد نفسه".

وأضاف: "من محاسن المصادفات أني تقاعدت أنا والأخ مرضي في يوم واحد".

وعن مسيرة 28 عامًا معلمًا في الميدان التربوي قال "أبو دجين": "تعددت المواقف خلال عملي في التعليم بالمعهد العلمي بالأفلاج. ومن تلك المواقف التي لا تزال في ذاكرتي أنه كان هناك مسابقة طرحها أحد المعلمين بالمعهد، هي في حال جمع الطالب 500 نقطة يحصل الطالب على جوال N95 آنذاك، وكانت النقاط تمنح من قِبل المعلمين حسب سلوكيات الطالب الإيجابية والمشاركة في الأنشطة. وبعد أيام من طرح المسابقة أتى لي أحد طلابي، وكان لم يتبق له سوى 10 نقاط للفوز، وله رصيد عندي، ولكن سبق أن وعدته بمنحه تلك النقاط في الحصة القادمة (الحصة السادسة) فتم الاستعجال، ومنح النقاط من الحصة الثانية حسب طلبه".

وتابع: "فوجئت بعدها بقدوم طالب يتيم، شارك في المسابقة، وكانت معاتبته لي بقوله (أستاذي لقد استعجلت ومنحت الطالب الآخر النقاط العشر، وموعد دخولك على فصله الحصة السادسة، وأنا بقي لي 20 نقطة، وقد أجتهد للنقاط في الحصتين الرابعة والخامسة وأفوز بالجائزة)".

وأردف: حز في نفسي عتاب ابني الطالب، ولم أستطع التحمل، وقمت باستدعائه، وإبلاغه أنه الفائز الأول مكرر، وقمت بشراء جوال N95 من حسابي الخاص، ومنحته إياه.

واختتم: بعد ساعات من تلك القصة كان هناك مزاد علني، وبعد الفضول بالدخول في المزاد والمزايدة انتهى المزاد، وتم شراء الأثاث في وقت وجيز، وقمت ببيعه بربح 4000 ريال.

يُذكر أن المعلم عبدالرحمن أبودجين طيلة مسيرته 28 عامًا في التعليم لم يسبق له أن قام بإخراج طالب من الفصل للمرشد الطلابي أو المدير، بل كان يشخِّص المشكلة السلوكية للطالب، ويعمل على حلها في الفصل.

من جهته، تحدث المعلم المتقاعد مرضي الحبشان لـ"سبق" بقوله: كان الشيخ عبدالرحمن أبو دجين أحد معلميّ الفضلاء بالمعهد، وتشرفت بالعمل معه معلمًا ووكيلاً بالمعهد العلمي بالأفلاج نفسه. ومن محاسن المصادفات أني تقاعدت بعد 21 عامًا من التدريس للتفرغ للأعمال الاجتماعية، وتقاعد معي معلمي عبدالرحمن أبو دجين في اليوم نفسه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org